النقل… كيف الحال ؟

من الملاحظات التي تبرز أمامي عند استعراض مشكلات وعقبات في شأننا المحلي، «عدم الإحاطة بما قد يترتب على إنشاء مشروع ما أو تطويره من تداعيات سلبية محتملة». يُفترض أن يتم هذا قبل تنفيذ المشروع، بحيث يصبح بعد الانتهاء محققاً لمعظم الأهداف، فلا تنشأ عنه مخاطر. درء «المخاطر» مقدم على جلب المنافع.
لا أتحدث عن أضرار بيئية لن تتضح آثارها السلبية إلا بعد عقود، بل عن أخطار قائمة يمكن أن تحدث في أية لحظة لحياة أي واحد منا.
أهداف المشاريع الحكومية دائماً هي تقديم الخدمات للجمهور والمجتمع والتيسير عليهم وفك الاختناقات التي تعترض طريق التنمية، بحثاً عن الأفضل.
جئت «بطريق واختناقات» عمداً لأعيد التذكير بمخرج 15 في الدائري الشرقي في الرياض وحوادث دهس مروعة حصلت، ويمكن أن يحدث مثلها في لحظة كتابة المقال ولحظات قراءته، إذ كتب لي مشكوراً أحد الإخوة المهندسين الغيورين ممن يدفعهم إلى ذلك تفاعلهم الايجابي مع مجتمعهم، كتب، انه بتاريخ 29-4-2006 قام «متطوعاً» بإرسال خطاب إلى المدير العام للإدارة العامة للطرق والنقل في منطقة الرياض في وزارة النقل، يشير في ذلك الخطاب إلى الأخطار التي نتجت من تحسين الطريق المذكور أعلاه، ويقترح سرعة إقامة جسر للمشاة، وأرفق صوراً للموقع مع خطابه زيادة في الحرص. سألت المهندس العزيز هل وصلك رد؟ فأجاب انه تابع الخطاب من إحالة إلى إحالة حتى تاه في الأروقة البيروقراطية، من دون فائدة… وبعد أن طالت المدة توقف عن المتابعة، ولا يلام.
ومن تاريخ الخطاب 29-4-2006 سنحتفل «سوياً» بعيد ميلاده الثاني بعد اشهر قليلة، ولست اعلم ماذا ينتظر الإخوة في وزارة النقل، هل ينتظرون عدداً معيناً من حوادث الدهس حتى يلتفتوا ويعطوا أولوية لجسر مشاة وسور يحول بين مشاة تعودوا على قطع الطريق منذ سنين وبين خطورته، أم أن المشاة ليسوا من أولويات وزارة النقل؟
قبل فترة نُشر أن وزارة النقل حصلت على جائزة «دولية» للطرق، فهل كان المشاة والسائقون حاضرين في تلك الجائزة أم لا؟
ولن أتحدث عن صيانة الطرق الطويلة وما تفعله بعض شركات المقاولات من إهمال للأعمال الإنشائية بعدم وضع إشارات التحذير المناسبة والحوادث المرورية من وفيات وإعاقات وخسائر، كما لن أتحدث عن تراجع مستوى جودة إعادة تزفيت الطرق الطويلة الرئيسة. لك أن «تمسك» أي تسير على طريق الرياض – سدير – القصيم كنموذج حي. لا استفيض في هذا لأن الحوادث المرورية في بلادنا تُلقَى مسؤوليتها في الغالب على السائقين أو الإطارات وتتم تبرئة الطرق ومعها وزارة النقل والشركات، إذ تخصصت في نيل الجوائز!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على النقل… كيف الحال ؟

  1. فضل الشمري كتب:

    مرحبا أباسعود , فعلا أذ تخصصت وزارة النقل في نيل الجوائز والتصوير خلف لوحات الشركات المنفذه وهذا كل ما تقوم به !!! يوجد طرق بالمنطقه الشرقيه قد رممت بواسطة عماله بنغاليه من الباطن ولم تنتهي تلك ألاعمال وأذ بوزارة النقل تعلن بالصحف بأن الطريق قد أنتهى وهو مفتوح للجميع !!! مشكلة المسئولين الكبار لدينا أنهم (يعتاشون) على مقدار الخيال الذي يصنعهم له مطبليهم من الجوقة المعروفه في مكتب الوزير , تحياتي لك , والسلام …!!!

  2. حمد كتب:

    شكرا أخ عبد العزيز. أهالى الشرقية يغيرون مسمى شارع الجبيل-الظهران الى طريق الموت وذالك بسب ضحايا التصميم العبقري لخرسانات اعمدة الانارة.

  3. ابو فارس كتب:

    استاذى عبد العزيز
    بصراحة بفتح ورشة لسيارات ورايح اربح بسبب طرقنا الجميلة
    طريق لم يمر علية سوى اشهر تجد فية خسف وهبوط وتشقق حفر من المتسبب من امن العقاب ساء الادب وين الى يقولون فية مراقبة وتصميم وجودة كلها راحت مع الريح والمتضرر المواطن المسكين الضعيف
    مع الاسف ان جرايدنا واعلامنا منافقون للمسؤولين اعلامنا يلمع صفحة المسؤليين لماذاا والمواطن لة الله سبحانة

التعليقات مغلقة.