«الرز ليس!»

ليس هناك خطأ في العنوان، بل هي عربية ركيكة صنعت نكتة لطيفة أعود لها لاحقاً، لأنشغل بالأخبار المزعجة عن «استمرار» ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً، وظهور صوت البنك الدولي وهو صوت نشاز يذكرك بنعيق الغراب، فلم نعد نعرف الصدق من نقيضه.
صديقي المهموم والمسرف بطرح الأفكار الايجابية «البناءة» التي لا تجد صدى، يسألني: هل هناك استراتيجية سعودية حكومية واضحة لمواجهة ارتفاع أسعار الحبوب بشكل متصاعد؟ إذا قيل الدعم فهو محدود ويتآكل بسرعة مع ارتفاع الأسعار وتآكل الريال، وربما لا يصل جله إلى المستهلك.
طرح الصديق اقتراح تصنيع الرز! معلوم ان بعض انواعه يصنّع من مواد طبيعية، وهو يستهلك في السوق وإن لم يكن بنفس استهلاك أنواع أخرى أكثر طلباً، لكنه سيوفر جزءاً منه.
بحسن نية يظن صديقي ان طرح هذه الفكرة، صحافياً، سيدفع جهة ما لدرس الاقتراح أو تبنيه، خصوصاً وهو يقرأ مطالبة بعض المنزعجين من النقد الصحافي بالنقد البناء، وتشخيص البناء من الهدم يفسرها كل من زاويته.
والمشكلة ان المراقب لا يرى في مواجهة ارتفاع أسعار الغذاء سوى استراتيجية الانتظار، وهي باختصار: «الانتظار يمكن يحن ويستحي الدولار»، والأخير لا يستحي، وحكومته مبسوطة على دولار رخيص، وفي حين نرى مسؤولين اقتصاديين في دول خليجية يصرحون بمحاولات ولجان لدرس الحلول، ويطلقون مجسات إعلامية، نحن ولله الحمد «خلصنا»، بالنسبة الى البعض منا تم إنجاز الحل، إنه متوافر في الانتظار، ويدعم نظرية «الانتظار يمكن يستحي الدولار»، تقارير من هنا وهناك، اغلبها بنكي، بنوك خارجية استثمارية عريقة وأخرى داخلية، لها مصالح معروفة! أيضاً محللون وخبراء، في الغالب يفضلون من أصول آسيوية مطعمة بجنسيات غربية ومناصب في جهات ومؤسسات دولية، يخرجون علينا بين فترة وأخرى داعمين إعلامياً بتقارير تنصح أو تؤكد حسن توجهات الفريق الاقتصادي في بلادنا، أو تحذر من آراء مطروحة تعاكس تلك التوجهات.
أعود إلى «الرز ليـــس!» لترطـــيب أجواء القراء، قبل سنوات وفد طالب أفريقي حــــصل على منحة في جامعة سعودية لدراسة اللغة العربية، وانضـــم إلى عزبة طلبة سعوديين، فأصــبح كل يوم يتغدى كبسة لحم ويتعشى كبسة دجاج، إذا لم يطبـــخوا في الســـكن ذهبوا وإياه إلى مطعم، والشاب «مستجد» على الرز فغرق فيه، وأتخم ليصاب بعسر هضم، وانسدح وهو يئن ويشت“كي بلغة عربية «فصيحة ركيكة»، سألوه ماذا بك؟ أجاب بحياء «الرز ليس»، وكلما كرروا السؤال كرر الإجابة «الرز ليس»! قاصداً أنه أصيب بانتفاخ شديد.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «الرز ليس!»

  1. احمد حماده كتب:

    مرحبا

    اممممممممم ( ماركه مسجله )

    سبحان الله ,,,كررتها اكثر من مره وانا اقرأ مقالتك ,,,وكنت احدث نفسي كلما مررت على سطر من اسطر مقالتك هذه ,,واقول ,,صحيح ان هناك توارد خواطر بيني وبينكم طال عمرك …

    ليلة البارحه ,,,كنت عصي النوم ,,,لا اعلم لماذا على الرغم من انني لا احب حقيقة …

    اخذت اتقلب ” كالدجاجة ” على فراشي ,,ولكن هيهات ,,,اخذت “الريموت كنطرول ” و شاهدت اول قناة سقط اختياري عليها

    كان هناك برنامج علمي يتحدث عن مجموعة من العلماء الذي اصابهم هاجس غريب وهو الفناء في المستقبل وماذا سوف نصنع عندما يضرب نيزك هارب من مساره كوكبنا ويقضي على الاخضر واليابس …
    وذكر البرنامج بانه قد يحدث اختلال جيني لسبب ما,,بشري او كوني ,,,في التربة او المحاصيل الزراعية التي قد تختفي….

    فما كان من هؤلاء العلماء الا ان قاموا بعمل يشكرون عليه ,,,وهو الخزن الاستراتيجي لحبوب المحاصيل الزراعية التي نحتاجها ,,خزنها والحفاظ عليها ,,,شاهدت منظر المخزن العظيم تحت الارض ورأيته مشابه تماما لما قمنا ببنائه قبل سنوات في عدد من مناطق المملكة ,,,,

    لماذا لا يستفاد من هذا الخزن اذا كان فيه محاصيل كالقمح والارز والسكر ,,في ضخها في الاسواق لسد حاجة الناس وكبح جماح الاسعار ” بدل ماياكلها الدود ” ,,,؟؟

    وشطرا ,,,

  2. م/عبدالعزيز كتب:

    تحياتي لك ولقلمك الرائع
    ارجو تزويدي بايميلك الخاص للاهمية

  3. أبوفيصل كتب:

    جزاك الله خير على مواضيعك الهامة والحساسة
    والله العظيم اني توقعت شخصكم الكريم شخصية وهمية إلى أن شاهدت مقابلتك في قناة العربية مع تركي الدخيل!!!!
    صدقني احنا ماتأخرنا إلى بسبب انشغالنا بالرز فسبحان الله
    جات الفرصه من عند رب العالمين لتركه
    تحياتي

التعليقات مغلقة.