كنت ممن انهمرت عليهم رسائل جمعية الهلال الأحمر السعودية منذ الصباح الباكر ليوم الخميس الماضي، بلعت انزعاجي من الأسلوب الغريب والكم المنهمر، وتوقعت أن عدد المستقبلين للرسائل محدود، فأهملت المسألة، إلى ان قرأت الصحف صباح يوم الجمعة لأجد حالات إغماء وخوف وارتباك وآلاف الاتصالات التي استقبلتها فروع الجمعية من مختلف مناطق البلاد.
من الواضح ان النيات حسنة، والجمعية تريد فعل شيء تحت بند التوعية. والنية مطية، لكنها لا تكفي وحدها، فلا بد من حسن التدبير. صياغة رسالة هاتفية للعموم ليست بالأمر الصعب، فطلاب الثانوية العامة يستطيعون صياغة رسالة من هذا النوع… رسالة لا تحتمل التأويل، ويظهر – والله اعلم – أن الجمعية أوكلت الأمر إلى من لا يحسنه فأحدث ما أحدث، وكانت النتيجة استياء عاماً. هناك أمور وقضايا توكل لمن لا يحسن التعامل معها، تكون النتيجة آثاراً عكسية تأتي بنقيض المرجو والمأمول. جانب من هذه الأمور يدخل في الإعلامي، يكلف البعض بهذا وقد يكونون من البعيدين عن واقع المجتمع بصيغة تسليم المفتاح.
وانظر للمسألة لبساطتها، والميزة هنا أنها عمل مكشوف للعموم. كل عمل إعلامي وتوعوي مكشوف، وهذا يطرح سؤالاً عن أحوال أعمال أخرى أصعب لا تظهر للعيان إلا بعد حين.
يعتقد البعض بأن العمل الإعلامي وفي إطاره التوعوي هو عمل دعائي بحت، لذلك تجد نماذج مثيرة للدهشة مثيلة لرسائل الجمعية.
كان يمكن للمسألة أن تنتهي عند هذا الحد، يستاء الناس وينزعجون وبعض يخاف على «عزيز لديه»، أو يصاب بحالة إغماء كما ذكرت الصحف، وربما بأزمة قلبية أو ارتفاع ضغط مخيف، فمن يستطيع القول إن هذا لم يحدث، ثم ينسى الناس.
لكن ليت الأمر توقف عند هذا الحد ولم نقرأ تعليقاً لأحد المسؤولين في الجمعية حاول التخفيف من الخطأ الأصلي، وحرّف المسألة ليحمّل شركة الاتصالات الجانب الأكبر من الخطأ، مشيراً إلى جانب ايجابي ومتجاوزاً الجانب الاحساسي المرتبط بالإسعافي! وليس هناك من جانب ايجابي في ما حصل، لأن الصورة الذهنية عن الجمعية تضررت، وقناعة الناس بالعمل المحترف فيها أصابها شرخ كبير.
وشركات الاتصالات العاملة تتحمل تبعات انتهاك خصوصية المشترك من دون احترام له ولوقته وأعصابه، حين توافق لأجل المال على الوصول بالرسائل لمشتركيها من دون إذن منهم، بل إنه ليس هناك وقت تمنع فيه إرسال الرسائل الإعلانية، لذلك كان إصلاح – كما قيل تجاوزاً – الخطأ برسالة في الساعة الثالثة فجراً!
إن البريد الالكتروني المجاني له خصوصية، وهو مجاني، فكيف برقم هاتف مدفوع، وهيئة الاتصالات معنية بهذا. وللعلم فإن جهات خاصة وعامة تتفق مع شركات خارج البلاد لإرسال رسائل إلى الداخل! ونلوم الفضائيات و «البلا من داخل».
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
السلام عليكم اسعدالله صباحك بلاشك انه الرساله مفزعه جدا والهلال الاحمر مقبل علي التطوير ان شاء الله وامس شركه الاتصالات اصدرت بيانا بانه لم يتاخر نشر الرسائل لكن الاتري سيدي بانه رسالئنا التوعيه فاشله ابتداء من الحمله المروريه وحمله الدفاع المدني ومع ذلك لايستفيد المواطن من تلك الحملات حتي حمله وزراه المياه والكهرباء كل مانريده ليس حمله توعويه فقط بل حملات توعويه ناجحه تصل الي رب كل اسره …. ودمتم سيدي
مساء الخير اخوي عبدالعزيز
انا جتني الرسايل هذي من يوم الاربعاء وزادت كثافتها يوم الخميس وفجر الجمعه جاءني حوالي 10 مسجات بنفس الصيغة وتأتي في قوت متاخر اخر الليل وقريب من الفجر ! هل هذا وقت ترسل فية رسائل توعيه ؟وانا عندي رقم ثاني ماجاني علي اي رسالة لذلك الحملة فاشلة لانها ركزت على ارقام محددة وأرسلت لها كذا مرة المسجات وأرقام لم ترسل لها .
نحن نعاني من تسلط مسجات الدعاية علينا يوميا وبدون احترام لرغباتنا واكيد شركة الاتصالات على الخصوص تاخذ مبالغ عليها وتتربح من ازعاجنا لان انا عندي رقم موبايلي قليل ياتي علية مسجات زي هذي فالمفروض توضع كخدمة لمن يرغب في استقبال مسجات الدعاية والنشرات يفعل له هالخاصية وبكيفة اما اجبار الناس على استلاام المسجات غلط .. امر اخر نشر الشركة لــ أرقام العملاء واعطاءها لشركات تسويق ليقوموا بالاتصال وتسويق منتجاتهم بدون اذن من صاحب الخط
وفي كل هذا وين هيئة الاتصالات؟ من الموضوع ماحولك احد بس جيدين في الانتدابات وطلب الرواتب العالية ولا نري لهم اي شي ملموس لتقديم الخدمة باسلوب راقي
ومتى يجي في نجد حسن التدابير ..
استاذي العزيز عندنا مثل لايخفى على الكثير يقول (الشق اوسع من الرقعه) خصوصا في مثل هذه الحالات فالخصوصيه الشخصيه التي هي أقل مايمكن ان ينفرد بها الشخص للاسف اصبحت مسلوبه فرسائل الهلال الاحمر ماهي إلا أنموذجا واحد من مجموعة نماذج ؟؟؟ فليت الامر يكتفي عند هذا الحد لدى بعض الجهات فبعضهم لا يعترف بوجودالبعض احيانا؟؟؟؟؟؟ وإلا كيف يمكن تفسير( اثبت انك حي ) حينما يستدعى المتقاعد بداية كل سنه ويقف امامهم ثم يفاجئ بـــــــــ :اثبت انك حي ونعطيك راتبك؟؟؟؟؟فهؤلا لم يعترفوا بوجود الشخص وهو ماثل امامهم .فليت الامر اقتصر على الحريه الشخصيه ,فهي جزء من كل…..
والله أنك صادق افزعوني بصياغة الرسالة وحنقت اشد الحنق عليهم والمضحك المبكي انني حاولت الاتصال بهم للأستفسار عن العزيز ولكن هاتفهم مشغول بعد ما راحت السكرة واتت الفكرة كتبت لهم على موقعهم خطأ الصياغة كل الشكر لك على تناول هذا الحدث
سامحونا يا إخواننا الصينيين بنزود جمعية هنا جننتنا
: «لا تثق بالطقس ولا بالنساء وبالهلال الأحمر»
سلم لي على الصليب كأداء (قلت كأداء لا يطلع لي أحد يجادلني فأنا موحد وأشجع نادي الوحدة)