«عساها بحملها تثور»

يمكــن لي أن اهلـــل وأصفـــق لأي تحـــرك وقــــرار يستجـيب للمتغيرات ويتوقع من نتائجه الوفــاء بالحاجات، يمكنني ذلك، فالأحرف هي الأحرف وإن اختلفت الكلمات، بل إن ذلك يعتبر اسلم.
أستند إلى الأمثال ففيها عبر وخزن لتراكم تجربــــة، والعنـــوان «عساها بحملها تثور» مثل شعبي يشير بشفافية إلى حدود القدرات والإمكانات، وفي بـــاطن معنى المثل اعتذار من قائله عن طلب يفوق حجم القدرة، والمثل بدر إلى ذهني عندما قرأت أن وفداً من وزارتي الزراعة والتجارة سيذهب أو ذهب إلى السودان للبحث في الاستثمار الزراعي هناك حيث الأراضي الخصبة، وليس في ذلك تقليل من قيمة جهة ما.
لكن الأزمات التي مررنا بها ولم تفلح في إدارتها جهود أجهزة رسمية لا تشير إلى بوادر نجاح في قضية مثل الاستثمار الزراعي، إذاً من الأولى التفكير في جدوى إيكال هذا الأمر الحيوي إليها، خلال تلك الأزمات تعذرت هذه الأجهزة بنقص في الإمكانات والموظفين، وظهر منها أنها لا تخطط، وإذا أعلنت عن خطط لا تنفذها، لذلك قلت «عساها بحملها تثور»، لعل صراحتي هذه لا «تزعل» احداً، لأن ما يهمني في الأساس هو ترجمة فعلية لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله تعالى، لإنجاح استراتيجية الأمن الغذائي، خصوصاً مع التقارير المتواترة عن استمرار ارتفاع أسعار الغذاء وربما شح فيه أيضاً.
اعتقد أن لدى كل من الزراعة والتجارة من المهام والواجبات ما يفيض عن قدراتها وإمكاناتها، يضاف إلى ذلك أن هناك تجارب أعلن فشلها في الاستثمار الحكومي بين الدول العربية منذ زمن بعيد، ومشاريع توقفت او تجمدت، ولا اقصد أن ارض السودان لا تصلح، بل إن الصيغة الحكومية المرتبطة بإجراءات بيروقراطية معقدة، وتفكير معين، هي التي لا تصلح، وقد كتب بعض الإخوة المختصين في أساليب أخرى للاستثمار يمكن أن تحقق الأهداف بصورة أسرع وأعلى كفاءة.
والاقتــــراح أن نفتح منافذ وصيغاً جديدة، وقنوات منظمة حديثة، أسرع في اتخاذ القرار والحصــــــول على المعلومة والاحتـــــراف في المفاوضات واقتناص الفرص، فإذا كنا نشكو من تراجع خدمات تقوم بها أجهزة حكومية أعلنت عن نقـــص يعتريهـــا، فكيف نقوم بإشغالها بقضايا جديدة عليها ولا خبرة لها فيها؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «عساها بحملها تثور»

  1. يوسف الغانم كتب:

    لماذا لا يكون الاستثمار في مصر فهي بلد مستقر وآمن وشعبه شعب مكافح وشغيل 0
    ملذا عن الشركة العربيةللانتاج او هكذا اسمها والي لها فروع في بعض الدول العربية مثل السعودية والسودان وسوريا اين دورها في الامن الغذائي!!!!!!

  2. احمد الفيفي كتب:

    كلامك في محله خاصة فيما يتعلق بالاستثمارت الخارجية. كنت اتمنى لو انك نبهت الى ان بعض المناطق الداخلية ( مثل جازان ونجران ) بها اراضي زراعية كبيرة يمكن ان تفي بالكثير من احتياجات المواطن الغذائية.

    هذه المساحات الكبيرة من الاراضي الزراعية يمكن الاستفادة منها باستصلاحها لاسيما لوفرة السدود فيها.

  3. ابو اسامة كتب:

    يقال أن المحن منح من الله لعبادة جهلها من جهلها وهم كثر وعلمها من علمها وهم قلة قليلة

    جدا الاوهم العلماء هم وحدهم يعلمون ان في ذلك خير للعباد.

    استاذي الكريم الاترى أن الشعب صار متلاحما بعض الشئ؟؟
    الاترى غياب المجاملات والتي كانت تسود جميع الاماكن بلااستثناء؟؟
    الاترى أن الشعب صحى من سباتة وبدى يعرف قيمة الريال والنصف ريال التي كانت ترمى لاصحاب المحلات التجارية (لالالامايحتاج خلها عندك تدي هات علك بنص )؟؟؟
    ماعاد نسمع الكلام هذا في البقالات.

    ناهيك عن صالات الافرح والليالي الملاح (صديق ودهذي كبي زبالة)؟؟؟؟

    والله أن هناك خير كثير قادم بأذن الله ….

    صبرا آل ياسر فأن موعدكم الجنة …
    ارجو التمعن في المقولة السابقة جيدا..
    وعذرا على الاطالة.

التعليقات مغلقة.