كل الاحترام والتقدير لكم..
كل الإشادة والإجلال للمسؤولين الذين قدموا استقالاتهم لأن سياسة بلادهم تتعارض مع ما تمليه عليهم ضمائرهم..
إلى المواطنين الأمريكيين والاستراليين وأولئك الذين هددوا بالاستقالة في بريطانيا، أقدم لكم احترامي ومعي كثير من البشر لا أحصي عددهم، انتصرتم للضمير وللإنسانية في قراراتكم، ولم تخسروا شيئاً يذكر بل كسبتم أنفسكم، وعبّرتم عن الحق، عن الحقيقة، انتصرتم للإنسان وحقه في ألا يظلمه أخوه الإنسان، تحركت ضمائركم وجاشت، فتركتم الكراسي وقد لا يكون لديكم مصدر رزق ووجاهة وحضور غيرها، ولكنها الإنسانية المتجذرة في أفئدتكم.
تعارض ما تمليه عليكم ضمائركم الحية، مع سياسة لا ضمير لها تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة، سياسة تحدد تواريخ الضرب والحرب وتبدأ في توقيع عقود الإنشاء لشركاتها قبل الهدم، لأنها تعلم علم اليقين أن خصمها عاجز إلا عن الكلام، وإلا أي حرب هذه التي يحدد تاريخ شنها! هل تفعلها أمريكا بهذه الصفاقة مع الصين أو روسيا أو حتى كوريا الشمالية.
عجزت كل الأعذار والأسباب أن تقنع أحداً، لكن اتحاد رجال الأعمال مع أوهام الحرب المقدسة يصنع الكوارث، واحدة منها نحن علي أعتابها بالصوت والصورة ببث حي مباشر للقتل والتدمير المتعمد مع إصرار معلن لا سابقة له.
أيها السادة: أعلم انكم لا تنتظرون تبجيلاً ولا حمداً من أحد، ولن تنتظروا رسائل شكر ولا بطاقات عرفان، الدافع لديكم أكبر من ذلك، شيء عظيم في داخل الروح، الدافع هو ما تفتقده شكلاً ومضموناً سياسة رامسفيلد وتشيني وبوش، ومن يقف وراءهم من شركات يدفع الجشع والطمع، وتجربة أسلحتها على أجساد المستضعفين.
أيها السادة الكرام نحن جميعاً نرى ما يتمخض عن اتحاد شركات الطمع بالثروات مع أوهام دخول التاريخ من بوابة الحروب المقدسة، عندما تتدثر زوراً بتحقيق الحرية والعدل، نحن نرى جميعاً أن الولايات المتحدة تمارس جهاراً نهاراً ديكتاتوريتها البغيضة على العالم، نازية جديدة وإن اختلف الأسلوب، تطرف آخر أكثر فظاعة مع امتلاك كل وسائل القوة والخراب، وإيمان عميق بامتلاك الحقيقة كاملة، نرى جميعاً أيها السادة دولة تروج كذباً للحرية وتقاتل لمنعها عن غيرها، تدعي الديمقراطية ولا تنصت للتصويت الذي أعلنه سكان العالم أجمع ضد سياستها، دولة مثل هذه هل من الممكن أن تبني لأحد ديموقراطية؟!
أعلم أيها السادة المحترمون يا مَن استقلتم من مناصبكم أن ما فعلتم ليس مناورة سياسية، بل هو خيار وجدتم فيه الحق، أردتم أن تربحوا أنفسكم، لم يجبركم عليه أحد سوى الضمير الحي.. لذلك أشعر أننا أخوة في الإنسانية، وأننا شركاء على هذه الأرض، وأن قدرنا هو مواجهة التطرف بأي قناع غطى قبحه فيه.
من القلب شكراً لكم، لقد اضأتم بصيص امل لنا في مجتمعاتكم.
@ صورة مع الضمير للكثير من المسؤولين العرب للعلم و.. الاستقالة!.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط