بين القبلة والحذاء

وجدت أن بعض الصحف العربية أبرز حديث المواطن العراقي إبراهيم خليل، الملقب أبو طه، لوكالة الأنباء الفرنسية في حين لم تشر إليه صحف أخرى، على رغم احتفال بعضها بالذكرى الخامسة لسقوط بغداد!
أبو طه هو الشخص الذي ظهر على القنوات الفضائية يضرب رأس تمثال صدام حسين بالحذاء بعد أن أُسقط من قاعدته. المشهد أشهر من أن يُنسى. قال أبو طه لو بُعث صدام حسين حياً لاحتضنه بالقبلات وحافظ عليه أكثر من نفسه! وأضاف أبو طه أن كل المشاركين معه في تحطيم التمثال وإهانة صاحبه يشعرون الشعور نفسه، والسبب: حال العراق والعراقيين الآن.
بعض إخواننا في العراق… وربما العرب أيضاً، لا يوجد لديهم حل وسط، إما ضرب بالحذاء او حضن وقبلات وفداء بالروح والدم، وقد يكون بعضهم الآن يجهز أحذية لضرب آخرين ينتظر سقوطهم في الوقت الذي يردد بالروح بالدم! الشاهد في هذا كله أن صدام حسين رجل محظوظ حتى بعد الشنق، وحظه ساق له خصوماً من ساسة أميركيين وأعوانهم من أمثال الجلبي والمالكي وجبر فأوردت حسن السمسرة والإدارة وشهوة الانتقام كثيراً من العراقيين إلى القبر، وبقي العراق معلقاً بذكرى ديكتاتور قاس لا يستحق الدفاع عنه، لكنها المفارقة وحقيقة الشعارات.
وحينما غُزيت بغداد وسقطت في يد المحتل وأعوانه، وروّج بعضهم للديموقراطية الأميركية المصدَّرة خصيصاً للاستهلاك خارج بلاد العم سام، كتبت غير مرة مذكراً المنتشين المنتصرين بالتمعن في تجربة نيلسون مانديلا، الصفح والمصالحة والمسامحة، لكن شهوة السلطة والتسلط القائمة على سن ورمح أوردت العراق والعراقيين شلالات الدماء المنحدرة، والأرقام أكثر من أن تحصى، وأعلى درجات الفساد، 250 بليون دولار حجم الفساد خلال خمس سنوات لا غير، والوضع في العراق مأسوي بشهادة رجال في إدارته. خذ الكهرباء العراقية مثالاً واقرأ ما تقوله هيئة النزاهة العراقية لـ «الحياة»: عشية سقوط النظام السابق كان انتاج العراق من الكهرباء 4 آلاف ميغاواط، وقدرت الحاجة الإضافية بـ2800 ميغاواط أخرى، «تم انفاق 17 بليون دولار على هذا القطاع خلال السنوات الخمس الماضية، واليوم نحن على أعتاب العام السادس ولم يرفع إنتاج الكهرباء واطاً واحداً».
في العراق يشاهد العرب مسرحية «واطك» يا وطن، والدموع والقهر مسيطران على المشاهدين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على بين القبلة والحذاء

  1. riyad كتب:

    السلام عليكم
    ودي اضحكم
    تدرون ليش ؟
    عندي قناعة تامة ان صدام موجود و حيّ يرزق و يتمتع بمباهج الحياة كلها دون نقصان فهو يتعب تفكيره في كيفيفة قضاء يومه لا كيف يعيش و لا ( بهون ) ابن لادن ؟
    فكوا معي : من اعطى الاشارة الخضراء للامريكان للدخول و البقاء في الخليج بعدما كانوا يتمنون المرور به ؟
    من اعطاهم الحق بالاستيلاء على كل العالم ؟
    الان هم يحرسون نفطهم بنفسهم
    البترول بأسعار خيالية ، يبيعونه من العراق بهذا السعر و يأخذون ما يريدون ببلاش و من دول اخري بسعر ( رمزي )
    الاقتصاد الامريكي الآن يعيش فترة ( تجميع ) و بعدها سيكةن اكبر اقتصاد ان لم يكن هو اقتصاد العالم
    يرفعون البترول لتستورده الدول و تعيده للدول المستهلكة بأغلى الاسعار و تبقى السلع الامريكية هى الخيار الاول .
    سيارة امريكية متوسطة الترف قارنها مع (تنك) اليابان او كوريا او حتى الصين ؟
    ماذا فعلت امريكا بالنمور الصفر حينما هددوا عرش اقتصادها ؟
    ماذا فعلوا بالاتحاد السوفيتي سابقاً ؟
    شكرا

التعليقات مغلقة.