«دنبوشي» البنك الدولي

نفسي توسوس لي بأن البنك الدولي «يستخدم»، والكلمة الأخيرة تعني «شعبياً» اللجوء إلى قدرات «ما ورائية» غير محسوسة لكنها مؤثرة. هي وساوس نتجت من اندهاش مستمر يغمرني، سببه حرص جهات حكومية في بلادنا، على حشر بنك «وولفوفيتز سابقاً»، ومؤسساته في كل صغيرة اقتصادية وكبيرة. لا بد من أن لدى هذا البنك العتيد وصندوقه و «مؤسسة التمويل الدولية» العضو في البنك الدولي، قدرات خارقة، ربما «عسبان» او «طشوت»، أو هو زئبق أحمر من ذاك الذي يستخدمه بعض الأفارقة لتوليد النقود فيحسبه الطفران مالاً.
لماذا؟ لأنه على رغم السمعة السيئة عن هذا الدولي وصندوقه ومؤسساته وتجارب مؤلمة في كثير من أصقاع الأرض يجد من يرحب ويوقع مبتسماً.
الغريب أن «الصديق الخواجة» ممثل مؤسسة التمويل الدولية، لم يشارك المبتسمين ابتسامتهم، بل بدا… جاداً مفكراً، مع أن مؤسسته هدفها ربحي وستحصل على رسوم من السعودية، التي هي من أكبر الداعمين لمؤسسات البنك الدولي! فهل هو يفكر في الأعاجيب التي يجب أن يقدمها لإيجاد حلول للتمويل الإسكاني في السعودية؟
السؤال الذي لا بد من الإجابة عليه، يقول: هل السعودية بحاجة إلى سيولة؟ أليست لديها فوائض ضخمة؟ تخيلت السؤال «مسدوحاً» على طاولة التوقيع، لأن اللجوء إلى البنك الدولي ومؤسساته، ومنها المذكورة أعلاه، يكون عادة بحثاً عن سيولة، تمويل، تلجأ له الدول الفقيرة، والسعودية ليست من تلك الدول.
ومع علمي بخبرة السادة المسؤولين وحرصهم على المصلحة العامة، لا نريد سوى إيضاح يطمئننا، ما الذي يجعلهم لا يخافون ويحذّرون من أن نفاجأ بالنتائج نفسها التي حصلت عليها الأرجنتين مثلاً أو «ملاوي» حتى وصلت للمجاعة» – يمكن العودة إلى مقالي «اتبع أسلوبه لا نصائحه – أو غيرهما من بلدان كثيرة لم تخرج من أزماتها إلا بعد ما ضربت بنصائح البنك الدولي ومؤسساته عرض الحائط؟ طالعوا تركيا التي لديها تجربة سلبية مع مؤسسات البنك الدولي ولم تزدهر إلا بعد «استقلالها» عنه واعتمادها على سواعد المخلصين من أبنائها، ولأننا خبرنا نصائح البنك ومؤسساته، فالعاقل من اعتبر بغيره.
كان بالإمكان قيام التأمينات والتقاعد بالمشاركة مع بنك التسليف بإنشاء كيان لتمويل الإسكان، السيولة متوافرة ولله الحمد والمنة، فأين النقص… هل هو في الإدارة؟
الاخطار والأخطاء التي مرّت بها دول شرق آسيا، تمرّ بها الآن دول الخليج العربية، والخيار واضح، فإما أن نلحق بماليزيا أو نلحق بإندونيسيا، ومن ذمتي إلى ذمة المعنيين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

7 تعليقات على «دنبوشي» البنك الدولي

  1. الظبياني الغامدي كتب:

    لعل المقال بكاملة يختزل عندما أتحفنا الكاتب قائلاً :
    ( فإما أن نلحق بماليزيا أو نلحق بإندونيسيا ) مع ضرورة الربط بقوله ( بلدان كثيرة لم تخرج من أزماتها إلا بعد ما ضربت بنصائح البنك الدولي ومؤسساته عرض الحائط؟ طالعوا تركيا التي لديها تجربة سلبية مع مؤسسات البنك الدولي ولم تزدهر إلا بعد «استقلالها» عنه واعتمادها على سواعد المخلصين من أبنائها ) ..

    بأمانة أجاد التصوير ..

  2. أحمد كتب:

    أشكرك يا أستاذ عبداالعزيز!
    أول ما قرأت خبر التمويل صعقت إذا لا يعقل أن دولة فائض ميزانيتها بالمليارات تذهب و تقترض من بنك سيء السمعة!

    يبقى السؤال نفسه يتكرر، هل سنجد محاسبة و مساءلة جدية؟

  3. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله.أبو أحمد
    مبدع كعادتك أحسن وأفضل الأشياء أن تستقل بنفسك لكى تكون كسبان هذا هو
    النجاح المؤكد ..
    وتقبلوا بقبول فائق الإحترام /صلاح السعدى

  4. تهامى عيد العظيم كتب:

    هايل اليوم المقال. أبو أحمد
    الله يعطيك العافية كلا م جميل فوق الوصف الى الأمام دائمآ
    مع خالص تحياتى / تهامى أبو عبدالله

  5. هذا ربعنا لو يشوفون سباك عيونه زرق وشعره ازرق يحطونه على رؤسهم !؟ ..

  6. اسماعيل ابراهيم كتب:

    السعودية بحاجة إلى تخطيط حقيقي من أناس لديها دافع قوي للإرتقاء بنهظة البلاد فالإستقرار المدني يمهد الطريق للرقي أياً كان .
    أن إيجاد الحلول البسيطة للمشاكل الكبيرة أفضل من إيجاد حلول معقدة لمشاكل بسيطة تزيدها تعقيداً
    وطني لا أعلم من يفكر لك

    مسكين أنت يا وطني

  7. أبو عبدالله كتب:

    يا أستاذ عبدالعزيز… ماذا قال البنك الدولي؟؟؟ وعن أي موضوع؟؟؟ ليت المقال لخص متطلبات هذا البنك الدولي… خصوصا أن البنك الدولي يلعب في الدوري الدولي وليس المحلي…

    أوافقك أن البنك الدولي والشركات العالمية تريد مدخلا الى المواطن في دول الخليج لكي تكبله بالأقساط … وتعطيه فيي مقابلها الفتات …

    أقساط التأمين القادمة (التأمين الإلزامي)… أقساط المسكن القادمة (الرهن العقاري) … وغيرها كثير…

    شكرا على المقال…

التعليقات مغلقة.