«تهنيد»

«الورقة» بالمحكي هي اسم اللعبة الشهيرة. وفي الخليج أيضاً لها أسماء عدة، منها «الشدة» و «الجنجفة». في مصر تسمى «الكوتشينة». من ألعابها الشهيرة «الكُنْكَانْ»، يختمها منتصراً من يحصل على «الهند» بفتح حرف الهاء، مبتسماً يفرش أوراقه أمام اللاعبين قائلاً: «هند». تصنف هذه الجولة بـ «التهنيد». أدخل من باب هذه اللعبة المنتشرة ممارساتها في السعودية لأنه من أوسع الأبواب ولا يقف أمامه حجاب. أزعم أن لهذه اللعبة تأثيراً عجيباً في مجتمعنا، وهو أمر يحتاج إلى دراسة.
حالياً نعيش حال «تهنيد» اعتبرها صرعة جديدة. وهي هذه المرة من الهند، البلاد المزاحمة على مقدمة العالم الاقتصادي. والوسط الذي أصبحت هذه الظاهرة مستفحلة فيه وبتطور مطرد هو البنوك. منذ فترة والبنوك المحلية تعيش صرعة «تهنيد» مكتسحة، يحتل هنود جدد مفاصل مهمة في البنوك، ثم يبدأ الواحد منهم في توظيف الأقارب. المشكلة أن أقارب الهندي كثيرون. بعض البنوك المحلية التي طالما تغنت بالسعودة و «الكفاءات الوطنية» بحسب التعبير المحبب للتصريحات الإعلامية، تقوم بعملية إحلال، يحتل فيها الهنود محل مواطنين. ويُفَضّلَ أن يكون الهندي حاملاً لجواز أخضر العينيين، لا يهم حتى إن كان معظم خبرته في المطاعم و «البرياني».
الوزير الدكتور غازي القصيبي أبدى، غير مرة، انزعاجه من عدم تأهيل السعوديين الباحثين عن عمل، وما سبق معلومة لمعاليه ليحافظ على المؤهلين الذين يكتسحهم «التهنيد». هذا المستوى الوظيفي من الهنود هم غالباً ما يتبعون الإنكليز… ركضاً… «رجل على رجل»، أو يقومون مقامهم بعد أن تنتهي فترة أخطار عبر البحار. ومما لا شك فيه أن الخبرات النادرة مطلوبة، لكن ما يحصل أمر آخر. أيضاً هو ليس بحثاً عن الأقل كلفة، بل هم يكلفون بالرواتب والتذاكر وتعليم الأولاد والسكن المُرَفَّه أكثر بكثير من المواطن. يمكن للمعنيين بالسعودة ومكافحة البطالة أن يحققوا في الأمر، إذا توافرت لديهم الرغبة!
والمثير في هذه الصرعة أن «التهنيد» وصل إلى بنوك تملك الدولة نسبة مهمة من رؤوس أموالها، ويفترض أن لها الصوت الأعلى في مجالس إدارتها. وهو صوت يصرّ ويراهن على السعودة! لست أعلم أين ممثل هذا المال العام في مجلس الإدارة مما يحدث؟ صورة مع التحية لمحافظ ونائب المحافظ لمؤسسة النقد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

9 تعليقات على «تهنيد»

  1. حسن السهيمي كتب:

    ياأستاذ حمد السياري…..والله العظيم أنه في هندي في بنك محلي…ويتقاضى 80000ثمانين ألف ريال…..السؤال المطروح لوزير العمل عندما يتحدث عن التأهيل…لماذا تأتينا العمالة من الخارج وهي غير مؤهلة_تتعلم عندنا_ليش أحنا ضد بعض….مو الأولى أنه يتعلم أبن الوطن في وطنه…..أم أن هناك إتفاقية تدريب مشترك…..يتدرب الهنود عندنا وأحنا ما نتدرب عندهم؟!!!….وعمومآ شاكر لك ياأستاذ عبدالعزيز صراحتك….والله يحفظك.

  2. عبد الله كتب:

    شكراً للكاتب المبدع المتألق دائما الأستاذ/ عبد العزيز السويد على طرح هذا الموضوع الحساس والذي يمس فئة من العمالة الوافدة لبلادنا وتمركزها في أماكن حساسة من أقتصاد البلد.
    آمل من المسؤولين أخذ الأمر بعين الأعتبار والأهتمام بذلك..كما أشكر مجدداً الأستاذ عبد العزيز السويد على غيرته على بلده وأبناء بلده..

