وداعاً «للمفاطيح»

غلاء الأسعار وضعف القوة الشرائية لدى الغالبية هو القضية الأكثر إلحاحاً في مجتمعنا، وهو ما يجب أن نناقشه ونطرحه في دائرة الإمكان إذ كل يراها بعين مختلفة.
لفتت انتباهي خطبة يوم الجمعة، إذ خصصت للغلاء مع إشارة إلى جشع تجار، وبلع بعضهم نسبة الزيادة القليلة قبل أن تصل إلى مستحقيها، لكن ماذا يفعل المستهلك غير الشكوى؟
الواقع أن بيد بعض المستهلكين أظفاراً تمكنهم من حك مفيد لهم ولآخرين:
أولاً… لا تلتفت كثيراً للذين لا يحبذون مقاطعة سلعة ما، إذا رغبت قاطع، هذا من أبسط حقوقك، المقاطعة وعدمها لا علاقة لهما بالوطنية والانتماء، مثلاً لم يخفض بعض التجار هوامش أرباحهم من أجل خاطر الوطنية.
وعلى رغم أن من الصعب الحديث عن توعية المستهلك مع طوفان القدرة الإعلامية للتاجر وعقود من التربية الاستهلاكية، إلا أنه لا بد مما ليس منه بد.
قلل ذهابك إلى الأسواق، وقبل الذهاب أكتب ما تحتاجه فعلاً، إذا كان السوق كبيراً يضع حاجاتك اليومية في أقصى زاوية، اتركه واذهب إلى سوق أصغر، إنه «يفخخ» لك الممر بلوحات حمراء لتشتري سلعاً لست في حاجة أكيدة لها.
لا تنصت كثيراً «للمعزبة» أي زوجتك للذهاب إلى الأسواق، تذكر أنها ليست مكاناً للترفيه و «التمشي»، بل لبعثرة المال ثم البحث عن سلفة لن تجدها مع هذه الأوضاع.
إذا وضعت منشورات إعلانية على باب منزلك اتصل بالبلدية وقدّم شكوى على صاحب الإعلان، المهم لا تدخله إلى المنزل لأنه سيخرم جيبك.
ثم لنقل وداعاً للمفاطيح ومعها أكوام الرز، لنتذكر كم منها يذهب للنفايات، اعلم أن البعض لم ير «مفطحاً» منذ زمن! إنما أتحدث عمّن جعل المفطح عنواناً للكرم والمراجل، لنتصالح مع «جنب» أو «رجل» ربما «كوارع»، لو كنت مؤثراً في قبيلة لدعوت شيخها لإعلان يقول: «وداعاً للمفاطيح».
أيضاً قل وداعاً لكثير من الكماليات، اترك عنك أبو ريالين، معظم ما تشتريه منه لا يفيد بمقدار الثمن.
صديق للزاوية قال: لا نريد زيادة بقدر ما نبحث عن إيقاف اسعار بعض التجار.
صديق آخر ذكر أن راتبه لا يتعدى 1360 ريالاً، فماذا يفعل؟ وما هي التوعية المناسبة له؟ الصوم! هل ينتظر إثر خفض رسوم الموانئ؟ هو من القطاع الخاص الذي أعلن بعض شركاته عن زيادات، على موظفي القطاع الخاص جمع تلك التصاريح الصحافية ورفع قضايا على من قال ولم ينفّذ.
قرارات مجلس الوزراء حثت على توعية المستهلك، وفي اليوم التالي تظهر مذيعة في قناة محلية، تتجول في مجمع تجاري، تتذوق، تجرب، تتسوق، قبل الختام يظهر اسم المجمع خلفها، هذا من التوعية أم من الترويج… وهل هو مدفوع الثمن؟

هذا www.freeblood.com موقع فريد من نوعه للتبرع بالدم نبهني له الأخ تركي السليمي فشكراً له.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على وداعاً «للمفاطيح»

  1. الظبياني الغامدي كتب:

    – لا تنصت للمعزبة تقصد المعذبة عفواً الزوجة ، توجيه مستحيل تنفيذه حتى ولو كان واقعاً مؤلماً عند سيدات كثيرات ، فبعضهن للأسف لا تعرف عن موجة الغلاء الثائرة إلا اسمها .

