الضرب بيد من «طحين»

ميزة الحديد انه لا يمكن استخدامه علفاً للحيوانات، لو كانت هناك فرصة حيوانية لأكله لظهر من يجعلها سبب الشح وارتفاع الأسعار، لكنه الحديد الذي قال فيه سائق المسافات الطويلة «ارسي يا حديد»، انه لا يؤكل ولا يشم… أيضاً ما حصل للحديد مماثل في كثير من منعطفاته لما حدث في الدقيق، هنا الزراعة وهناك التجارة، وقد كُلفتا بحمل الاستثمار الخارجي الثقيل، حتى إن الإشاعات بدأت تروج عن اذونات ودعم وقروض لمن يستثمر زراعياً بالخارج، وللإشاعات تجار، «والترخيص عندي وانا ابو هندي»، والواجب اطفاؤها في مهدها.
تجفيف المعروض من الحديد بتخزينه انتظاراً لأسعار أعلى هو بعض ما حصل في الدقيق، كما قالت الصوامع، على رغم أن غرفة جدة أصدرت أخيراً بياناً أشارت فيه إلى انتهاء أزمة الدقيق، وفي المضمون تحميل المسؤولية على إنتاج الصوامع… وصمتت الأخيرة. وصمتها مماثل للضرب بيد من «حديد»، الذي راج انه سيطبق على من خزن الدقيق أو هربه أو رفض التجاوب و «طنش» نداءاتها، «طارت الطيور بأرزاقها» من أكياس الدقيق و «السرا» على الحديد.
لماذا هذا الارتباك الجمركي التجاري؟ ضوابط وليس منعاً لتصدير الحديد والاسمنت… لا تكشف تفاصيلها، كأنه إجراء فيه حياء! هل هو «بعبع» اتفاق التجارة العالمية؟ لك أن تسأل المختصين… في الاتفاق مساحات رحبة للتحرك حرصاً على المصلحة الداخلية.
وجولات متأخرة لمخازن تجار الحديد تكشف عن كميات ضخمة مخزنة. في صحيفة «عكاظ» يوم الخميس، ذكر أن التجارة باعت «كذا باعت»، في مدينة الرياض… مخزون ستة مستودعات حديد، لأن أصحابها امتنعوا عن البيع، ولم اصدق! فلم يذكر اسم لمسؤول ولا ظهرت صورة فرحان بسيخ. وفي صحيفة «الرياض» ذكر يوم الأحد، عن جولة ميدانية كُشفت فيها مخازن للحديد تم إخفاؤها ولم يذكر شيء عن عرض للبيع، بل وعود بإحالة إلى لجان الغش… إلى أن يأتي الربيع.
رفض بعض التجار البيع بحجة عدم توافر الكميات، وهي تحت أرجلهم، تصرف تجاري… سارٍ يفترض انه ألف باء الرقابة في التجارة، لكن رد الفعل يأتي بطيئاً بعد تراكم الأضرار، تعطل الأعمال يعني كساداً وبطالة إضافية، وهي تجر مصائب أخرى اجتماعياً وامنياً، واراهن على طن حديد أننا لن نقرأ في «القريب العاجل» عن عقوبة طبقت على مجفف أو معطش للمعروض من الحديد، ولا في القريب غير العاجل، على رغم التصريح الرسمي الصحافي الذي وضع الكرة في ملعب لجان الغش… الزمن والتكيف الجبري لدينا هما العلاج المتوافر للكثير من الأزمات، من الدقيق إلى الحديد والتضخم وربط أو تغيير سعر الريال في مقابل الدولار، والدنيا فانية… والحساب يوم الحساب.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على الضرب بيد من «طحين»

  1. مواطن كتب:

    مساء الخير اخوي عبدالعزيز

    عندنا المسئولين أظن واعتقد يؤمنون بمقولة لا صار ازمة خل الناس تنفس وطلع لك كم تصريح جبر خواطر والدرعا خلها ترعي . لذلك زي ماقلت لن نرى عقوبات ولن نرى بيع بالقوة . أنا ما الوم التجار فرصه وجتهم لتعظيم أرباحهم بيقولون لا خصوصا أن مافية عقاب رادع من الحكومة . ولا عمري شفت وزارة فرضت عقوبة على احد مخالف الا على المواطن المسكين لكن الكبار والتجار واللي عروقهم بالماء ذنبهم غفور رحيم .

