وصفة أبو زيد للتخلص من الكفالة

علق صديقي على مقالي المعنون “خصوصيتنا المذهلة” بقوله إن عدم الوفاء واحد من خصوصياتنا!؟، هذا الحكم الذي اطلقه جاء نتيجة لما يعانيه هو مع شخص ثالث، والقصة باختصار غير مخل انه كفل صديق عمره لشراء سيارة وما ان حل موعد سداد القسط الأول حتى اختفى المكفول، رقم الجوال تغير والبركة في بطاقات شركة الاتصالات، والرد يأتي من المنزل دائماً انه غير موجود ولم يأت طرق باب داره بفائدة، ولأن الكافل يستحي مثل كثير منا فقد انتهى به الأمر الى بلع نكران الجميل مع التسديد في الموعد.
انا لا اوافق على ان عدم الوفاء من خصوصيتنا، لكن من خصوصيتنا المذهلة سن الأنظمة التي تساعد وتدفع الى عدم الوفاء، والحرص الرسمي على بقائها!؟، وعدم تغييرها!!، ومنها خصوصية فرعية من تلك وهي مختصرة بكلمة.. تصالحوا!؟
وإذا كان هناك من وجه إيجابي لطفرة الكفالة في شراء السيارات بالتقسيط وما اليها فهو معرفة الناس ببعضهم البعض معرفة حقيقية، هناك عنصران لامتحان البشر ومعرفة معدنهم بعيداً عن القشور الخارجية…
الكرسي والمال، الكرسي او المنصب يغير اناساً ولا يؤثر على آخرين، والمال مثله إن لم يكن اكثر فاعلية، ومجتمعنا تكشفت معالمه اكثر مع الانكماش الاقتصادي وحاجة الناس لبعضها البعض في الضروريات والكماليات، الأنظمة لدينا تشجع المتهورين و “قليلي الخاتمة” ومدعي الإعسار، وتعبّد لهم الطرق ليستمروا في استغلال رأس المال الوحيد الذي يمتلكونه، صداقاتهم وطيبة الآخرين، ومن فرط احتقان صديقي علق قائلاً ان هناك تناسباً طردياً بين المبلغ الذي لك في ذمة الصديق وبين مسافة ابتعاده عنك، ووافقته في هذا الرأي، ولأسرّي عنه رويت له من تجربتي في هذا الأمرثم قلت له ان مشكلتك انك لم تكن تتابع ما أكتب منذ زمن، وإلا لاستفدت من وصفة ابو زيد لفرز طالبي الكفالة ومعرفة من قد عزم على الوفاء من ذاك الذي ينوي الاعتماد على محفظتك الى يوم يبعثون،
وهي وصفة ممتازة بل رائعة لا تحتاج إلا لشيء يسير من قوة إرادة، وعندما نشرتها في وقت سابق حققت نجاحاً كبيراً وتداولها البعض واستفادوا منها، وميزة هذه الوصفة أنها في الوقت الذي لا تورطك في كفالة، فإنها تحافظ على صداقاتك.. أو ما يستحق منها!، كما أنها لا تتيح مجالاً لأحد ليتهمك بعدم الوقوف مع الصديق في وقت الحاجة، وصفة أبو زيد تجعلك تخرج نظيفاً مثلماً أنت نظيف من ذلك الامتحان الذي يبدأ بقولهم “أبيك في كلمة رأس”!، والرأس المقصود هنا ليس رأسك الذي بين كتفيك بل رأس مالك!، وعليك ان تختار وقتها بين المال والصديق حسب درجة الصداقة وحجم المبلغ ومقدار القيمة لكل منها، صديق ثالث من التجار وهم أهل خبرة عميقة في هذا الشأن قال إنه على من يطلب سلفة منك تقبيل يديك أولاً، وبطريقتنا المستعجلة استهجنت الأمر وشككت في حالته النفسية، واستفهمت منه فجاءني الجواب مثل دش بارد حيث قال: لأنك حتى تحصل على مالك ستضطر الى تقبيل… رجليه!، وهذا صحيح، اما وصفة ابو زيد التي أهديها لكم مرة ثانية محتسباً الأجر، فهي تتلخص بتغيير الأدوار، عندما يطلب منك أحدهم كفالته في سيارة مثلاً اسأله هل هو محتاج للمال ام للسيارة؟، ومهما كان الرد قل له أن لا مانع لديك سوى انك ستشتري السيارة وهو الذي سيكفلك!؟، بمعنى قلب الأمور لتتناسب مع أنظمتنا المقلوبة التي هي من خصوصيتنا المذهلة!.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.