تصفية وتعويض

لم تهتم وزارة العدل ولا المحكمة العامة في جدة بكل ما نشر من تساؤلات عن سبب تكليف مكتب محدد لتصفية وبيع مساهمة جزر البندقية بدلاً من طرح ذلك في مناقصة، الطرح في مناقصة يعني الحرص على… والمحاولة الجادة… لتعظيم حقوق المساهمين في تلك الجزر الغريقة، أو التقليل ما أمكن من التكاليف التي ستقتطع من تلك الحقوق. إنه الأسلوب الأجدى اقتصادياً ومالياً / محاسبياً، والأحوط شفافية. 
عدم الاهتمام ذاك بالتوضيح لا يتناغم مع التوجهات من أعلى مستوى في البلاد للشفافية، قد يكون لدى الوزارة والمحكمة التي تتبعها إدارياً أسباب فلماذا لا يكشف عنها؟ حتى يكون الرأي العام على بينة عن أسباب ذلك التوجّه، مع أن الطرح في مناقصة هو من أنظمة الحكومة المعتمدة.
ولم تمــض أيام على بيع الجزر والمساهمة في صفقـــة ضخمة إلا وبدأت تظهر دلائل الخلافات. البيع تم، لكن مدير المساهمة الأساسي «مجموعة الدريبي» يرفــض التوقيع وتزويد المصفي ببعض المستندات، والمعلومـــة ذكرها المصــــفي في مؤتمر صحافي نشرته معظم الصحف. على رغم أن هذه التفاصيل هي من أوليات العمل، وحسمها سابقاً وقبل البيع هو المنطق.
إن وزارة العدل ممثلة بالمحكمة العامة في جدة معنية بالإجابة عما سبق، مع نشر بيان تفصيلي محاسبي يكشف كل الأرقام، بما فيها مصروفات التصفية، حتى الخمسة في المئة كبيرة إذا ما أخذنا في الاعتبار ارتفاع مبلغ الصفقة.
ثم إن فترة الأربعين يوماً التي ذكر انه بعد انتهائها ستتم إعادة رؤوس أموال المساهمين تعني في ما تعنيه، فوائد، للمبالغ المتوافرة، حتى بالمرابحة، فهل ستضم هذه الفوائد لحقوق المساهمين أم ماذا؟
*****
يستمــر ديوان المظالم في تقديم نموذج ايجابي لافـــت، يفترض أن يكون قـــدوة لجهات أخرى، إذ أصدر فرعــه في منطقة عسير حكماً للمواطن جابر الفيفي بالتعويـــض عن سجنه من دون وجه حق لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام، مبلغ التعويض يتجاوز المليون ريال، حوالى 800 ريال عن كل يوم سجن، مع أن الحرية لا ثمن لها.
ديوان المظالم ألزم الجهة المدعى عليها «الأمن العام» بتعويض المواطن جابر الفيفي لأن الخطأ «تسبب في إلحاق الضرر بالمدعي وتقييد حريته وسجنه من دون مستند شرعي أو نظامي».
المواطن جابر بكى حتى ابتلت لحيته ويحق له أن يبكي، والأمل أن ينفّذ الحكم «لعله حكم نهائي» ويسلّم الرجل حقه ولا يتيه لسنوات أخرى مثلما تاه في السجن ثلاث سنوات، و «الحياة» ومحررها الزميل محمد موسى يشكران، فنحن أحوج ما نكون لمثل هذه الأخبار.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.