أبشروا فضائية جديدة

بعد أيام ستبدأ البث فضائية جديدة باللغة العربية لكنها هذه المرة من إسرائيل، وهي مخصصة لشرح “وجهة النظر” الإسرائيلية للعالم العربي، وستعمل تحت إشراف الحكومة الإسرائيلية وهو إشراف لا أشك أنكم تتفقون معي على اختلافه عن إشراف الحكومات العربية وكذلك إشراف رجال الأعمال الفضائيين العرب.
وقبل هذه القناة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن قناة تشرح وجهة نظرها لشعوب المنطقة باللغة العربية أيضا وزادت من ساعات بث إذاعتها الموجهة ومعه زاد الدعم، والسي ان ان عربت موقعها الإخباري، هذا التوجه قد يشير للوهلة الأولى إلى هزيمة فضائية منكرة تعرضت لها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بالضربة الفضائية القاضية، خلال الاجتياح الإسرائيلي لأراضي السلطة الفسطينية، والبث الجديد يحاول استعادة شيء ما والوصول إلى العقول ومن ثم.. القلوب وليس ذلك ببعيد، وسوف نشاهد ونستمع إلى أسماء عربية وقد تكون معروفة تردح في هذه القنوات الإعلامية الجديدة تحت يافطة كبيرة تستند إلى مبدأ غير موجود إلا في دهاليز المنظرين، اسمه الاحتراف الإعلامي واستقلالية الرأي وفتح المجال للرأي الآخر، وللفضائيات العبرية فضل السبق في فتح الحوار ومعرفة الرأي الآخر فقد قامت أكثر من واحدة بإجراء حوارات مع وزراء ورؤساء وزارات اسرائيلية، بل إنه وأثناء القمة العربيةومذابح جنين أعلنت إحداهن عن لقاء مع شارون نفسه وكأنها تريد ان تجمعه بالقمة العربية فضائيا، ولكن التيار العاطفي والجارف أوقف ذلك الفعل.
لكن الملاحظ أن فتح المجال للرأي الآخر يأتي من طرف واحد علينا نحن فقط فلا فضائيات عربية المصدر عبرية اللغة تستحق التنويه موجهة للرأي العام في الدولة العدو رغم أن كثيرا من الدول العربية المعنية أصبحت من الناخبين في اسرائيل وتحرص على رأيها العام، فقد تطورنا من ناخبين في واشنطن إلى تل ابيب.
إسرائيل استطاعت بدعم لا مسبوق من الغرب وبإيمان قادتها بما يعتقدون، وهذه حقيقة تؤكدها النتائج، استطاعت أن تفرق بين الدول العربية وحصلت على أكثر مما تطمح إليه باتفاقيات ثنائية كل دولة على حدة، استطاعت أيضا أن تحول بعض الدول العربية إلى وسطاء مثلهم مثل الأمم المتحدة لا فرق، هذه القدرة ماذا يمكن أن تفعل إعلاميا بالشعوب العربية؟ سؤال كبير تصعب الإجابة عليه.
الفضائيات العربية أثبتت تجاريتها المبالغ فيها، وعندما تفاعلت مع أحداث جنين رمت الكرة في وجه المشاهد العربي، ولم يتوان بعض منها على الاحتفاء بالاحتقانات التي كان لها دور مشهود في صنعها، وأصبحنا نسمع أناشيد السلاح الحماسية برفقة الإعلانات، استثمرت اسرائيل ذلك كعادتها، القضية أو الهدف لمعظم الفضائيات العربية هو تجاري، لكن مبدأ الاحتراف الإعلامي الذي يتشدق به البعض لم نر له ذكراً عندما امتنع الإعلام الأمريكي المحترف عن نقل صورة ما يحدث بتوازن لرأيه العام.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.