تموين

لا بد من حلول عاجلة، وأخرى متوسطة الأجل، لقضايا الشح التمويني، الموقت أو المستمر. من غير المقبول منطقياً أن يعاني بلد يصدر النفط من نقص في الكيروسين، حتى لو كان في مناطق دون أخرى، الإخوة في «أرامكو» أرسلوا خبراً عاماً بعد مقالي «خدر لذيذ»، قيل فيه إنه تم توزيع الكيروسين مجاناً، لست أعلم كيف «بالجراكل! مثلاً»؟ وهل تم بواسطة المتعهدين طيبي الذكر أنفسهم!
في 20 أيلول (سبتمبر) الماضي كتبت عن مشكلة تهريب الدقيق ونقصه في صامطة بجازان، وفيه ذكر لتجار يقومون ببيع كمياتهم على وافدين بأسعار مضاعفة، لينقل عبر الحدود، ومستودعات غير نظامية لغرض التهريب! بدأت المشكلة في الأطراف، وها هي «تتمدد» لتصل إلى الطائف وجدة. نقص في الدقيق في بلد – بحسب مسؤولي الزراعة – قد اكتفى من إنتاج القمح! واليوم يخبرني صديق أن مخبزاً في الرياض قلل عدد أرغفة الخبز لشح الدقيق.
والقضية في تقديري إدارية رقابية، ومثلما شاهدنا في كارثة نفوق الإبل والنخالة ونتائج التحقيق التي تُشكر لوزارة الداخلية وأعضاء اللجنة الآخرين شفافيته، أن الخلل «إداري فني»، في الصوامع بخميس مشيط، إذ أشرف عمال نظافة! على خط الإنتاج، فاختلط ما للدجاج بما للإبل، فكان الثمن لهذا الخلل الإداري باهظاً، طاول رعاة الإبل المساكين في مختلف المناطق.
وقبل أسابيع قرأتُ موضوعاً لمسؤول في الصوامع يرد فيه على شح الدقيق بإلقاء المسؤولية على المتعهدين. والسؤال الذي يطرح نفسه: من اختار المتعهدين؟ وهل كميات الدقيق منح خاصة لهم؟ ولعل القارئ يتذكر كيف اتُّهم بعض تجار الأعلاف أو عمالتها بقضية تلوث النخالة… وثبت الآن أين الخلل؟
أركز هنا على الجانب الإداري الفني الرقابي، وهو مفقود، والشواهد انتقلت من صامطة إلى الطائف فجدة، وربما مناطق أخرى، وبحسب تصريح لمسؤول في لجنة معنية بقضية الدقيق فإن هناك اتجاهاً لتزويد المخابز مباشرة بحاجاتهم، وأسأل عن المنظومة الرقابية للتأكد من الاستفادة من هذه الكميات بصورة مشروعة وللغرض الفعلي.
ثم أين التشهير بالتجار والمتعهدين الذين أخلُّوا بالتزاماتهم، سواء خزنوا الكميات التي حصلوا عليها، أم رفعوا أسعارها، أم باعوها للمهربين.
أتذكر قبل سنوات أن وزارة التجارة كانت تعلن على حساب المخالف، بين فترة وأخرى، ربع صفحة في بعض الصحف المحلية، إعلاناً يقول: «قامت مؤسسة أو شركة كذا لصاحبها فلان بن فلان بمخالفة كذا»، فلماذا اختفت مثل هذه الإجراءات الرادعة؟ هل أصبحت سمعة التاجر أو المتعهد المخالف أهم من سمعة البلد وحاجات الناس؟ وفي ماذا؟ وقود تدفئة ودقيق للخبز؟
إن الإهمال الإداري الرقابي الذي صاحب نشوء قضية شح الدقيق في الأطراف أسهم في تفاقمها لتصل إلى بقية المناطق… وهو أمر لم نعهده في بلادنا، ولا نريد أن يصبح من سماتها، والعياذ بالله تعالى.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

7 تعليقات على تموين

  1. عبدالله عبدالعزيز كتب:

    أسئلة كثيرة ومصيرية طرحتها في مقالك المشبع بالوطنية وهموم الأمة السعودية..هذه الاسئلة ان لم تجد الشفاء الناجع والسريع والا اصبحنا على شفا كارثة على كل الأصعده..اقتصاديا واجتماعيا ..وهذه الاتهامات المتبادله بين الجهات والقاء كل جهة اللوم على الاخرى لن تفرز الا خطوات للوراء ومزيد من الفساد ..العلاج واحد ..اضرب بقوة ..حاسب الوزراء ..أقلهم من مناصبهم على الفور ..وعلى الملأ..فخواطر الشعوب أهم من خواطر الأشخاص..فمن امن العقاب اساء الادب…

