زعماء الشر

في لقاء تلفزيوني سخر الرئيس صدام حسين من مماحكات واشنطن حول صواريخ الصمود2، قال لافراد من الجيش العراقي “انهم، يقصد ادارة بوش، فشلوا في إثبات وجود اسلحة دمار شامل، لأنها غير موجودة، فبحثوا عن عذر وكان مدى صواريخ الصمود 2يزيد عن المحدد عشرة او “تنعش” كيلومتر فهل يعني هذا انها ستصل الى اسرائيل”!؟.
يريد صدام حسين القول انه يمثل خطراً على الدولة الصهيونية، لذلك يواجه حالياً بهذه الحرب الجديدة، ومن واقع الافعال لا الاقوال، لم يمثل نظام صدام اي خطر يذكر على امن الدولة الصهيونية، بل قام بتقديم خدمات لاتحصى لدولة العدو، تعمد ذلك ام وقع في اكثر من فخ أعد له، لا يهم هذا، بل المهم النتائج التي آلت لها المنطقة منذ الحرب العراقية الايرانية وحتى الآن.
وفي التاريخ العربي الحديث، لم يورط أحدٌ العرب مثلما فعل صدام حسين، وجاءت هذه الورطة التاريخية، تحت شعار حماية العرب ثم العراق، الا قاتل الله الشعارات، ومنها شعارات بوش التي يحتمي بها لحربه القادمة.
و من قدرنا ان نعيش في منطقة يتجاذب اطرافها زعماء للشر، في مثلث للشر والرعب مثيل لمثلث برمودا، أضلاعه الثلاثة، شارون، وبوش، وصدام حسين، اتفق اثنان على واحد والغرض ليس رأسه هو فقط بل اكبر منه.
لم تزرع الاحقاد والشرور مثلما استنبتت وارتوت شجيراتها في عهود زعماء الشر هؤلاء، إذا كان هناك من منظومة نطلق عليها اسم محور الشر فليس اقرب منهم لها واكثر استحقاقاً، وليس هناك من فرق سوى ان بوش وشارون تم انتخابهما من شعوبهما، فهما شاءت هذه الشعوب ام ابت يمثلانها ويعبران عن تطلعاتها واحلامها ورغباتها، في حين فرض صدام حسين نفسه على شعب العراق فهو لايمثل سوى نفسه وحزبه بعد ان تمت تصفيته من مغامرين آخرين، وقدرنا في هذه المنطقة ان نواكب تطلعات المغامرين، بعض منهم يلبس لباس العسكر وآخرون من الجيل الجديد يتدثرون بالدبلوماسية، وفي كل حقبة لنا مغامر هو اسم منا وقد يلبس مثل ثيابنا، ولا يغامر سوى على اشلائنا، وما ان تنتهي صلاحية واحد منهم ويصدر قرار بإتلافه لانه لم يعد صالحاً للاستهلاك السياسي، حتى يتم انتاج نموذج جديد بغلاف جديد، وكلما كان يعاني من عقدة الصغر كان مرغوباً اكثر، فيتم تضخيمه أكبر وأكبر، ولا احد يعتبر ممن سبقه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.