    – شدني ما ذكره كاتبنا العزيز أنه صديق لأحد الإخوة الذين يتعاطون 1360 ريالاً مثلنا ، وجعلني أُحس بشيءٍ من الأمل في زمن الإنكسار .

    – لا للمفاطيح أكثر وقعاً لتكون شعاراً ، لأني أشك في توديعها قبل الموت !!

  2. فضل الشمري كتب:

    مرحبا ابا سعود , أسعد الله صباحاتك , الحمدلله أن الوقت يسمح بالذهاب الى البر والصحاري للتمتع بالاجواء الجميلة هذه ألايام وللبقاء بعيدا عن ألاسواق حيث لم تعد كما كانت مكانا للفسحه والترفيه وحيث أن البائعين في ألاسواق الان تجدهم يقفون على أبواب متاجرهم يرمقون المواطن المسكين بنظرة فيها ( شرهه) كبيره على محاولة أجباره للدخول الى المتجر !!! اسكن في منطقة تكتض بالمتاجر والمولات الجديده ولكن لم يخطر ببالي ذات يوم أن أدخل اليها ولم تعد تستهويني تلك الزيارات التي كنت أقوم بها في أيام العطل الاسبوعيه لهذه الاسواق في سنين مضت !!! ألان ألاسواق أصبحت مراكز لسرقة المواطن , حيث تجد أن البضائع مقلدة وتجد أن ألاسعار تتغير بشكل يومي وتجد أن الثقافه العامه بالسوق هي ثقافة ( أضرب وأهرب ) وتجد العمالة وهي تعيث غشا وتدليسا في البضاعه وأخيرا تجد بعض المتسولات عند الباب ينتظرن ما تجود به يدك مما بقي من الفراطه !!! ولا تنسى أن تبقي عشرة ريالات من أجل البنقالي الذي يقوم بغسل سيارتك في الموقف على الرغم أنك لاتتذكر أنك قمت بالاتفاق معه على الغسيل !!! والمشكلة الكبرى أن الجميع يحسب أن بعض الورم من الشحم , تحياتي …!!!

  3. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله.أبو أحمد
    رائع المقال اليوم تسلم الأنامل دائمآ للأمام مع محاربة الغلاء إن شاء الله..
    مع تمنياتى لك بالتوفيق والنجاح/ صلاح السعدى

  4. ابو بدر كتب:

    خلاص اقتنعنا مع المعزبه ان التمشيات في الاسواق المولات مال امها داعي .. حدنا بقالة الحارة حتى اني ما احول ادق بوري ويطلع العامل واقوله هات كذا وكذا وكذا ..

  5. شريفة الدوسري كتب:

    أنا كـ امرأة والله أنقهر وأحس بمرارة لما أمر من سوق ( خصيصا ً حياة مول ) ولا حج !
    مدري لمتى الناس ماشين كـ الامعات !
    المشكلة صراحة في الشعب وبالتحديد النساء ماهمها ترتفع ولا تنزل الأسعار أهم شيء ماتروح للعزيمة بـ ( خَلَقْ) قد شافوه عليها , فـ لا تلوم التجار إذا ما رفعوا أسعارهم ..

    سمعت إن في دولة الإمارات لكن أي مدينة ما أجزم
    لما رفعوا الاسعار في أحد الأسواق التجارية قاطعوهم المتسوقين وقعدوا التجار يهشون الذبان , يوم عرفوا إن المتسوقين مالهم نيّة الرجوع رجعوا ينزلون الأسعار .

التعليقات مغلقة.