  2. محمد كتب:

    الأستاد / عبدالعزيز بعد التحية
    التساهل وغياب الرادع جعل الجميع يتجرأ ويسمح لنفسه بالتصرف كيف يشاء
    فغياب الرقابة والمساءلة أدت إلى مانحن فيه من جشع وطمع ، حتى أن عامل البقالة الهندي الجنسية أصبح يزيد في الأسعار على كيفه . فبالأمس اشتريت حفائظ بامبرز حجم مولود في بقالة الهندي (15)ريال وفي السوبرماركت (12)ريال ، من المسئول ؟؟؟؟؟ حتى الهنود !!!!!!

  3. ابو فارس كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    اخى عبدالعزيز والله انى احد المعجبين فى وطنيتك واخلاصك لوطنك
    اخى سر ونحن معك بارك الله فيك وبا الغيورين على هذا الوطن الكريم
    اخى والله الشعب السعودى معك ويقراء مقالاتك كل يوم

    اخى اضرب من يد من حديد واكشف سترهم لناس والعالم
    والله يا اخى الشعب السعودى فاهم ومتعلم وليس جاهل بما يحدث من حولة

    يااخى الشعب السعودى ينتظر تنفيذ القرارات التى اصدرت من حماية المستهلك من جشع التجار ولذين يريدون مضرة المواطن الضعيف
    وينتظروون الاسكان وووو

    الحمدالله نحن دولة غنية بخيراتها ودولة امن وامان ودولة الشريعة الاسلامية تحت قيادة ابو الجميع خادم الحرميين الشريفين الملك عبدالله بن عبدلعزيز حفظة الله

    واخيراا سر ونحن معك بارك الله فيك

  4. ابو بدر كتب:

    تحية طيبة للكاتب القدير ..
    اتذكر انني قرأت قبل اسبوع تقريبا خبرا باحدى الصحف ان امانة مدينة جدة او فرع التجارة هناك لا اعلم بالضبط .. المهم انهم لمواجهة التلاعب بعدد رغيف الخبز في الكيس الواحد او تصغير حجمه حيث وضعوا عقوبات رادعة على حد قولهم 300 ريال على المخبز المخالف وانذار شديد اللهجة ( شديد اللهجه من عندي) ..
    وانا اقول لماذا على التلاعب بالرغيف نضع عواقب رادعة اذا صدقت الصحيفة .. بينما الحديد حينما ارتفع سعر الطن لم يضعوا عواقب او جزاءات رادعة .. او علشان الحديد قوي مايقدرون يحطون عليه عقوبات!!!!!
    وكذلك الحليب حينما رفعت المصانع سعره لم تتدخل لا الامانة ولا التجارة ولا اي جهة رسمية بوضع عقوبات رادعة … او علشان ان الحليب فيه فيتامين أ !!!!

    ولا انسى ان اهنئك يا استاذ عبدالعزيز على هذا الموقع الذي يضمن لنا سرعة التواصل مع كتاباتك القيمة ..
    وفقك الله الى الخير دائما،،

  5. ابوخلود كتب:

    بارك الله فيك استاذ عبد العزيز ووفقك وسددك في أقوالك وأعمالك .
    أنا من المعجبين بكتاباتك المخلصة والمثقلة بمشاكل الوطن وأهله .
    شكراً لك وإلى الأمام ،،،،،،،،،،،

  6. ابو ريتال كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    عبر هالاثير احي شخصك الكريم ..استاذ عبدالعزيز السويد انا اتفق معك ان كل مشاكل الوطن إدارية ..وان اختفت ف يالسنوات الماضيه والآن بدت تظهر بوضوح على المواطن والشارع ..مشكلة الدقيق ليست مشكلة تهريب بل من المسؤول عنها وليش ما تعاقب عليها (ذيب الدقيق واصل)..استاذي مشاكل شعب تتحق في وسيلة واحده …عرقلة خطط بلد تتنفذ بوسيلة واحدة..الاستاذ عبدالعزيز السويد مشاريع بمليارات مليارات الريالات وتتبخر المليارات هذه تبقى على ارض والواقع الا بوسيلة من اين لك هذا وزارة ليس هما سوء مراقبة الارصده ..عندها تتوقف كل المشاكل ..سيدي العزيز انا ورثت حب الوطن واموت وانا احب الوطن لكن ابنائي ماذا اورث لهم ؟؟
    شكرا

  7. ناصر كتب:

    شكرا لك

التعليقات مغلقة.