أهل الخليج

انتظرت صدور بيان، يحدد موقفاً مبدئياً واضحاً من قبل جمعيات وهيئات الصحافيين وأنديتهم في الخليج بعد حادثة طرد صحافيين بحرينيين من مؤتمر لوزير خارجية الحكومة العراقية… عقد في المنامة. الوزير الذي نراه على الشاشات الفضائية هادئاً ديبلوماسياً، ومن خلال الوزير المفوض في السفارة العراقية في البحرين، أمر بطرد صحافيين من فريق عمل صحيفة «أخبار الخليج» البحرينية من المؤتمر، بل صعّد الموقف بسبه رئيس التحرير أنور عبدالرحمن ونائبه سيد زهرة، والتفاصيل نشرتها الصحيفة في عددها يوم الأربعاء الماضي.
الحادثة تبيّن كيف تنظر الحكومة العراقية الحالية إلى الصحافة وأهل الخليج، ولا اعتقد أنها تستثني أحداً من جملة أهله، هذه الصيغة في التعامل لا تليق إلا بصدام جديد، وهي توضح بجلاء حقيقة ادعاءات الديموقراطية وقبول الرأي الآخر، الأخيرة ليست إلا شعارات للاستهلاك.
تعوّد بعض الساسة والمؤتمرين من كل الفئات، من العالم الثالث، الذين يبادرون بطرد صحافيين علناً، أن يعتذروا في الخفاء، من خلال اتصال هاتفي أو لقاء جانبي، هذا ما يعرفه أهل الصحافة حقيقة المعرفة، والاعتذار العلني هو اقل القليل، لكن أركز هنا على جانب موقف صحافة الخليج بهيئاتها وجمعياتها وأنديتها، وهي معنية ويجب أن يكون لها موقف، وفي المضمون تلك النظرة لأهل الخليج فهم ليسوا سوى مصدر للدعم المالي والسياسي لا غير.
****
سألت نفسي… وماذا عنا؟ عندما قرأت تحذيراً أو تنبيهاً من وزارة الداخلية في السعودية للمسافرين إلى الكويت بمركباتهم بضرورة خلوها وخلو جسم المركبة «من جميع ما يدل أو يشير او ينتمي إلى فئة أو طائفة أو جماعة أو أي تنظيمات غير مرخصة، حتى لا تكون مركباتهم عرضة لتطبيق القانون الصادر بهذا الشأن عند دخولها دولة الكويت».
وما هي الأخطار المتوقعة مع الضخ الإعلامي المتلبس برداء الشعر والتصويت و «فالك في جيبك» وحصد الأموال من جيوب السذج.
لا يعقل أن يكون «الحد» هو حدود دولة الكويت لأنها أصدرت قانوناً يحظر ذلك، والأولى أن تصدر السعودية ووزارة الداخلية فيها قانوناً يحظر ذلك أيضاً، وإلى حين صدور قانون يجب المنع، وحتى لا يصبح المجتمع «نهابة» لمن أراد فضائياً، سواء من مستقبلي أموال التصويت أم من حملة الشنطة الإعلامية، فهؤلاء لا علاقة لهم إلا بالأرباح والعمل على الاختلافات، وإحياء ما طمر منها، مهما كانت «القضية» أو الفعالية التي يتذرعون بها.
أيجوز أن ننتظر إلى أن يحدث شيء ما لنقوم بالمنع؟ أليس التبكير في ذلك من الوقاية لنسيج المجتمع وقد أحاطت به الملمات.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على أهل الخليج

  1. فضل الشمري كتب:

    مرحبا اباسعود , والله شي عجيب فعلا أن نطبق سياسات الدول المجاورة دون التفكر بما نحن عليه اصلا !!! كيف نذعن لأوامر دولة الكويت الشقيقه ولانطبقها على أنفسنا ؟؟؟ ألاعجب أن هذا القانون الكويتي هو ما نحتاجه فعلا هنا في السعوديه حيث الاختلاف والطبقيه والجماعات والتنظيمات … الخ !!! كان من ألاجدر على وزارة الداخليه السعوديه ألاعتراف بالمشكلة هنا قبل أن يتم تنفيذها مراعاة للأخرين الذين سبقونا للاسف في تعريه بعض من هذه التكتلات البغيضه والتي تستغل الطيبه في نفوسنا لغرض في نفوسهم !!! أجمل ألاماني وجمعه مباركه للجميع …!!!

  2. نايف بن زيد السهلي كتب:

    جبتها على الجرح الانتماء للقبيلة طغى على الانتماء للحكومه و هذا يهدد امن المملكه و غيرها من دول الخليج ان لم تقف الحكومه ضد هذا التيار القبلي الجارف سوف تندم على ذلك في المستقبل في النهاية سلمت يداك يا استاذي و انا اطلب من الكتاب ان يركزو على هذه النقطه التي ستحدث شرخ في المجتمع

  3. احمد الفضالة كتب:

    دعوتك لتحرك المنظمات والخليجية – بشأن حادث طرد صحافي اخبار الخليج -في محلها ، واعجبني موقف نواب دولة الامارات العربية المتحدة الذين شاركوا مؤخرا في مؤتمر مجالس النواب العربية في شمال العراق مؤخرا ، اذ وقف نواب العراق موقف مخز من قضية الجز الاماراتية المحتلة من قبل ايران المجوسية ، ورفضوا دعم طلب الامارات بادانة الاحتلال للجزر ، وبعد انتهاء المؤتمر ، وبكل وقاحة طلب بعض نواب العراق السفر على الطائرة المخصصة لوفد الامارات لحضور مناسبة رسمية في الامارات ، الا ان نواب الامارات الافاضل رفضوا ركوب الوفد الايراني ، عفوا قصدي العراقي الصعود معهم على نفس الطائرة.
    علما بان موقف الوزير الكردي زيباري من صحيفة اخبار الخليج مبني على اساس الموقف الوطني والقومي للجريدة من الاحتلال الامريكي للعراق ، وقيام كل من الرجل الوطني انور عبدالرحمن – رئيس التحرير ، ومساعده السيد زهرة بانتقاد الاحتلال وأعوانه باستمرار.
    وكان الطرد لمندوب الجريدة قبل بداية المؤتمرالصحفي وقبل بدء طرح الاسئلة.

التعليقات مغلقة.