أظهرت نتائج استبيان أن 92 في المئة من سكان مدينة الرياض «يجهلون أهدافهم»، والدارسة أجرتها جمعية التوعية والتأهيل «واعي» وهي تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، نشرت «الحياة» تقريراً عنها. ومع أني أتوقف كثيراً أمام أرقام «تدمغ» المجتمعات مثل تلك على مدينة مليونية، فقط لأن 300 شخص جرى استبيانهم قالوا بذلك، إلا أن وجود جمعية «تحت الإشراف» وراء هذه الدراسة يجعلها أقرب للقبول، الملاحظ أن 99 في المئة من عينة الاستبيان هم من الذكور، (202 من الذكور وامرأة واحدة!)، والأعمار من 19 إلى 33 سنة.
ولأني أعرف الرياض جيداً، وصلت إلى نتيجة تقول إن هذا ينطبق أكثر من غيره على الحالة المرورية، فإذا تفحصت المرحلة العمرية لعينة الاستبيان ستعلم أنهم أكثر من يتحركون بسياراتهم في الشوارع.
الآن يمكن لنا معرفة أسباب الازدحام وتضخم الحركة المرورية، في كل الأوقات، والذي يجهل هدفه يستمر في الدوران بحثاً عن الهدف الذي لا يعرفه، ويؤيد هذا الرأي كثرة من يسألونك عند الإشارات وحتى المنعطفات الخطرة عن «هدف» معين، بالنسبة إلى هؤلاء يتوقف العالم عندما يتوقفون! والفئة الأخرى التي تعود بسياراتها إلى الخلف في طرقات سريعة ومنحنيات، غير مكترثة بالأخطار، لأنها أخطأت الهدف، لكن ما لا يفهم هو السرعة الصاروخية، لأن من لم يحدد هدفاً له يفترض أن يمشي الهوينا، ربما يكون لهذا تفسير نفسي يقبع في أعماق الجمجمة.
وفي الحالة المرورية لدينا مشكلة ثقافية من أصولها عبارات وكلمات تموضعت حتى أصبحت من مفاتيح التصرفات، مثلاً نحن عندما نريد الذهاب إلى مكان نعتذر قائلين «خلينا نلحق على السوق… أو المدرسة، أو المناسبة الخ…»، لذلك فإن معظم تصرفاتنا هي ملاحقة ولحق واللاحق ملحوق بحاجة، والميدان الشوارع، أكتفي بهذا القدر مرورياً، لأعود «لهدف» جمعية «واعي» الذي ذكر في التقرير، وهو تأهيل 600 عاطل وعاطلة، والهدف توظيف 100 هذا العام و500 العام المقبل.
أبرز الصفات الطافحة على السطح في بعض شبابنا، خصوصاً الذين يواجهون الجمهور في أعمالهم، هو عدم تقدير «قيمة العمل»، الأخيرة غير موجودة لا في الوعي ولا اللاوعي، وبالنسبة إلى هؤلاء العمل «قيد» يجب الفكاك منه بسرعة، وتكون المهمة الأولى لهم هي «التصريف والزحلقة» لواجبات العمل، بل إن «التصريف» عند بعضهم شطارة، ويصبح هذا النوع من الموظفين مثل لوحة «لسانية» إعلانية عليها أسهم في كل جهة، هم لم يستطيعوا تذوق طعم العمل والاستمتاع به، بقدر ما يستطعمون التسكع والشلل، على رغم أن الأخيرة مثل فيلم مهترئ من كثرة إعادة تفاصيله المملة. روح اللامبالاة تلك هي الغالبة على هذه الفئة، فإذا كانت ظاهرة عند المواجهة الشخصية، يمكن لك التنبؤ بما يحدث في وظيفة متحصنة خلف هاتف أو موقع إلكتروني.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
لااعتقد انه 92%من سكان الرياض بل – حسب اخر احصائياتي الخاصه والتي مقدار الصدق فيها عالي جدا مثل احصائيات البطاله-95% من سكان المملكه يجهلون اهدافهم واقل مثال على ذلك دخول السوبر ماركت لشراء خبز بريالين والخروج بعربيه تسوق ممتلئه على بكرة ابيها.
كاتبنا العزيز انا من اشد المعجبين بمقالاتك لدرجة اني مشترك في جريدة الحياة فقط لقراءة مقالك ومقال جهاد الخازن -جارك في الجهة الشمالية الشرقية من الجريده ويفصل بينكم شارع60واللي للاسف غالبا مايتقفل بسبب الحفريات …قصدي..الاعلان
ودمتم ملهم لنا وفي حفظ الله.