  3. عادل كتب:

    يقولك مؤسسة النقد قررت زيادة موظفي البنوك عن طريق منحة موظف هندي مقابل كل 4 سعوديين عشان البنوك ماتزعل على حمد السياري خصوصا وانه اكمل عيد ميلادة مابعد المائة وكن ما في هالبلد الا هالولد كم لة من سنة بالمنصب وعاصر 3 ملوك ولازال متشبث به ل هل بلدنا لا تملك كفاْءات بحجم السياري يجيبون لنا هندي يمكن يطلع احسن على الاقل يحل لنا سوق الاسهم والتضخم وسعر صرف الريال بدال العساف والسياري اللي ماعندهم الا بيع الحكي

  4. أبو إبراهيم كتب:

    شكراً يأخ عبدالعزيز وللعبرة أسرد لكم هذه الواقعة الحقيقية لدي صديق هندي بريطاني يعمل في السعودية منذ فتره أتيحت له وظيفة نتيجة الإنتعاش الإقتصادي الحاصل في الهند مثل ماذكر الأخ عبدالعزيز الحاصل أنه سافر للهند للمقابلة الشخصية للعمل في شركة طيران في منصب نائب الرئيس ولكن طلبه تم رفضه مع انه مؤهل لشغل هذا المنصب لإعتقادهم بأنه هندي الجنسية وإبلغوه أنه مرفوض لشغل هذه الوظيفة لأنه يحمل الجنسية البريطانية والتي تنص قوانين العمل الهندية على أن من يشغل هذه الوظائف يجب أن يكون هندي الجنسية ولكن الحمدالله رجع للسعودية ليكمل باقي التهنيد مثل ماقال الأخ عبدالعزيز ولأن القوانين مازالت نائمة والظاهر أنها ماتت في ظل وجود مثل السياري وغيره

  5. أستاذي العزيز أكثر ما يميزك استقلاليتك التي لم اجدها لا في صحافي غربي او عربي و اقرب دليل هو مقالك عن عبداللطيف جميل.
    استاذ عبدالعزيز المشكلة الحقيقية ان البنوك غير محاسبة على تطوير الايدي العاملة السعودية و اذا كان هناك دورات او بعثات فيكون المنطق الاقربون اولى بالمعروف و هو المنطق الشائع في كل مؤسسة و هيئة في هذه البلاد.
    و ارجو منك أن نبحث في شركات التأمين و العلاقات العامة حاليا فالموثرون و اصحاب الرواتب العالية من لبنان او الاردن او الغرب و قد لا تجد سعودي واحد و ان وجدت فسيكون في السنترال. و الصحافة ستكون كذلك قريبا جدا

  6. و شركات الاعلانات حيث يمكن ان تسمى بيئة خالية من السعوديين

  7. عبدالعزيزالربدي كتب:

    مقالك رائع فقد برعت البنوك بلعب على مكاتب وزارة العمل بتعاقد مع شركات
    تجلب لها عمالة لاتظهر في سجالات شؤن الموظفين لديها وبذلك ترتفع
    السعودةلدى البنوك وهذا يعتبر غش لوزارة العمل التي تمنحهم المدليات
    وتشيد بالسعودة لديهم

  8. يوسف الغانم كتب:

    استاذ عبدالعزيز بصراحة القطاع الخاص لا يريد السعودي مهما كان مؤهلاً ؛ لانهم لا يريدون السعودي ان يطلع على اسرارهم ؛ اتحدى اي شركة او مؤسسة استقدمت شخصاً مؤهل بالكامل بالعكس ياتي ” كمخة” تم يدرب فترة من الزمن لو دُرب سعودي بنصفها لابدع اكثر من الاجنبي ؛..يارجل يجينا سواقين ما يعرفون يفتحون باب السيارة ويحملون رخص قيادة من بلادهم ومع هذا نصبر عليهم ونعلمهم ونتحمل اخطاءهم 0 اعرف شخصاً اجنبي راتبه الحقيقي 5000ريال بينما في العقد 1000ريال وذلك حتى لا يطالب بتشغيل سعودي مكانه ؛ باختصار السعودي غير مرغوب فيه وبس

  9. يوسف الغانم كتب:

    أستاذ عبدالعزيز السلام عليكم
    لدي اقتراح لطالما راودني وارى انك الاقدر على طرحه باسلوبك المميز وطرحك المقنع 0 وهو ايجاد آلية للتحكم بتحويلات الاجانب للخارج بحيث يمنع الاجنبي من تحويل اي مبلغ يفوق دخله فمثلا من راتبه1000ريال له ان يحول 12000ريال في السنة وذلك بالتنسيق بين الجوازات والبنوك والكفيل؛ الا ترى ان ذلك سيحد من عمليات التستر والرشوة والسرقات وبيع الفيز والدروس الخصوصية وغير ذلك من عمليات الكسب غير المشروع ؛ هناك ملايين ان لم تكن مليارات تحول للخارج لا يعرف مصدرها 0 ان هذا لو تم سيضمن حق الوافد ويحمي المواطن وشكراً

التعليقات مغلقة.