«كثِّر من المجّاني»

القارئ أبوبكر الصديق محمد أوضح في رسالة كيف استفاد من الرقية الشرعية المجانية، داعماً مطالبتي بتنظيمها.
وأخيراً أثارت «الحياة» قضية معالج بالرقية يملك قناة فضائية، قال إنه قادم للسعودية للعلاج المجاني «كثر من المجاني».
والرقية الشرعية لها جذور عميقة عمق عقيدة الكتاب والسنة، والخلاف في سلبيات كثيرة صاحبتها نتيجة الجهل وعدم التنظيم والتوعية. استغلت الرقية من جامعي أموال، وراغبي حضور اجتماعي وغيرهم. وتفرعت عنها خلطات أعشاب وعسل تباع بألوف الريالات. تلك السلبيات لا تمس الرقية الشرعية أو تطعن في قيمتها. السلبيات هي علامة سوداء في جبين من اقترفها لا غير.
وقبل أن ينشئ «الدكتور» الذي أشارت إليه «الحياة» وعلقت عليه «الصحة»… قناة فضائية، كنت – إلى حد ما – متعاطفاً معه، لعلمي بصعوبات واجهها الرقاة، بين عدم اكتراث وشكوك، وكثرة مندسين، إضافة إلى أن بعض الأطباء لهم نظرة معينة تجاه الرقاة، ناتجة ربما، من «حساسية السوق» أو سوء فهم متبادل.
وعندما ظهرت قناة ذلك المعالج الفضائية توقف التعاطف. وجدت تمجيداً للذات لا يمكن تخيله، ولا يرضى إنسان ناضج بأن يقال عنه فكيف يقوله عن نفسه، خصوصاً ونحن نتحدث عن أمورلا يمكن قياسها بالعقل المجرد ولا بالمعامل. ثم اندهشت من كثرة الجوائز والشهادات التي يعلن عن حصوله عليها، لأن الذي يتعامل، عن علم، مع القرآن الكريم والسنة المطهرة يعلم العلم اليقين مدى ضآلته وأنه اقل في الحجم والقدرة من نقطة في محيطات الأرض، ولب ما يتعلمه هو التواضع. فإذا قدّم نفسه على انه عالم وفاهم ودكتور يصبح «السلوك» أي نفخ الذات بكل الغازات… أكثر إدهاشاً ومثاراً للتندر، وإن انطلى على بعض المساكين ممن هم في حاجة إلى العلاج، مثل غريق يتعلق بقطعة خشب طافية.
قبل إعادة ذكر المطلوب إشارة إلى خطر قائم، وهو أن هناك من يدعي الرقية كواجهة لأعمال الشعوذة، يذهب الرجل أو المرأة، مطمئنين، إلى من يشاع عنه العلاج بالقرآن الكريم، ثم بعد لحظات ومنعطفات تظهر الديوك والتيوس وأكباد الجواميس، أو تتحول لخطاف يمسك بتلابيب المريض ليدخله دائرة عملاء خلطات علاج كل الأمراض في علبة واحدة. ومن الخلطات ما كشفته «الصحة» أخيراً عن معالج ادعى انه اكتشف علاجاً للسكري، وتبين انه يشتري أدوية المرض ويعيد خلطها لبيعها بأسعار مضاعفة.
والحل للرقية هو بالتقنين والبحث والتطوير. لو كنت من وزارة الصحة لتفاهمت مع الشؤون الإسلامية غير المهتمة حالياً بهذا «الفكر»، واخترت ثقاتاً من حفظة القرآن الكريم ممن ثبتت فيهم استقامة وموهبة الرقية ووظفت في كل مستشفى واحداً، وأقنعت وزارتي الخدمة المدنية والمالية باستحداث وظيفة «معالج بالرقية»… الوزارة التي ترفض أو تتمنع يمكن جمع عدد من الرقاة للقراءة على مبناها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «كثِّر من المجّاني»

  1. فضل الشمري كتب:

