التجار أم كائنات أخرى؟

صديقي علق على مقابلة «الحياة» مع رئيس الغرف التجارية وغرفة المنطقة الشرقية الأستاذ عبدالرحمن الراشد، وهي مقابلة مهمة لكل معني بالشأن العام، لأنها تمثل وجهة نظر القطاع الخاص.
الصديق قال انه منذ تشكل وعيه وهو يبحث عن الإعراب الصحيح لهذا الاسم: «الغرفة التجارية»، إذ كان يظن أنها جهاز يراعي تعامل التجار مع الناس!
بعد حوار «الحياة» مع رئيس الغرف التجارية، اكتشف صديقي أنها ليست سوى صوت للتجار، وهو اكتشاف متأخر، فهي في الواقع صوت من جملة أصوات التجار، إنها وظيفة طبيعية جداً لهذه المنشأة، ولا تلام، المشكلة أنه الصوت الوحيد الصادح والمرتفع المؤثر، وله أصابع مؤثرة.
رئيس الغرف التجارية، سرد جملة عقبات يرى أنها تعوق أعمال التجار ودافع عنهم باستماتة، ولا بد أن من اشبع الأسواق «التنافسية!» بطوفان السلع المغشوشة والمقلدة والمتردية والنطيحة، ومن يرفعون الأسعار أكثر مما ارتفعت في الخارج وقبله بزمن ابعد، ويحصلون على دعم تتبخر آثاره، ومن يجففون البضائع من السوق بتخزينها في مستودعاتهم ومن لا يرون حقاً لمستهلك أو عميل بخدمة تحافظ على حقوقه، كل هؤلاء هم من كائنات أخرى، لا علاقة للتجار بهم بتاتاً البتة… إنها قضايا ضد مجهول.
والحوار ثري واقترح على كل كاتب معني بهموم مجتمعه أن يعود له (نشر الحوار في عدد «الحياة» الصادر بتاريخ 16-5-2008)، ففيه مادة خصبة للنقاش والمكاشفة، وفيه أيضاً نقد لخطة أو استراتيجية السعودة سابقاً (التوطين) حالياً، الراشد يطالب بخطة اكبر شمولية، ولديه رأي لم تتضح معالمه، هو برسم «العمل» للنظر فيه.
أما الكوادر البنكية فامتدحها وشكا انخفاض عددها في البلاد، ولعل هذا يطرح سؤالاً، مع انخفاض العدد والندرة، عن سياسة الإحلال الأجنبي الذي يمارس في بعض البنوك المحلية حالياً، وهي مناسبة أيضاً لطرح سؤال آخر على سعادته خصوصاً وهو يطالب بتبني الرؤية الشمولية في ما يخص السعودة، السؤال عن لجنة تابعة لأحد البنوك، تنوي السفر إلى احد البلدان. لماذا وما هو غرض السفر؟ الغرض أيها السادة استقطاب حديثي تخرج من هناك! لأن بلادنا لا يوجد فيها خريجون على الإطلاق! وللذين يبحثون عن أسماء.. هذا اللغز «إذا عرفت جنسية كبير التنفيذيين في هذا البنك عرفت اسم البلد»، فهل هذا يا أستاذ عبدالرحمن، يتطابق مع الرؤية الشمولية للسعودة التي تطالبون بها؟
طبعاً آخر من سيسأل عن هذه اللجنة هما وزارة العمل ومؤسسة النقد.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على التجار أم كائنات أخرى؟

  1. riyad كتب:

    “” رئيس الغرف التجارية، سرد جملة عقبات يرى أنها تعوق أعمال التجار ودافع عنهم باستماتة، ولا بد أن من اشبع الأسواق «التنافسية!» بطوفان السلع المغشوشة والمقلدة والمتردية والنطيحة “”
    السلام عليكم
    استاذي الفاضل :
    بعض الوكلاء يقومون بنفسهم بتقليد بعض بضائعهم !
    كيف هذا ؟
    يريدون مسك العصا من الطرفين .
    احد اكبر و اهم موردي العطور للسعودية يقوم بتصنيع عطورات مقلدة او شبه مقلدة في بلدان قريبة منا و يقوم بسياراته و مندوبيه بتوزيع هذه البضاعة على تجار الجملة في البطحاء او السويلم او منفوحة ( اسواق الضعوف ) و يقوم هو باستيراد البضاعة الاصلية من فرنسا و ما حولها ليبيعها في محلاته المعروفة .
    جرب اخي الكريم شراء احد العطور المعروفة بماركة معينة ، من احد اسوق الضعوف ثم اشتر نفس العطر ( كربون ) من وكيله الاصلي في احد محلاته الفارهة ( خمسة نجوم ) من العليا او الملز و قم باختبار ثباتها في منزلك على قطعتي قماش .
    انه اختبار مسلي جداً .
    للتأكد : دع احد غيرك يقوم بالعملية و انت اجر الاختبار حتى لا تتعلق المسألة بالأيهام !!!
    تحياتي .

التعليقات مغلقة.