عندما يعض الذباب

هل جربت عض الذباب؟
الذباب بحرف الذال وليس الدال، هناك “نقطة” حتى لا تفكر في عض “الدباب” كما يفعلون في شارع التحلية!؟.
لا تقل أنك نظيف إلى درجة لا يجد الذباب شيئاً لغرز خرطومه، لا أصدق بوجود أحد معقم حتى ولو عاش في حاضنة!.
من المؤكد أن هناك علاقة بينك وبين الذباب، هل لازالت مستمرة؟، هذا هو السؤال؟، ربما أنها انتهت، الذي لن نختلف عليه هو أنك تتذكرها، ولن تنجح حتى بعملية غسيل دماغ أن تطردها من الذاكرة.
قبل أن تغضب من إصراري على علاقتك بالذباب.. لنقرأ سوياً خبراً نقلته جريدة الوطن، (يتجه فريق علمي من جامعة الملك خالد، ووزارة الزراعة، وحماية الحياة الفطرية، إلى جزيرة “أم الراك” على الحدود السعودية – اليمنية، لدراسة وتنفيذ التوصيات حول مكافحة الحشرات الماصة للدماء الموجودة بشكل كبير على الجزيرة والتي ساهمت في إيذاء أفراد حرس الحدود على الجزيرة، وتشكلت لجنة علمية متخصصة من عدة جهات بناءً على ما رفعه قائد حرس الحدود في منطقة جازان بهذا الخصوص.
ويقوم الفريق بهذه الزيارة لإيجاد حلول نهائية لوجود هذه الحشرات والتي صنفها الباحثون على أنها تنتمي إلى الذباب العاض الذي يتغذى على دم اللبائن والتي ينتمي إليها الإنسان والحيوان.
وكان الفريق العلمي قد أوصى بوضع طريقة للمكافحة تتمثل في وضع لوحات في الجزيرة وتغطيتها بمادة صمغية على أن يتم طلي هذه اللوحات بألوان جذابة لهذه الحشرات وسيقوم الفريق العلمي بتطبيق هذه التوصيات على أرض الواقع وسيتم بعدها التوصل إلى مدى ما وصلت إليه النتائج العلمية).
حسناً إذن نحن من اللبائن!؟.
أعتقد أن حرس الحدود محظوظ بهذا الفريق العلمي وسرعة الاهتمام، وأتمنى أن تنشأ فرق علمية كثيرة، إلى درجة يكون عددها أضعاف فرق كرة القدم في بلادنا لملاحقة ذباب ماص للدماء داخل الحدود، ذباب من نوع أخر، لخراطيمه نفس القدرات وله أرجل أقل عدداً، ذباب يصنف نفسه من “اللبائن” وهو لا يعيش سوى على دمائها، تجد نموذجه صغير الحجم في شخصية المرتشي المتواجد في كل مكان يقصده طالب حاجة، وفي أكبر أحجامه، سوبر ذباب، فالذين يتعاملون مع هذه الأرض تعامل السماسرة، يأخذون ولا يعطون يمتصون جسد الوطن، وعندما يطلب منهم تقديم شيء يسير لا تسمع منهم سوى الطنين المزعج، يبخلون بوظيفة على شاب ينتمي لهذا الجسد، وكلما أراد الجسد النهوض غرزوا فيه خراطيمهم، وكلما فعلوا شيئاً لأنفسهم أعلنوا أنه للوطن، هذا الذباب أكثر خطورة من ذباب “أم الراك”، الأخير يمتص الدماء ليبقى على قيد الحياة، في حين ذباب السوبر يمتص الدماء ليتضخم ويزداد حجمه ليفاخر بهذا الحجم، هذا الذباب يحتاج إلى لوحات كبيرة بألوان جذابة، ولا أكثر جاذبية من أوراق النقود، ومغطاة بصمغ أكثر قوة من صمغ الفئران، حتى يمكن التغلب على قدراته الفريدة على الهرب، وإذا أردت أن ترى واحداً منهم ما عليك سوى تكبير صورة وجه ذبابة من ذباب “أم الراك” وستجد أنه وجه.. قد “مرَّ” عليك.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.