خبر عقد قمة عربية لم يعد يحرك شعرة في رأس المواطن العربي ولا في جلده، وغياب دولة أوزعيم عنممثل هذه القمم لم يعد يعلم عنه سوى الوفد الذي ينوب عنه، والسبب أنه منذ عقود والقمم العربية تنعقد لتقول كل شيء ولا تفعل أي شيء!؟،
والمواطن العربي بات يري ان الجهد المهدر في التحضير لعقد القمة أكثر فاعلية وديناميكية، وحتى إثارة مما يحدث في القمة نفسها، الإصرار على تطابق وجهات النظر، وإرضاء أو عدم إغضاب الدول الاعضاء جعل القرارات بلا طعم ولا لون، حتى مقولة ان العرب ظاهرة صوتية باتت غير دقيقة، فلم يعد يُسمع لهم صوت، تحولت أصواتهم إلى همس أو تمتمة، حتى في داخل البلدان العربية نفسها لم يعد لهذه الأصوات صدى، والعرب الذين اشتهروا بأنهم ظاهرة، “تنديدية” لم يعد يستحقون هذا اللقب، فعلى الرغم من ذلك التاريخ المشرف في التنديد والاستنكار، الذي يتجاوز تنديد دول العالم بأسرها، رغم هذا التاريخ الحافل لايستطيع العرب ان ينبهوا العالم إلى ما هو موجود ومعروف ولا يحتاج الى إثبات، في حين يقاتلون سراً وجهراً في اروقة الاجتماعات الجانبية لنفي ما هو غير موجود!؟، الدول العربية على كثرة عددها لا تستطيع ان تشير بأصابعها الكثيرة الى اسلحة الدمار الشامل الصهيونية، يتم هذا في الوقت الذي لا يتحدث العالم اجمع سوى عن نزع اسلحة الدمار الشامل في العراق وفي حين تدعي الولايات المتحدة الامريكية وعلى بعد آلاف الكيلومترات أن هناك خطراً ما قد يصيبها… من العراق، وتجبر العالم اجمع على الانصياع!.
لانريد من القمة العربية العاجلة ان تحول الدول العربية الى الولايات المتحدة العربية، ولا ان تناطح امريكا، ولا حتى إقامة دولة فلسطينية ولا استرداد الارض المحتلة بمقدساتها، نعلم ان كل ذلك ليس في حيز قدراتها، ولا توجد هذه البنود اصلاً على جدول اعمالها، نريد فقط تنديداً على مستوى رفيع، تنديداً واستنكاراً يليق بتاريخنا الحافل وخبراتنا في هذا المجال، عملاً يدل على تخصصنا واحترافنا، من غير المعقول ان يتحدث العالم، كل العالم عن اسلحة الدمار الشامل في العراق على مدى سنوات، ولا يستطيع العرب ان يشيروا الى ما يتواجد منها في وسط عالمهم، لم يكن العالم مهيئاً مثل ما هومنذ سنوات!؟ للتركيز على اسلحة الدمار الشامل الصهيونية، لكن العرب لا يفعلون شيئاً؟، وإذا فعلوا يكون ذاك الفعل على استحياء وأقرب الى الهمس!!.
من غير المعقول أن يتم هذا والدول العربية هي أكثر الدول وزراء خارجية، ومندوبين في الأمم المتحدة، وسفراء في أرجاء العالم، وقائمة طويلة من الهيئات والمصالح والصداقات!!.
أي فشل هذا، كأننا “مصممون” خصيصاً.. للدولة الصهيونية!؟، إذا كان المواطن العربي يريد شيئاً من هذه القمة، فهوا أن تفلح في هذا الشأن على.. الأكثر!، وأن يكون هو البند الوحيد على جدول اعمالها، وان يعمل به، سواء كان المجتمعون يريدون منع الحرب على العراق أو المقامرة عليها، لم يعد المواطن العربي يريد “تجييش” الجيوش فهو يعرف الحال، فقط هو يريد ظاهرة صوتية تنديدية توظف بالكم والطريقة المناسبة ويستفاد فيها من الكم الهائل من العاملين في السلك الدبلوماسي العربي الذين لايؤثرون ولا يتأثرون.
نريد حملة لا تتوقف في كل محفل، ومحضر واجتماع، وحفلة كوكتيل، وتسليم أوراق اعتماد، وبند في كل اتفاقية ثنائية او جماعية، يطالب بنزع اسلحة الدمار الشامل في الدولة الصهيونية، إذا لم تستطع القمة فعل هذا فلم تنعقد؟.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط