مؤشر «القطاوة»

يمكن لك معرفة النمط الاستهلاكي لأهل الحي وبالتالي سكان المدينة من عدد «القطاوة»، أي القطط المنتشرة حولهم وأحجامها وكذلك سلوكياتها. إذا كانت القطط كثيرة العدد سمينة كسولة مسترخية، «تتسدح» على سطوح السيارات ليلاً بحثاً عن «البراد»، فلا تنظر إلى كل فأر أو عصفور إلا على انه من فاكهتها الاستوائية أو «سناك» بين الوجبات، فهو مؤشر على أنها تعيش بحالة «متينة» من الأمن الغذائي، وإذا كانت لا تكثر النبش في حاويات القمامة ولا ترى بينها عراكاً حول البراميل فهو دليل دامغ على الاطمئنان وحالة من الشبع حد التخمة.
اقصد قطط الشوارع لا بعض قطط المنازل الناعسة، المترفة، التي تــحصل عــلى مستويات عناية ومــعيشة قــد لا يحظى بــها بعض أبناء آدم… ربما في المنزل نفسه.
وبالنظر إلى هذا المؤشر في بعض أحيائنا لا يستنتج المراقب أننا استفدنا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالترشيد وحسن التدبير الاستهلاكي.
ومنذ سنوات قامت جمعيات خيرية في السعودية بمشروع عظيم ورائع وهو الاستفادة مما يتبقى من الولائم، وهي تعلن بين فترة وأخرى عن مواقعها وأرقام هواتفها، خصوصاً في الأعياد وأوقات المناسبات، هذا عمل جليل يستحق الدعم والإشادة واستمرار التطوير، أيضاً يمكن الاستفادة منه كمصدر معلوماتي للتوعية الاستهلاكية، مثلاً لو أن جمعية من الجمعيات أعاشت كذا فرد أو أسرة مما يفيض من الولائم لربما استيقظ البعض من غفلتهم ومن عادات ما انزل الله تعالى بها من سلطان.
وفي فصوص المخيخ السعودي فص استهلاكي يعاني من متلازمة سد العيون أساساً لا البطون، على رغم القول الشائع: «كل واحد شبعان في بيته… القصد المشاهد» أي القصد من الولائم اللقاء، ومصطلح «الحط» أي تقديم الوليمة وأصنافها «وش حطو»، وكلام الناس الموجع وحتى لا يقولون ويتندرون، «خلص أكلهم». وفي المخيخ نفسه أيضاً قناعة بأن الوليمة لا تكون وليمة إلا برز ولحم… كثير. والخروف هو علامة الجودة والمطابقة للوليمة، ومثلما قام بعض الأعيان بتحديد المهور تخفيفاً على الشباب والشابات أتمنى أن نرى قريباً منهم مبادرات لترشيد الاستهلاك، خصوصاً في الولائم، فهم قدوة لمن حولهم، وبمبادرات منهم ينتفي العيب، وهي ســنة حــميدة لــو تم القيام بها.
أما الجانب الآخر فهو المطاعم الشعبية الكثيرة العدد، إذ ما زالت تتعامل مع الغذاء بنفس استهلاكي ممقوت، وحجتها انه مدفوع ثمنه، ولو خفضت الكميات مع خفض السعر لربما كان الوضع أفضل، وبالمقياس العادي لا الاستثنائي درجت هذه المطاعم على تقديم حصة للشخص تكفي أكثر من ثلاثة أشخاص، وهو يدفع الثمن كاملاً والبقية للقمامة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على مؤشر «القطاوة»

  1. فيصل الفهيـــــــــد كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الفاضل عبد العزيز .
    الغلاء وباء تعايشه الشعب السعودي المغلوب علي أمره بأسباب ناس ضعفاء نفوس وكلت لهم زمام الأمور وليسوا بأهل له .
    اللهم رخص الحديد ـ اللهم رخص الحديد ـ اللهم رخص الحديد .

  2. 1- بالنسبه للقطاوه اتذكر شخص كان يبدا بالقطوه اللي ببيته ويغذيها عن عياله عشان لو احد شافها قال ماشاءالله هذول عيال نعمه مهتمين حتى بقطوتهم
    2 – الجمعيات الخيريه صديقه لي اخبرتني ان اهلها من ذوي الدخل المحدود والجمعيات ما تقصر معهم لكن ما تحضر لهم الا من ارخص الاشياء واقلها جوده يعني ما يستفيدو من شي مثل حليب اعطوهم لكن محد استخدمه لانه طعمه وريحته جدا سيئه
    3- بالنسبه للغلاء ما يبيلها حكي تزيد الرواتب ويزيد الغلا في كل شي يعني محد يستفيد من زياده الرواتب نفسها هيا هيا
    4- بزيد شغله قريتها بجريده الوطن عن الاسمنت قالو وصل بـ 17 ريال فقط لكن سمعت ان احد اقربائي شراه بـ 27 للكيس الواحد ..!

    السؤال هنا
    من المسؤل عن نقل الخبر الكاذب …!

  3. ابواسامه كتب:

    لا أظنه يخفى علينا فضل الصدقة ومساعدة المحتاجين والوقوف على الأرامل مع هذا كله ننسى ونتناسى لماذا الغفلة التي خيّمت على كثير من الناس وأعمت أبصارهم كم ننفق اليوم في الكماليات والأمور التجميلية من الأموال الطائلة وتغفل عن الصدقة بالقليل مع أن الله تعالى يتقبلها ويربيها كم نغفل عن إطعام المساكين وتفقد الأيتام كــم وكــم وكــم اقرأوا معي هذا الموضوع لتدركوا كم نحن غافلون عائلات سعودية تعيش تحت خط الفقر عائلة تحيا في الصحراء هربا من إيجار البيت وتكاليف المعيشة المدنية وأخرى تقطن بين جدران متداعية وفي أماكن تفتقر إلى معالم الحضارة وتشاركهم فيها الكلاب الجوع ينهك هذه الأسر، والفقر يسلبهم صحتهم، ويذهب بأبصارهم ويرميهم في بؤرة المرض والفاقة يعيشون على الكفاف ويأكلون كسر الخبز عجز وفقر ومرض وتشرد.. هنا.. في بلاد الحرمين الشريفين المباركة يوجد مثل هذه الصور التي تدمي قلب كل مسلم على وجه الأرض؟ تقول ساره قمت بجولة مع احدى اخواتنا من فاعلات الخير حيث تتولى توزيع الصدقات بجهود فردية في أحد أحياء الرياض المنسية وهو حي الصالحية ويا هول ما رأيت مررنا ع! لى بيوت عفواً هل قلت بيوت؟ انها أشبه بالمقابر.. أو بيوت مهجورة غير صالحة للسكن الآدمي تعبث فيها الحشرات والصراصير والجرذان يعيش فيها إخوة لنا في الدين والوطن عيشة كفاف لا يجدون قوت يومهم إلا بشق الأنفس وجلهم أيتام أو أرامل أو عائلة زوج مريض من للأرملة المسكينة التي مات عنها زوجها وخلف لها الأبناء ومع كل واحد منهم هم يثقل كاهلها بل هموم كالجبال من أين تدبر هذه الضعيفة إيجار بيتها وفواتيره ومصاريف الغذاء والملبس، والعلاج وغيرها سنورد بعض المشاهد لعلها تحيي القلوب الغافلة التي تنقلب في النعيم وتظن أن لديها هموما أرملتان فقيرتان تعيشان في بيوت آيلة للسقوط.. عندما انهالت الأمطار في احدى السنوات على الرياض لم تجدا حلاً سوى اللجوء الى المسجد! مع أبنائهما حتى لا ينهار على كل واحدة منهما سقف بيتها وفي يوم ممطر كعادتهما خرجتا مع أبنائهما الى المسجد عادت إحداهما للبيت لتحضر بعض الأغراض الضرورية التي خافت عليها وعندما دخلت بيتها أغلقت عليها الرياح الباب لينهار المنزل عليها ويدفنها حية أمام عيون أبنائها فضمت جارتها أبناءها الستة مع أبنائها برغم ضيق حالها هي الأخرى احدى الأرامل لديها أربع بنات دفعتها الحاجة إلى أن تعمل (صبابة قهوة) المشكلة أن عملها في المناسبات والأفراح التي تقام ليلاً وتخشى على بناتها من الفساد والانحراف احدى الفتيات نشرت قصتها في صيد الفوائد تقول تطلقت أمي من أبي قبل عدة سنوات وبعد ذلك تم الطلاق وانتقلنا مع أمي لمنزل شعبي صغير يفتقد حتى للمكيفات والسخانات، وكانت أمي المسكينة تجتهد وتتعب وكل ما تحصله يذهب لإيجار المنزل، وذات مرة تأخرت في تسديد الإيجار فغضب صاحب المنزل ودخل المنزل وبدأ في إخراج أغراض المطبخ، والأثاث ورميه في الشارع ونحن نبكي وأمي تتوسل إليه وهو موقف لن أنساه ! حتى رآنا أحد الجيران جزاه الله خيراً، وتدخل وسدد عنا الإيجار ثم أصبحنا نأخذ مساعدات بسيطة من إحدى الجمعيات مع بعض الصدقات التي تأتينا أحياناً من أهل الخير وارود لكم قصه حصلت من قريب يقول ذهبت لأحد