أنصح الكتّاب والصحافيين في السعودية، خصوصاً أولئك الذي يطرحون قضايا الشأن العام بالبحث عن شريك من الجنسية التركية. ليس الغرض من هذا البحث الاستفادة من قنوات جذب الاستثمار الأجنبي في السعودية، بل لتحريك قضايا محلية داخلية علاها الغبار. إذا لم يتم العثور على شريك مناسب، يمكن البحث عن أخ من الرضاعة بل ربما كان هذا أكثر فاعلية وجدوى.
قامت الصحافة المحلية بواجبها تجاه حادثة تبديل الطفلين السعودي والتركي، طرحت وعرضت وسألت وبحثت، وعبّرت عن أوجاع أسرتيهما ومعاناة سنوات من الشكوك والهواجس، وهما – أي الطفلان – كما نشرت «الحياة»، ما زالا يعانيان، بعد كل هذه الأشهر، من الرعاية المشتركة… الفائقة أخيراً، ما زال الواحد منهما يرفض النوم إلا مع أمه البديلة!
نتيجة لذلك الزخم تم الاهتمام بهذه القضية وبعد طول طرح صحافي… وإعلامي وجهود مستمرة من الأبوين. الأحد الماضي نشرت «الحياة» بياناً من وزارة الصحة، أعلنت فيه نتائج التحقيقات، قالت الصحة إن الخطأ الذي تسبب في تبديل الطفلين، اشترك فيه طبيب وثلاث ممرضات، غير السعوديين منهم تم شطبهم من العمل داخل السعودية، بحسب ما ذكر، والممرضة السعودية تم تغريمها.
الأخطاء تحصل في كل بلد، وما سبق يطيّب الخواطر في البحث عن المتسبب وتطبيق الأنظمة… وإعلانها، لكن هناك ملاحظات:
لم يتم توضيح ماهية الخطأ وصفته وكيف وقع، ولم يُكشف النقاب عن الضوابط التي ذكر عن وجوب وضعها مستقبلاً، حتى لا يتكرر الأمر، وهي مسؤولية إدارية. أيضاً لم يذكر شيء عن إدارة المستشفى التي لم تلتفت لشكاوى الأب التركي في وقت مبكر، فكان لهذا «التطنيش» اكبر أثر في زيادة عمق الضرر على الطفلين وأسرتهما.
مع كل هذه الثغرات فإن إعلان نتائج التحقيق والعقوبات وتحديد المخطئين أمر جيد، من هنا أسأل أين نتائج تحقيقات ولجان قيل عن تشكيلها للبحث في قضايا أخطاء طبية… عدة، توفي بسببها أطفال وكبار أو أصيبوا بعاهات، ولجان قيل إنها تحقق في تجاوزات إدارية وضياع أدوية كلفت الدولة مبالغ كبيرة؟ لماذا لا يعلن عن هذه القضايا؟ وهل يحقق فيها بالفعل أم أنها أصبحت من القضايا العادية… الصحية؟
يظهر أننا بحاجة إلى أخ تركي من الرضاعة، ابحثوا معي عن واحد، لعل الحال «تتسنع».
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
حياك الله. أبو أحمد
الله يلطف بنا أخطاء الأطباء أصبحت كثيرة جدآ وتتكرر مادرى هل يوجد تقصير
من قبل الممرضات أم الممرضات يحتجون تدريبات علمية طبية أكثر كفأة ووعى
شديد . أم يتم تجهيز غرف العمليات داخل المشفى بالأجهزة الكترونية شديدة الحاسة أذا صح التعبير شديدة المراقبة وأعطاء صافرة أنظار عند خطائآ ما مطاوب تطوير وتحديث الطب والمستشفيات لوجود رعاية وأمان طبى أكثر ..
الله يعطيك ألف عافية . أبو أحمد
وتقبلوا سعادتكم بقبول فائق الإحترام / صلاح السعدى