    حتى اللى كانو يتلاعبون بالدقيق ماشفنا عقوبات عليهم واذا كانت تمت المفروض تعلن بالصحف وبالاسماء عشان اللى ماسوى شي يخاف بدون كذا وبن رقابة صح وعقوبة صح بنطلع من ازمة وندخل في ازمة انا مدري لية التجار مدللين عندنا مع انهم مايقدمون للبلد شيء وياخذون أرباح خيالية بكل شي نفسي بيوم افتح جريدة واشوف التاجر الفلاني تبرع ببناء مركز صحي او مجمع تعليمي او جاب اجهزة لمستشفي او بني حديقة .يعني زي الراجحي الجريسي الجميح العيسي الزامل العمودي الشربتلي العليان العثيم صالح كامل وغيرهم كثير ماذا قدموا للبلد اللى ياكلون بقلاوة من خيره بتقول قدموا واعطو اقول اية ولكن قليل واغلبه من الزكاة يعني غصب عليهم وحتى لو قدموا كم يمثل من ثرواتهم ولا 0001 من الالف مما يملكون .

    انا اتوقع بعد ازمة الزر ثم الدقيق ثم الحديد والاسمنت أن ندخل في ازمات اخري وانا أرشح مع بدء الصيف ازمة في الكهرباء والماء بتشمل كل المملكة وازمة في السكر والزيت بالاضافة لشوية ازمات خفيفة موسمية زي رحلات جدة والقبول بالجامعات والكليات العسكرية … بس مدري لية احس ازمة الدقيق بترجع مع قرب دخول رمضان لذلك أوصيك اخوي عبدالعزيز واوصي الاخوة القراء باحفظ طحينك الابيض لسنبوستك لان عجين السنبوسة بينسب فوق هالسنة والله العالم

    ومع كل أزمة مفتعلة جديدة أقول أبتسم أنت بالسعودية

  2. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله . أبو أحمد
    رائع المقال اليوم الله يعطيك ألف عافية أستاذى الغالى حفظك الله
    ورعاك وأسعدك ..سلمت يمناك .
    مع خالص حبى و تقديرى / صلاح السعدى

  3. riyad كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله
    بارك الله بك و بقلمك
    الحساب يوم الحساب

    كثيرون نسوا هذا المعنى

    الى اللقاء في الحساب الثاني

  4. مكافح كتب:

    أنت قلتها بنفسك ” تاجر “..

    ومفهوم هذه الكلمة في السعودية أنه رجل فوق القانون وفوق كل شئ.. وبمعنى آخر لكي أقرب الصورة..

    له جسم برغوث وساقا بعوضة ووجه كوجه القرد بل هو أقبح
    تبرق عينيه إذا ما رأيته ويعبس في وجه الضجيع ويكلح
    إذا عاين الشيطان صورة وجهه تعوذ منه حين يمسي ويصبـح

    بيض الله وجك يا أستاذ عبدالعزيز..

  5. فيصل الفهيـــــــــد كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مساء الخير أبو أحمد
    الهدف من هذا العمل هو التضييق علي المواطن من جميع النواحي ,
    وقل الوازع الديني عند أغلب المسؤولين والتجار وحب المال والجشع .
    هو من أوصل الأمر الي هذا الحد .
    فلواجب علي والاة الأمر وضع حد لهذا الأمر .
    لأن المواطن مستهدف من قبل أعداء الدين ولن أقول أعداء المواطن .
    فاسؤال الذي يطرح نفسه إذا كان البنك العقاري لا يقرض المواطن الذي يسكن المدن الكبيرة مبلغ 350 ألف تقريباً وهو الحد الأعلي للقرض وبدفعات .
    ورواتب أغلب الموظفين لا تتجاوز 50000 ألاف ريال .
    هل الراتب للإيجار أم لمصروف البيت من أكل وشرب أم للكهرباء أم الجوال أم لسيارة أم حلاوة للأطفال أو يأخذ به قصد من بنوك الجشع كي يكمل به البيت .
    ما هي الفائدة التي جناها الشعب من شركات كبيرة بحجم سابك وغيرها مقابل ما تقدمه للمواطن من إختناق وعمليات موت سريع وأمراض نفسية بأسباب هذه الأسعار الفلكية .
    رغم ما يقال أن الدولة تقدم تسهيلات كبيرة لهذه الشركات .
    لماذا لا يتم محاسبة من يقوم بهذا الأمر كي يكون عبرة لغيرة .
    اللهم رخص الحديد اللهم رخص الحديد اللهم رخص الحديد

التعليقات مغلقة.