الأحياء الفقيره بالرياض ودخلت احد البيوت ولا هو بيت بمعنى بيت مثل ما تعرفون جدران متهالكه تكاد تسقط على من فيه واذا بأمرأه عجوز بالكاد تتحرك وحولها ايتام لا حول لهم ولا قوة يقول اعطيتها ماقسم الله ويقسم بالله انها تطيح عند رجله تصيح وتبكي يقول والله اني اذا ركبت السياره اجلس ابكي مثل الطفل من حالتهم ولكن كما قال ان اغلب تلك المساكين وخاصة العجزه او المعاقين مايفرحون بالفلوس كثر فرحتهم بالمواد الغذائيه تدرون ليش لأنهم بمناطق معزوله نائيه ماحولهم بقالات مثل ماتعرفون ولا عندهم سيارات وش بيسوون بالفلوس بمثل هالحالة لا حول ولا قوة الا بالله وغيرها من المشاهد كثير مما يدمي القلب ونح! ن عنهم غافلون أو متغافلون أين نحن من هؤلاء كيف يطيب لنا العيش وبيننا اخوان يعيشون مثل هذه الحال أين وصية رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم أن نكون كالجسد الواحد لو أن كل عشر عائلات تكفلت بأسرة فقيرة واحدة وتفقدت أحوالها لما بقي لدينا محتاج إن هؤلاء الاخوة اجتمعت عليهم مصائب الفقر والجهل والمرض أحياناً فمن لهم بعد الله سوانا أخشى أن يسألنا عنهم فماذا أعددنا يا صاحب الأموال ساهم مع الله تربح الأجر والطمأنينة إن ما تقدمونه من مال لمساعدتهم فهو مال الله استخلفكم فيه وتقدمونه لأنفسكم أولاً فأنتم بحاجة لأجر مساعدتهم أكثر من حاجتهم لكم لن يرضى الله عنا إن نمنا في بيوتنا شبعانين آمنين وبين ظهرانينا أخوان لنا يعانون الجوع والمرض والضياع والتشرد والخوف هل بلغت؟ اللهم فاشهد بعد قراءة الموضوع قف للحظات مع حياتنا اليوميه البيوت مليانه وتكتظ بالأثاث والملابس والأاواني المنزليه ومخازن فوق السطح للفائض وووووووووووو صفحات لا تكاد تكفي للشرح لماذا لا يكون لهؤلاء المساكين نصيب من هالخير اللى انت ليس بحاجته اجمعوا مالا تحتاجونه من ملابس وبطانيات واحذيه اكرمكم الله وووووو ومروالكم بقاله خذوا منها مواد غذائيه بسيطه وضروريه وحلويات للأطفال وشوفوا فرحتهم فيكم وغير كذا اللى يشكو من قسوة القلب بيشعر شعور غريب اذا جربتوه راح تعرفون قصدي وهذا ليس بغريب لأن رسول ألأمه محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كان من دعاؤه (((اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحُب المساكين )) دعوه اتمنى ان تجد القبول لديكم

  4. صرخة مواطن..!! كتب:

    (((اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحُب المساكين ))

    جزاك الله خير يالغالي..

    وشكراً يا أستاذ عبدالعزيز..

  5. وصية رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم أن نكون كالجسد الواحد لو أن كل عشر عائلات تكفلت بأسرة فقيرة واحدة وتفقدت أحوالها لما بقي لدينا محتاج ..

    اخي ابو اسامه
    احاديث الرسول لم تعد تطبق في ذا الزمن ..
    لم نعد نشعر بمراره الفقير ونشعر بالغير
    أين وصايه الروسل عن سابع جار
    لم نعد نسأل عن اهالينا عاد عن جيراننا
    (((اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحُب المساكين ))
    اللهم امين

  6. استاذي إن الغلا الحاصل الآن قد حل علينا وما زال يطبق على انفاسنا من إسرافنا في أمور حياتنا سواء المأكل او المشرب او حتى تعاملنا مع بعضنا …. ما اقول الا الله المستعان

التعليقات مغلقة.