توطين البطالة

أحسنتْ قناة «الإخبارية» في عرض قضية فصل 80 موظفاً من موظفي الوساطة البنكية، لعل إعادة الطرح تثمر. الإشاعات تقول إن هناك وجبةً أخرى من المفصولين، ووجبات من المستقدمين، الأخيرة من جنسية المدير الجديد بالطبع حلقة من مسلسل «توطين» الوظائف العكسي. الصمت المطبق مستمر من مجلس الإدارة ووزارة العمل، مع أن مثل هذه الوظائف أهم في السلم الاقتصادي، والدخل المرتبط بمستوى المعيشة والظروف الاجتماعية وأيضاً استراتيجية التوطين الحقيقي… أهم من وظائف أخرى تركز عليها وزارة العمل إعلامياً مثل ندلاء المطاعم.
ومع هذه الموجة من التوطين العكسي وصمت الوزارة أو انتظارها لتقديم شكاوى والسير في نفق الإجراءات الطويل، لم أستغرب الاستغناء عن 10 عمال سعوديين «مشغلي ماكينات» من المالك الجديد لشركة «بترولوب» بعد بيعها من «أرامكو» لـ «مجموعة الدباغ»، وفي التقرير الذي نشره الزميل عمر إدريس في «الرياض» بداية هذا الشهر لم تعلق «مجموعة الدباغ»، في حين تم توظيف عمالة أجنبية بدلاً منهم.
«مشغلو ماكينات»؟ أكثر من هذا «مهني وفني» ماذا يا ترى؟ وجهات التدريب والتوظيف الرسمية تحث وتصر على توجيه الشباب إلى المهن الفنية.
الأخ أحمد الموسى ينبه إلى أن «مصانع» أو معامل المياه رفعت أسعارها، وهو محق، سعر كرتون العبوات الصغيرة ارتفع من ثلاثة إلى أربعة ريالات، والكبيرة زيدت ريالاً، طاسة الأسعار ضائعة، وعندما تضيع الطاسة يتسرب الماء من بين الأصابع، ولك أن تسأل: هل تحركت المياه الجوفية، فقامت الآبار «المجانية» المستنزفة والصخور برفع أسعارها؟
الأخ شرف بن دخيل الشريف يشير في رسالته إلى مسؤولية الوكلاء وعدم اهتمامهم بالصيانة في مقابل تكاثر محال توزيع سلعهم، اشترى الرجل مكيفاً أميركياً من جدة، أُشبعت طبلة أذنه بكلام معسول عن الضمان والصيانة، بعد ستة أشهر تعطل الجهاز وبعد بحث مضنٍ عن الوكيل لم يجد له سوى مستودع… أين؟ في الخرمة.
ذكّرتني رسالة الأخ شرف بتعليق بائع في صيدلية، حيث سألته عن ضمانة الجهاز الذي يعرضه ومن هو الوكيل، «وين نلقاه؟»، قال بصراحة بائع صادق: «لا يوجد وكلاء في السعودية»، قصده أن الوكالة التجارية في بلادنا ذات اتجاه واحد للبيع فقط وعلى المتضرر اللجوء إلى «سطح الملحق»! وبالبحث في الشارع نفسه وجدت الجهاز بنصف سعر الصيدلية، وبعد أن «ربطت الكلام» مع البائع الجديد سألته عن سبب فارق السعر بين محله وبين الصيدلية، قال بحسرة: الصيدلية ترخيصها غير، وتسعيرها غير، والتعامل معها غير، فهم يحققون أرباحاً لا تخطر على البال، وقدّم لي رقماً يذكّر بأرباح طارحي الاكتتابات، ثم سألني: «عندك ترخيص صيدلية؟»، سوق الصيدلة ملف فيه العجب.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على توطين البطالة

  1. مواطن كتب:

    القوي ماحد يقدر عليه وديرتنا ديرة القوي والواسطة
    والا فية شركات لو سعودت وظائفها صح كان كثيرين تلقوا وظايف وخذ عندك شركات
    بن لادن
    سعودي اوجية
    الجريسي بيت الرياض
    مصرف الراجحي اللي اغلب موظفية سودانية وهنود وماحد قادر يقول لة ثلث الثلاثة كام
    الشركات المساهمة
    الجفالي
    عبداللطيف جميل
    كل هذولي عندهم وظايف متوسطة وصغيرة يمكن يقوم بها السعودي مع شوية تدريب وصبر عليه لين يتعلم العمل اذا ماصبرنا علي ابناءنا من نصبر عليه
    لكن وظايف طباخ وسفرجي ونادل مهما راح لها الشباب فهي بالنهاية رواتبها قليلة ولا تناسب مستوي المعيشة العائلي الغالي عندنا يعني مايقدر اي عامل في مثل هالوظايف انه يفتح بيت مستور بالفين او الفين خمسمائة لذلك كل اللي يعملون في هالوظائف يعتبرونها عبور فقط لحد ما يجدون وظائف في الدولة او راتب احسن لذلك ما يستقرون فيها والشركان تمسك هالامر ان السعودي ما يستمر بالعمل ويترك . وفية ناحية بعض السعوديين مالهم خلق شغل او بمعني اصح ماهم راغبين بالعمل واذا اشتغل تقول مغصوب ونفس خايسة واسلوب تعبان في التعامل فلا ننلوم الشركات انها تجيب اجنبي ارخص ويشتغل من الصبح لليل ومايقول لا
    انا تعجيني تجربة عمان كان عندهم ثروة زينا بس ما تكبروا علي الوظايف وتجد العماني في كل وظيفة شريفه مو زينا كل واحد لا شهادة ولا مهنه يتقنها ويبي راتب 5000 واجازة خميس وجمعه ودوام خفيف وفطور وجرايد وفختات وشوفة ناس اول ولد فلان اشتغل هالشغلة ! اجدادنا تغربوا في الارض ايام الجوع بحث عن العيش واشتغلو فكل كل الوظايف والمهن ماتكبروا عليها
    عقليات مجتمعنا صارت يبي لها تغيير بكل شي نفض من الصدام للصدام

  2. شريف قنديل كتب:

    ممتاز الاشادة بالدكتور محمد تونسي والاخبارية

  3. عبدالمحسن كتب:

    (مع أن مثل هذه الوظائف أهم في السلم الاقتصادي، والدخل المرتبط بمستوى المعيشة والظروف الاجتماعية وأيضاً استراتيجية التوطين الحقيقي… أهم من وظائف أخرى تركز عليها وزارة العمل إعلامياً مثل ندلاء المطاعم.)
    البوصله ضااااااااااااايعه

التعليقات مغلقة.