«مسمار» النقل

كل إنسان سويِّ يفرح عندما يرى مبادرة من مبادرات الخير، أما إذا بدأت استفادة أصحاب الحاجات من تلك المبادرات فهنا تختلج العبرات وتغمر القلوب سحابة من الطمأنينة.
ان من يبذل في فعل الخير يتطلع ويأمل ان يرى أثره على محيا المحتاجين وأسرهم، يريده غرساً للاستقرار والراحة في نفوسهم فيطيب له مذاق الحياة.
لكن الأمور لا تسير دائماً وفق التطلعات وآمال المتبرعين من أهل الكرم والإحساس بأحوال إخوانهم ومواطنيهم، تبدأ الثغرات في الظهور عند التنفيذ والإشراف وتبرز عقبات لم تكن في الحسبان، إما بسبب بيروقراطية تستند إلى حيازة المعلومة وعدم توفيرها، او لأسباب أخرى متعددة.
من هنا لا يكفي رؤية صور توقيع العقود على صفحات الصحف ومشاهد المجسمات المستقبلية للهدف المنشود، بل لا بد من التيقن من حسن التنفيذ والأمانة فيه، وعندما يبادر أهل الخير بالتبرع والبذل عازمين صادقين، قارنين القول بالفعل، يتوقع ان تُسَهّلَ لهم كل العقبات ويُتَعَامَلَ مع مشاريعهم الخيرية التي ستحقق الفائدة للكثير من المحتاجين بصورة مغايرة للأساليب البيروقراطية، وأيضاً بصورة مغايرة لما تعودناه في أعمال إنشائية.
كنت، في وقت سابق، سألت المعنيين بمتابعة إدارة وإنشاء مشروع دار الأيتام في حائل، والذي تبرع به الدكتور ناصر الرشيد بـ100 مليون ريال، وجُهّزت المخططات الإنشائية وتم التعاقد مع شركة مقاولات للتنفيذ، كنت سألت إلى أين وصل العمل في هذا المشروع؟ فعلمت انه تأخر سبعة أشهر كاملة، وعندما تعرف السبب أتوقع ان تشد شعر رأسك إن بقيت فيه شعرة.
السبب يا سادة أن الأرض التي قدمت من جهة حكومية واعتمدتها أمانة مدينة حائل، وسلمت للمقاول، وبعد البدء في تهذيب الجبال بفترة طويلة وخسارة ملايين الريالات، ظهرت وزارة النقل الموقرة وقالت «وين رايحين يا جماعة»؟
جزء مهم من الارض المخططة والمعتمدة من البلدية يقع فيه مشروع مستقبلي لوزارة النقل لإقامة جسر! الله أعلم متى؟ العجيب الغريب أن لا أحد يعلم عن هذا الجسر سوى وزارة النقل، والدليل انه لم يظهر في مخطط الأرض المقدم من جهات حكومية أخرى.
المضحك المبكي ان مسمار النقل هذا تكرر بعد أشهر مع جهة حكومية أخرى، أرادت ان تقيم مبنى لها، وبعد أعمال إنشاء وصلت وزارة النقل وقالت جملتها الشهيرة «وين رايحين يا جماعة»؟ صورة من صور البيروقراطية التي تحبط مشاريع تبرعات جليلة وخسارة أموال وتأخر رعاية أيتام هم في أمسّ الحاجة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «مسمار» النقل

  1. صالح الحصان - الرياض كتب:

    والله يا استاذ ابو أحمد .. انك دايم تحط قلمك على الجرح .. وين رايحين ياجماعه ,, صارت وبتصير وكل يوم صايره في دوائرنا الحكوميه ..ولاحياة لمن تنادي

  2. ابوراكان كتب:

    والله القهر
    لو فيه محاسبه ماطلع لنا مثل هالوزارة عشان تعطل مشروع خيري ب100000000

  3. فهد بن عبدالعزيز السويد كتب:

    اخي العزيز عبدالعزيز: من المفروض ان لا نشره على المسمار لان المسمار لو عنده ذرة احساس كان قال (آآآآآآآآآي) من كثر الدق وكان حريا بنا ان نشره على قطعة الارض اللي ماعلمتنا انها كانت مملوكه للمواصلات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سامحها الله اقصد الارض اللي احرجت المواصلات وتحيه لمعالي الوزير موجهه من المشروع الخيري حيث ان كل المستفيدين من المشروع تعبت ايديهم من رفع القبعه لمعاليه

التعليقات مغلقة.