«تعقيد الشوش»

هو مثل شعبي متداول في السعودية، والشوش جمع شوشة أي الشعر المنفوش، وعندما تنعقد شوشة بشوشة يمكن لك معرفة ما سيحصل، المثل يقال لمن يريد إشعال فتنة جديدة.
فريق الخارجية الأميركية مجند لمطالبة دول الخليج بفتح سفاراتها في بغداد، الذين تحط طائراتهم بسرية تامة في مطار العاصمة العراقية، ويغادرون تحت جنح الغموض بعد زيارات توصف بالمفاجئة، يطالبون دول الخليج العربية بفتح سفارات وإرسال سفراء وموظفين، وأيضاً إسقاط ديونها، انهم الذين لا يمكثون سوى ساعات قليلة ويغادرون العراق على عجل نفاث، لماذا؟ تقول رايس وزيرة الخارجية الأميركية آخر المطالبين: «مكافأة لها، أي للحكومة العراقية ما غيرها، على الجهود التي تبذلها لتحسين الأمن والتوصل إلى مصالحة سياسية». فهل رأى احد منكم استتباب امن أو مؤشرات على مصالحة سياسية؟!
كل من يطالع الأخبار «الأميركية» عن العراق يرى أن الأمن من سيئ إلى أسوأ، هذا في الأمن. أما الحكومة العراقية فهي لا تستحق مكافأة إلا ممن قام بتنصيبها، ومعه من قامت وتقوم بدعم أهدافه على الأرض، المتصارعان الآن. الواقع يقول ان من يمتلك زمام أمور السياسة في العراق حالياً لا يستحق دعماً ولا مؤازرة، فهو الذي لا يجرؤ حتى الآن وبعد أحداث البصرة الدامية المستمرة على التصريح بمن يقف وراءها، انه وبشجاعة كبيرة يحيلها إلى «دول مجاورة للعراق».
ذكرى ما حصل لبعثات ديبلوماسية وإسعافية اغاثية خليجية في العراق حاضرة في الأذهان، أحداث تمت على مرأى ومسمع القوى السياسية المتحكمة هناك ومن ورائها قوات الاحتلال الأميركي – البريطاني. ومأساة مقتل السفير المصري في بغداد عام 2005 من ينساها؟
الجانب الآخر أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الغزو لم يعطوا بالاً لنصـــائح دول الخليج وفي مقدمها السعودية، قبل الغزو وبعد الاحتلال والخراب الذي ما زال يضرب العراق، فلماذا يستجاب لهم؟ إن على دول الخليج العربية أن تنظر الى مصالحها الداخلية وسلامة أبنائها، وهي ليست معنية بدعم حكومة المالكي ولا أية حكومة عراقــية تتم صناعتها من عجينة أعدت في طهران، هذه الحكومة الطائفية هي صناعة «بوشية»، وحكومة بوش أولى بها، فهو يدعم حكومة طائفية، ويعلن فريقه في كل ســـانحة عن التغلغل الإيراني وضرورة مواجهته، هذا من «تعقيد الشوش» لسحب دول الخليج للصراع الأميركي – الإيراني داخل العراق، وهو يتضافر مع دعوات وزيرة خارجية الدويلة الصهيونية التي أطلقتها أخيراً في الدوحة.
أمّا أن تتم إعادة تقويم العملية السياسية في العراق وإصلاحها من جذورها بما فيها التقسيم والأقاليم والدستور الذي تم طبخه فهذا ما لا يطرحه المحتل.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على «تعقيد الشوش»

  1. يوسف الغانم كتب:

    أستاذ أبو أحمد …السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …..
    قل لهم ” خبرٍ خبزتيه يالرفلاء كوليه ” فعلاً هم يريدون تعقيد الشوش ؛ يريدون الخروج من العراق بأسرع وقت وبادنى قدر من الحفاظ على ماء الوجه ؛ الخروج من العراق يحتاج الى سنوات طويلة وخسائر كبيرة 0 لكن ما نقول الا اللهم سلط الظالم على الظالم واخرج العراق منهم سالم

  2. فهد بن عبدالعزيز السويد كتب:

    اشكرك استاذي الكريم على مانشرت وقد اعقب تعقيبا متواضعا على ماذكرت وهو هل تعتقد ان تنصيب حكومه شيعيه في العراق من قبل الأمريكان هل ينم عن عداء بين الدولتين الطامعتين في ثروات الخليج العربي ؟؟؟؟؟؟؟ او من باب (شد لي واقطعلك) ليتناصفوا الكعكه ………… ولك تحياتي

  3. نايف كتب:

    سلمت يداك صدقت والله

  4. م/عبدالعزيز كتب:

    استاذي الفاضل ليت دول الخليج تقول لامريكا وبشكل مباشر وواضح نصف الكلام الذي كتبته انت.
    امريكا لم تستشر دول الخليج عندما غزت العراق وسلمته لايران
    فلماذا الان على دول الخليج ان تفتح السفارات وتسقط الديون !!!!
    لماذا على اهل الخليج دائما ان يدفعوا ثمن السياسة الامريكية الحمقاء ؟؟
    اعتقد والله ان الضعف العسكري لدول الخليج هو من جعلهم في حالة ضعف امام اللعبة الامريكية الايرانية المشتركة للسيطرة على المنطقة

  5. صالح الحصان - الرياض كتب:

    لافض فوك يا ابواحمد . اصبت كبد الحقيقه.. آه آه ليت قومي ؟؟؟!!!!

  6. م/يوسف كتب:

    بالفعل هذا مايريده الصهاينة وأمل أن لاتستجيب بلادنا لهم ولاينجرفوا وراء غطرستهم على حساب أمنا وأمن إخوننا في العراق.
    أمل أن تصل نسخة من هذا المقال إلى وزراء الخارجية في دول الخليج العربي.

التعليقات مغلقة.