أي قلوب قاسية تلك، التي تمنع طفلاً من رؤية أحد والديه أو جدّه أو جدّته؟ قلت تمنع الطفل، لأن المنع هو المنع، حتى ولو منعت أحد الوالدين ومن في حكمهما من رؤية فلذة الكبد.
ليس غريباً أن تحدث خلافات في بيت الزوجية، هذا من طبائع الأمور. إذا تحولت العلاقة في بيت الزوجية إلى علاقة واجبات ومسؤوليات وتراكم طلبات، فتصبح رؤية كل طرف للآخر لا تذكّره إلا بالنواقص وأكوام من اللوم. وربما يكون أصل العلة خلاف بين الزوجة وأهل الزوج، وهو شائع، لكن الغريب والمستهجن أن تتحول الخلافات إلى عناد، يتضخم ليصبح أحقاداً، ويكون الضحايا أطفالاً أو كباراً لا حول لهم ولا قوة، بل لا علاقة مباشرة بمنشأ هذا الخلاف.
في الغالب، أصل الخلافات الزوجية، وما بعد الزوجية، أي بعد طلاق أو ترمل هو خلاف مالي، حقوق أو «ورثة» يرى بعض الأطراف أنها غمطت ومنعت عنه بفعل فاعل، يأتي بعدها في أولوية أسباب الخلافات، سوء المعاملة من أحد الطرفين، في الغالب يكون الرجل هو المتهم الأول فيها، لم؟ لأنه الطرف المهيمن، مع أن الهيمنة لها أبعاد وألوان.
كنت أظن في السابق أن مثل هذه القضايا مصدرها الجهل، الذي يصور الأمور في ذهنية الجاهل بحدود وأبعاد ضيقة، ليصبح مثل ذئب في قفص يدور حول نفسه، وكنت مثل كثيرين أرى أن أساس الجهل هو الأمية، وعلاج الأمية بالعلم وهو يأتي بالتعلم والأخير يأتي بالشهادة التي تصنف صاحبها في محيطه وعلى الأوراق الرسمية أنه غير جاهل، وثبت لي أن هذا غير صحيح دائماً، والإثبات تدعمه قصص من الواقع. نساء ورجال «على شهادة»، ولا أقول «على علم» يمارسون مثل تلك السلوكيات، على رغم أنها تنافي الفطرة السليمة والأعراف وقبلها الإيمان والإحسان. والفرق كبير بين أن تكون «على شهادة» أو «على علم»، لأن من أثار الأخير على صاحبه، فإنه يقمع «الأنا الضريرة» في نفسه الأمّارة بالحيازة على كل شيء، ويفتح له آفاقاً ونوافذ أخرى يرى منها الحياة بصورة مغايرة لما تعود، والعلم وشقيقته الثقافة يورثان التواضع، وهما لا يتعايشان وليس لهما استقرار مع الضغائن.
اعذروني، حار الأطباء في ما تشتكي منه سيدة مسنّة مسكينة، ظاهر صحتها طيب، وعلتها «باطنية»… صعبة عليها وعلى من يراعيها، ليصنّفوا شكواها «حال اكتئاب»، السبب أنها مُنعت من رؤية حفيدها أو منع منها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
مساء الخير
مدري وين حنا بنوصل في علاقتنا الاجتماعيه أصبحنا نتعامل برسمية شديدة مع الاهل والاقارب ويمكن يمر شهور ماحد شاف قريبة مع انه بنفس المدينة . العلاقات الاجتماعية وخصوصا مع كبار السن صارت محدودة أصبحت المصلحة والفايدة من الشخص هي اللي تحدد مدي قوة العلاقة معه فاذا بستفيد منه بيكون فوق الراس اما اذا لا فما احد جايه او سائل عنه
والله يستر من اخرتها… وخلافات الزوجات مع اهل الزوج وخصوصا امه وخواته عد واغلط والسبب الغيره الغيرة الغير الحريم فيهم غيره من بعض حتى بين الخوات لذلك قليل تلقي ام زوج وزوجة متفاهمين مية بالمية حتى لو مو ساكنه عندهم الا بينهم شد وجذب
لكن الحل دايم بيد الزوج انه مايظهر غلا زوجته اكثر من اللازم عند امه حتى ما تغير وانه ما يظهر لزوجته انه يفضل امه عليها يعني يسايسهم وبالحيل يقدر يخلي المركب تسير والا ماحد نادم الا هو لا صار فيه كراهية بين زوجته وامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبو أحمد
المشكلة من هذا الجانب هي نقص الوازع الديني لدى أغلب من يقع بهذه المشكلة كفانا الله وإياك والمسلمين الوقوع في هذه الفتن .
وعدم وجود ناس تعي هذا الخطر والتحذير من الوقوع به .
والشرع يأمر بالتسامح ولين الجانب وصلة الرحم مع من قطع رحمك حتي ولو بادر بالمقاطعة .
اللهم أصلح شأننا كله اللهم ألف بين قلوب المسلمين اللهم صلي وسلم علي عبدك ونبيك محمد
أستاذي العزيز ..
إن المجتمع وما يحتويه من ثغور ونواقص منبعه عدم وعينا بأهمية التربية وآثارها في النشئ ان الخلافات الزوجية او حتى العائلية تأتي من جراء العادات والمفاهيم التى تربينا عليها ومشاهدة الممارسات الغير اخلاقية والعنيفة ومشاعر دفينة من الحقد والكراهية لأشخاص ليسوا بالضرورة مضرين لنا … لايمكن ان تصلح الأمور الا بتدريب وتهيأت الشباب والفتيات الأسباب الدينية والإجتماعية وراء قدسية الزواج وإعتباره سلسلة لاتنتهي بإنجاب الأولاد وتربيتهم التربية الصحيحة وإنما إحتوائهم حتى تكون هناك الفة بين العائلة الواحدة بجميع فروعها وكل ذلك يصب في المصلحة الخاصة والعامة للمسلمين .
قد تتعدد الاسباب مابين شخصية واجتماعية وثقافية ودينية ووو
ولكن ارى ان هناك سببين رئيسين في تفاقم هذه المشكلة:
1- انعدام او قصور في سن وتطبيق فقة الواقع
2- انعدام او قصور في سن وتطبيق القوانين المدنية
وهذا بعد سبب زيادة فوق البيعة:
3- عجز الرجال عن رفع الظلم عن المرأة