عبداللطيف -المدينة المنوره
مساء الخير
هذا صحيح حنا مالنا هدف . حنا عايشين على البركة نصحي نفطر نروح دوام نقرا جرايد نصلي الظهر نشتغل شوي ونسولف كثير نوقع خروج نمسك طريق البيت ناكل كبسة ولبن لين تكتم انفاسنا وونام الى المغرب ونقوم نشرب شاهي وقهوة وشوي حش وشوي دش ثمن نصلي العشاء وندور عشاء ثمن سهرة واستراحة والا هجولة على قولتهم بالشوارع لين اول الفجر ثمن نرجع زي اول يوم نعيد الكره . وش هدفنا بالحياة ولا شي
تدرون لية لاننا اهتمينا بالشكل والشكليات والمظاهر ونسينا الجوهر والمضمون لذلك تشوف الشخص كشخة ورزة واخر روسامة ونظافة لكن لو تتناقش معه بموضوع تلقاه فارغ وجاهل ولا يملك اي ادبيات للحوار وربما يشتم ويسب ويمد يدة
اعتقد ان هالبلد وشعبها ربي رحمهم بالاسلام اولا وثانيا بثروة النفط ولولا فضل الله والنفط كان حنا الان اردى من بنقلادش ولا احد يستقدمنا لو عمال لان فينا غطرسة وعنصرية وغرور وصفاقة وعبوس وجهل زايد عن حده
انا لما افكر في حال الاجيال القادمة بعد مانروح حنا بعد خمسين مية سنة كيف بيكون حالهم بدون نفط وثروة تخلي الناس والعالم تحترمهم لو بالغش عشان ثروتهم اكيد بيكون حالهم مزري
صدقت يا استاذي
انا استغرب من الاستبيانات التي تجرى على عدد قليل و تعمم على جميع السكان
كيف جت يابو أحمد النتيجة 99%من 300=297 رجال و 3 نساء أو انا ما فهمت 0
ولو ان نتيجة الاستبيان صحيحة اننا شغب نجهل اهدافنا في كل شيء فنحن ندرس ونتعلم من الابتدائي حتى نتخرج من الثانوي ونحن لاندري اين نتجة واي كلية او معهد نتقدم له …..والسبب في اعتقادي لا يعود لنا نحن المواطنين بل الى نظامنا التعليمي ؛ فنحن مسيرين لا مخيرين ..فانا اريد وانت تريد وجامعاتنا تقبل ما تريد …ماذا تقول لطالب نسبته 98% وتقدم لكلية الطب او الهندسة ولم يقبل بينما زميله الذي نسبته 80% قد تم قبوله ….ان هذا التصرف هو ما جعلنا نصاب بالاحباط والتنازل عن اهدافنا وطموحاتنا التي نعرفها و نعرف استحالة تحقيقها الا اذا تحققت المعجزة وهي ” الواسطة ” ….هذا الطالب الذي تم زحلقته سوف يهيم على وجهه وهو يردد ” والله مادري وين يرمي بي الفال ” للبحث عن عمل ” اكل عيش ” بغض النظر عن كونه يتناسب مع إمكانيته وقدراته فهو يعمل بلا نفس ….ومن هنا تاتي الزحلقة والتصريف 0
اما هذة التصرفات من بعض الموظفين الذين لهم تعامل مباشر مع الجمهور – من تصريف وتطفيش – هو اقتناع الموظف ان راتبه ماشي ماشي فلماذا يتعب نفسه النتيجة واحدة ؛ ينهي معاملة واحدة او عشر ما تفرق …..لكن لو وضع حافزاً للموظفين بحيث يطالب الموظف بحد ادنى من المعاملات وما زاد عن ذلك يعطى عليه مكافأة… سوف نجد الموظفين يتسابقون على خدمة المواطن ….انظر الى الاطباء كيف يتنافسون على اجراء العمليات الجراحية حتى لو كان الامر لا يتطلب عملية جراحية كعمليات الولادة القيصرية…..وانظر الى موظفي الاتصالات قبل وبعد الخصخصة 0
كثير من الموظفين يقول ان اشتغل على قدر راتبي ناسياً اومتناسياً خوف الله والكسب الحلال…………..وترى الزحلقة والتصريف يمارسها الكبار ويقتبسها الصغار