تحريض يقابله ‘تطنيش’!؟

ماذا فعلنا لمواجهة التسميم الفكري الذي تقوم به أشرطة ابن لادن؟ تلك الاشرطة التي لا تبث ويتم تنشيط خلاياها النائمة إلا إذا استنار الرأي العام العالمي، ووضح ضعف حجة الصلف الامريكي، هل يعلم الخبراء والمستشارون المتواجدون حول صناع القرار مدى تأثيرها؟.. والبلبلة التي تحدثها؟..
هل من المقبول ان يدعو زعيم القاعدة إلى قتل الناس حسب الجنسية أو المعتقد في طول الارض وعرضها ونحن نتفرج!.. نتفرج ونحن نعلم ان ما في هذه الرسائل من تسميم فكري ودعوات لإحداث الفوضى موجه إلى مجتمعنا بالدرجة الاولى، وماذا يفعل الشباب الذين يتلقون هذه الرسائل وهي مطرزة بآيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة، ومواقف للصحابة الكرام!!
وحشية الدولة الصهيونية، وصلف حُماتها في الولايات المتحدة الامريكية يجب ان لا تعمي بصائرنا عن رؤية الحقيقة، يجب ان لا تدفعنا إلى اتخاذ مواقف لا تخدم سوى مصلحة الدولة الصهيونية في صراعنا الطويل معها، مواقف وأفعال تتعارض اصلاً مع شريعتنا.
ماذا فعلنا لمواجهة هذا السم الفكري؟!
إن المنصف وهو يرى الملايين يتظاهرون في الغرب ضد الحرب على العراق لا يملك إلا تقديم الاحترام لهم، مهما كانت دوافعهم، إنسانية أو مصلحية واقتصادية، لا يمكن إلا ان تقف امتناناً لخروجهم تاركين مصالحهم فقط ليقولوا.. لا، لابد وان تقدر نضجهم الفكري، ولا يمكن التجاوز أو التغاضي عن كون أغلبهم من غير المسلمين، بل هم من نفس العقائد التي يدعو المحرض ابن لادن لقتلهم في طول الأرض وعرضها، هو يحرص على قتل مسالمين بيننا ولا نفعل شيئاً؟
فماذا قد يفعل الشباب المحتار وهم يستمعون لذلك التحريض وهو مغلف بكلام الرؤوف الرحيم!.
يبث شريط تحريضي ويأتي بعده خبر عن قتل الفلسطينيين ونسف منازلهم وخبر آخر عن إصرار أمريكا على حرب العراق؟
ما هي نتيجة هذه المعادلة يا من تصديتم لإعلامنا؟!
أين مسئوليتنا تجاه مجتمعنا.. تجاه مستقبلنا وعلاقتنا بالعالم!؟
وخطب الجمع والإعلام في واد وما يداهمنا في واد آخر، وكأن لا سيل جارفا مقبل علينا من خلال تلك الاشرطة وتلك الضغوط الإعلامية، أين دور الإعلام للتصدي لهذا التلويث الفكري؟، أين دور الشئون الإسلامية؟ أين دور الوعاظ والمشايخ؟.. ما هذا الصمت الرهيب، وبماذا هم مشغولون!؟ وكيف يمكن تفسيره في أفئدة الشباب!؟،
بدلآمن ان نكون الآن في وسط حملة كبيرة مستمرة، تذكر الناس أن دينهم هو الدين الذي يعطي القيمة الأكبر لحياة الإنسان، العقيدة التي حث رسولها الامين عليه وعلى آله ازكى الصلاة والسلام، حث على فعل الخير في كل ذي كبد رطبة!، وهو الذي حث على فعل الخير بالحيوان في الهرة التي دخلت المرأة النار بسببها، وفي الرجل الذي دخل الجنة لانه بادر وقدم الماء إلى كلب، وقبل هذا حرم ربنا تبارك وتعالى قتل النفس، وجعل من قتلها كأنما قتل الناس جميعاً، إلى هذا الحد عظم الجريمة وفظاعتها.
ماذا يفعل المستشارون والخبراء!؟ أو قل ماذا فعلوا!؟
أرجو ان لا يكونوا مثل كثير منا يتفرجون على الحادث ويمصمصون شفاههم ولا أحد يقوم بالإسعاف.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.