العنوان من قصيدة شعبية مغناة، لا أتذكر شاعرها، تقول: «يا سعد لا تحاول كل شي تعرفه»، اعدّل قليلاً ولو اختل الوزن إلى «يا سعد لا تحاول كل شي تكتبه». التعديل موجّه للعزيز الدكتور سعد عطية الغامدي، إذ أجبرني مقاله في «الوطن» «حتى لا نغرق في أخطائنا» على ترك كل أفكار للكتابة تنتظر، لأنه بصراحة أطربني.
كتب الدكتور سعد مقالاً معبراً عن دور الصحافة ومنسوبيها، ومما قال: «لا يصمت الصحافي الحر حين يرى الخطر، بل يصيح ويرفع صوته، ويحرض بكلمته، ويطلق قلمه، وينثر مداده، ويقول للناس في ثقة واقتدار: احذروا، فإن الخطر قادم من هنا، إما من بطالة مستشرية، أو جوع فاغر فاه، أو مافيا تسيطر على أيد عاملة توظفها في نشر الرذيلة وممارسة الجريمة، أو نساء تمارس ضدهن ألوان من القهر والإهانة والأذى حتى يحتبس في أذهانهن أنهن كذلك فعلاً فيرخصن أمام أصحاب الأهواء والمطامع».
أيضاً لم يكتف بذلك، بل يضع اصبعه على الجرح برقة، فيقول: «ما الذي يتبقى للمجتمع إذا خانته صحافته؟ وماذا يبقى للصحافي إذا خذلته موهبته؟ وماذا يبقى للموهبة إذا هجرها إبداعها إلى عرض رخيص وجيب واسع ويد طويلة وأصبحت الأمور التي تبني صروح العز في الحياة تهدمها وتؤسس لمعاقل الخوف والعجز والتردي؟ ما الذي يواجه الصحافي نفسه به حين لا يسعى في استنقاذ حياة فرد قد يحيا به المجتمع كله؟ أو يحول بين ظالم وبين اعتداء قد يفقد المجتمع به كرامته وحيويته ونشاطه وقدرته على النمو أو رغبته في مواصلة الحياة» انتهى.
شكراً لسعد وأسعدنا الله وإياه في الدارين، الحقيقة أن رجلاً مثله ليس بحاجة لأن يكتب مثل هذا المقال، فهو ناجح في مجاله لكنها الغيرة على الوطن والمجتمع.
ومثلما حذّر الدكتور سعد ببلاغة من خيانة الصحافة لأمتها وبلادها فتتحول إلى حلية «فالصو» لا قيمة لها، يحذّر الموقّع أدناه من التخدير، لقد قالت بلادنا «لا للمخدّرات» ووجب علينا أيضاً أن نقول «لا للمخدّرين»، ومن التخدير الصحافي والاجتماعي الاتهام المستمر للصحافة بالإثارة والتضخيم وواحدة جديدة «التلاعب بعواطف القراء!»، ومن التخدير أيضاً عندما يستثمر البعض، هدانا الله وإياهم، حضورهم في دوائر مؤثرة، فلا يصدقون القول حينما يتحدثون، مبادرين كانوا أو مجيبين عن سؤال، فيصيب التشويش حقائق واقع يمس حياة السواد الأعظم من المجتمع، يتوهم هؤلاء الإخوة، وفقنا الله وإياهم لما يحب ويرضى، أنهم يريحون السائل والسامع، فترتفع منزلتهم عنده، يا ترى لماذا لا يفكرون انه يختبر صدقيتهم؟ وربما يكون اعلم منهم بما سأل عنه!
بدأت بـ «يا سعد لا تحاول» وقد أفلحت محاولته في بوح خفيف، وفي البوح راحة، والله المستعان.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
لاشك بأن دور الاعلام كبير والا لما اطلق عليها السلطه الرابعه فهذا المصطلح تم اطلاقه لدور الصحافه في كشف وخلق القضايا وتسليط الضوء عليها والتأثير في الرأي العام ويستخدم هذا المصطلح لإبراز الدور المؤثر القوي للصحافة على المجتمع والمسئولين فأذا كان هناك ضعف في قدرات الرقيب فأن دور الصحافه يحل محلها في كشف من يتلاعب بحاجات الناس ولفت نظر المسئولين اليها يحركهم في ذلك وعي حضاري لتصحيح المسارات ومن وجهة نظري فأن التشهير بالمخالفين سيحد بشكل كبير من تنامي الكثير من السلبيات ولكن لابد من قيوداً فيما يتعلق بأخلاقيات الصحافه و ما تحمل من صدق و أمانة في تبليغ الرأي و نقله دون أي تدليس أو غش أو كذب أو تجريح .. اي لايترك للصحافه حرية التشهير الا بعد تثبتهم من حقيقة المخالف الذي يراد التشهير به .
انت يا استاذ عبدالعزيز من الكتاب الصحفيين الاحرار .. وكنت دائما مخلصا وامينا في تناول المشاكل والقضايا فور حدوثها ..
ونحن كقراء نعرف الكاتب الحر من الكاتب المدلس او المقلقس..
دمتم بود،،،
استاذي الكريم
يقال أن الحقيقة عارية لكن الرجال يكرهونها !
وقد غنوا كثيراً بشعار عريض لم يأتي أكله , وهو “لا للمخدارات” ومع ذلك نجد أن المخدرات في زيادة , وشرها لا يتقهقر أبداً.
وهذا مرتبط بـ “المخدرين” فبالرغم من ارتفاع صوتهم , إلا أن الحقيقة تأبى أن تختفي , ….
حتى ولو .
استخدموا أكبر “طربال” :)