عن المصلين مرة أخرى

دليل على أهمية موضوع سلامة المصلين في الجوامع وإحساس الناس به واجتهاد بعضهم إلى درجة محاولة فعل شيء ولو بشكل فردي، من ذلك ما كتبه إليّ القارئ الكريم حميد القحطاني تعقيباً على مقال يوم الجمعة الماضي، يقول الأخ حميد أنه أحس بأهمية الموضوع منذ فترة، فقام بطباعة أوراق يطلب فيها من المصلين ترك مسافة بينهم وبين الجدار في كل صف، لتسهل حركة من أنهى من المصلين صلاته مع الإمام بمواجهة من فاته شيئا منها، أو لأي طارئ يحتمل حدوثه، وتم ذلك في المسجد الجامع بحي المرسلات.
ويضيف أن المصلين التزموا لمدة أسبوعين بما جاء من تعليمات مكتوبة، إلى أن جاء شخص آخر ونزع تلك الورقة بحجة أنها بدعة!.وكان أن عادت الفوضى واختلاط الناس وتدافعهم، ويؤكد الأخ حميد على أهمية هذا تسهيلاً وتيسيراً واحتياطياً، ونرجو للأخ الغيور الجزاء والثواب من الله تعالى، وفي الوقت الذي يتفاعل القراء مع مواضيع تهمهم شخصياً ويتفاعل آخرون مع مواضيع يرون فيها صالحا عاما وهو أمر مفهوم، لكني لم أجد تفاعلاً من الجهة المعنية، وزارة الشؤون الإسلامية رغم قربها من الصحافة وحضورها الكثيف على صفحاتها، وقد يكون يوم الجمعة يوماً لا تقرأ فيه الصحف في الوزارات، لكني أعلم أن هناك من يهتم ويتابع ويكلف إذا ما شعر بالمسؤولية وحاجة الناس، خصوصاً في أمر بسيط كهذا له أثر حميد وكبير، لعل أقله انتظام الناس وظهورهم بمظهر الوقار والسكينة في بيوت الله تعالى، بدلا من تلك الفوضى التي لا تتطابق مع احترام المكان والزمان والفرض والمؤمنين المنصرفين للعبادة ولا تتيح فرصة للخشوع، ولذلك فلابد من أن تدلوا وزارة الشؤون الإسلامية بدلوها ونحب أن نراه عمليا وليس رداً صحفياً فلا أتصور أن هناك اختلافاً حول مثل هذا الأمر، وهو أمر في أهميته يوازي أموراً مثل المعارض الإعلامية إن لم يتفوق عليها في الأهمية، بل يمكن ان يكون جزءا منها إذا ما طبق في المستقبل ولعله يكون سنة حميدة لكل من أسهم فيها أجر إن شاء الله، وإذا ما جاء هذا التنظيم من الجهة المسؤولة وبدأت في التنفيذ فلن يكون لبعض الأخوة المجتهدين حجة في منع ذلك على أنه بدعة.
وقفة:
بعد مقالي “تشخيص” الأحد قبل الماضي، والذي تناولت فيه قضية السيدة التي استؤصلت معدتها بدعوى وجود سرطان ثم أبلغت ان معدتها سليمة،… تحركت القضية واجتمعت إدارة المستشفى بأسرة السيدة وبحضور إثني عشر طبيباً لشرح وجهة نظرهم، أحد الزملاء استغرب عدم تطرقي لاسم المستشفى ونسي القضية، وأوضح أن ما يهمني في هذه المأساة ومثيلاتها هو عرض الجانب الإنساني وتحريك التحقيق فيها لفائدة الضحايا بالدرجة الأولى، وهو ما حصل ولله الحمد ولا زلت أتابع تطوراته، فالمهم هو ما يمكث في الأرض وينفع الناس أما أدوار البطولة فقد تركتها لغيري.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.