كأننا والماء من حولنا..

قد لا يعلم الاخوة أعضاء مجلس الشورى السعودي، انهم لا يختلفون عنا نحن الكتّاب كثيراً في نتائج الجهود، فهم يناقشون تقارير سنوية، ثم يحتج بعض منهم بسبب تراجع الأداء أو جموده، وبعض آخر قليل منهم يحتج بصوت عال بحسب اتجاه «النار وقريصة»، استناداً إلى المثل الشعبي الشهير «كل يحوش النار لقريصة»، وينتهي أمر ملف الاحتجاج عند هذا الحد، إذ تبدأ مطالعة تقرير سنوي آخر لجهة أخرى، وإذا تسرب شيء للصحافة، قمنا نحن الكتّاب بالتقاطه وتكرار الاحتجاج وإبداء الدهشة والاستغراب، ثم ينتهي الأمر أيضاً، وإذا كان بعض أعضاء المجالس البلدية أعلنوا عن رغبتهم العارمة في الاستقالة، واعتذر بعض آخر من الناخبين لخيبة أصابت الطرفين، في حين قال آخرون منهم ان لا حيلة لهم سوى الخطابات، وفي الأثر والنتيجة، فإن بعض أعضاء مجلس الشورى أيضاً لا يختلف كثيراً عن أعضاء المجالس البلدية.
السؤال المشروع هو عن الجدوى والنتائج لكل هذه «الجهود» من اللجان والتقارير والاجتماعات والمداولات. يمكن لمراقب بسيط مثلي ان يقول انه لم يظهر من «جهد» مجلس الشورى أي تقويم لعمل أو اتجاه جهة حكومية، أو تحريك جمود الجامد منها، فكل جهة «ماشية في طريقها»، كأنها نقشت على تقريرها عبارة تقول: «مر وعدي واصحى التحدي»، أو «نحن أطول نفساً»، أو «ستراجعنا غداً لمصلحة ما».
الحاجة ماسة إلى تقويم هذه الجهود، وهل هي مثمرة او نبحث عن حلول أخرى هذا إن أردنا حل كثير من معضلاتنا التي تتراكم.
لقد صمد عدد من الجهات الحكومية إما في خانة الجمود أو في خانة اتجاه قد ظهر شططه، ولم يستطع المجلس الموقر فعل شيء، الصنف الأول قنع بالظل وعدم تحريك الساكن توقعاً من انك إذا لم تر أحداً فإن لا احد يراك، في حين اجتهد الصنف الثاني بمواصلة إطلاق المفرقعات الإعلامية والإعلانية.
لذلك لن يغيّر شيئاً كشف تسرب من مجلس الشورى كما أشارت صحيفة «اليوم» عن أكثر من 90 ألف وظيفة لم يعلن عنها في وزارة الخدمة المدنية، على رغم البطالة وكثرة الخريجين والخريجات، وحاجات أجهزة حكومية بعض منها لديه في الأدراج كومة من الوظائف الشاغرة!