    مرحبا ابوسعود , أنا أعجب أشد العجب من هؤلاء الذين يمتهنون مثل هذه المهن وينجحون في أعمالهم رغم التعتيم ألاعلامي ورغم السرية الشديده التي تكتنف بعض ممارساتهم وخاصة فيما يتعلق بالتيوس اليتيمه والديوك العزباء والثعابين البريه الى أخر هذه القصص العجيبه !!! الكثير منهم ينجح ويجمع من ألاموال ماشاء الى أن يقيض له ما يكشفه كدجال وكمحتال والاغرب أن من يكتشفه عادة يكون من نفس النقابه , وغالبا ما يكون الكاشف زميل مهنة قد تغلب على أستاذه وقام ببيع فوق بيع صاحبه !!! تذكرت قصة حقيقيه جرت أحداثها في أحد قرى منطقه حائل , حيث يقول قائلها وهو من أهل الرياض أنه ذكر له وجود رجل في تلك القريه يقوم بعلاج النفس وفك السحر وما الى ذلك من ألامور , وعند زيارة الشيخ في تلك الليله قام بالدخول الى غرفة الكشف هو ومرافقته المريضه وقام الشيخ بقراءة بعض الطلاسم السحريه وعمل بعض الملصقات الحجابيه التي تحجب وتبعد الشيطان عن تلك السيده المسكونه وقام بأعطائها بعض الزيت والماء المبصوق فيه , وفجأة وأذ بالشيخ ينظر الى المرافق بنظرة خاصة ويقول له : أنت بعد وجهك ماهو عاجبن , والظاهر أنك مانت خلي !!! يقول أخينا أنني أردت أن أرفض هذا العرض المبتذل والرخيص ولكنني ترددت حيث ان المراءة تسمع وترى ماحدث ولم أشاء ان أحبطها وهي الموقنة بهذا الدجال !!! فقلت لابأس ياشيخ وماهي قراءتك لحالتي فقال الشيخ خذ هذا الخاتم وضعه في أصبعك وسوف تبدي لك ألايام ماكنت تعاني منه من الاعداد الهائلة التي تقف على أكتافك من الجن والشياطين دون أن تدري !!! هكذا ببساطه يتم النجاح تلو النجاح دون أدنى تعب أو جهد أو تحصيل علمي , والان بداء عصر جديد يتم فيه استخدام التقنيه ورسائل الجوال كما نرى في بعض القنوات حيث يقال للمشاهد , أرفع يدك أو أرفع رجلك ثم تجد الجواب عن مستقبلك وحظك في الدنيا هكذا بكل بساطه , تحياتي للأخ الفاضل ابوسعود ولجميع قراء وزائري هذا الموقع الراقي , والسلام …!!!

  2. أستاذي مع الإنفتاح الحاصل الآن والثورة المعلوماتية وزوال التعتيم الذي كان يلف الأمور الدينية مازال الناس في دائرة الجهل وتصديق اننا لايمكن ان نشفى الا عن طريق هؤلاء الدجالين الله يعزكم تفله مجانية جماعية والثانية بمبلغ وقدره هذا غير الزيت وغيره وغيره ..
    إن الله لم يجعل بيننا وبينه وسيط لكي نتعالج عن طريقه ان الباب مفتوح لكل من اراد ان يطلب من الله العون والحرز والشفاء لابد ان يكون هناك توعية لأهمية الحرص على الورد اليومي وحتى لانقع فريسة سهلة لمثل تلك الشعارات البراقه والعبارت الزائفة والتى ينخدع به السليم قبل المريض .

  3. فيصل الفهيـــــــــد كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    أخي العزيز أبو أحمد
    الرقية كما تفضلت يجب أن تكون من أناس ثقات يخافون الله عز وجل .
    و الواجب أن يكون هناك لجان رقابة يتم من خلالها متابعة ما يقومون به من عمل .
    كي يتم من خلال ذلك محاربة أي أمر مخل للشريعة .
    و المريض النفسي وما يواجهه من مشاكل لا يفكر من خلالها ما يقوم به من عمل سواء كان رقية أو أعمال شعوذه .
    أما موضوع إيجاد معالج بالرقية فهذا يأخي أمر أخالفك فيه لأن سيكون هناك مناطق تتضرر من جراء ذلك بحكم موقعها .
    لأن المستشفيات وما يصرف عليها من ملايين تجد من خلال القائمين عليها قصور في جميع الكوادر ونقص في العلاج .
    وعدم تكمله لمشاريع إنشاء المستشفيات الحكومية في وقتها المحدد .
    أما الشؤون الإسلامية فاليتها تصلح حالة مدراء الفروع والإدارات والمكاتب التابعة لها .

التعليقات مغلقة.