ومن الوناسة والأنس، «تونيس المطبلين» حتى يطبلوا لك لا عليك، لأنهم لا يحملون أفئدة في دواخلهم بل طبولاً. أمثال هؤلاء متوافرون في كل مكان، ويبرز منهم من يستطيع على السطح في الإعلام. «تونيسهم» أمر لا يستلزم كثيراً من التكاليف يمكن احتسابها تحت بند «نثريات».
في مثل هذه الفترة من العام يفضل «التونيس» بتذاكر سفر حتى وإن كانت لبلد حار مزدحم، المهم الإقلاع وختم على الجواز، إجازة بعمل، ولا بد من السكن المريح، عنواناً للتقدير والترويح.
لا بأس أن تكون هذه الرفقة «الطيبة» على هامش زيارة عمل للمسؤول، فتضرب عصافير كثيرة حتى تتكسر عظامها بتذكرة واحدة» حج وبيع مسابح»، وقديماً قيل أطعم الفم تستحي العين، الآن وصلنا إلى مرحلة «احشُ الفم»، والورق أفضل حشوة، فهو يمتص الرطوبة ببطء حتى يتحول إلى عجينة عندها يمكن بلعه «مدزوزاً» بجرعة شراب «جيزك جيز الناس».
تختلف حشوة الفم عن حشوة الضرس في أنها لا تظهر معلنة عن نفسها عند الضحك، بل تستقر في البطن… ربما تظهر من دون داع على شكل تجشؤ، خطوة في مشروع «تربية الكرش»، الأخير من الأعضاء الأليفة يمكن استئناسه وتدريبه ليتحول إلى مصد للرياح ومانع من تسرب الأتربة، حتى قيل فيه… إنه «يجلي» الصدأ.
لحشوة الفم أثر سريع ، إذ تنقلب سخونة القلم أو اللسان إلى زخات رذاذ باردة، و «التنبيش» يتشقلب إلى دهان لامع وربما تتحول إلى ناموسية» كحلية اللون» توفّر للغاطس في النوم أو «الفاطس» من الضحك استراحة لالتقاط الأنفاس.
…
الأخ «أبو صالح» ينبه إلى الاحتيال الجديد في ظاهرة التسويق المنزلي، يتبرع أحد معارفك مخطئاً، بتزويد المسوّق برقم هاتفك، يأتيك الاتصال «ممكن دقيقة من وقتك… أو يسلم عليك فلان»، المتصل المسوّق يطلب زيارة منزلك لعرض مكنسة أو ماكينة تصفية مياه تحيل الغبار إلى ماء زلال، إذا وقعت في الشباك ووافقت طلب حضور الزوجة؟ والنساء ضعيفات أمام التسويق والمغريات، فكيف بآلة سحرية تجمع كل أعباء البيت بضغطة زر، المؤسسة أو الشركة التي ينتمي إليها البائع المنزلي ليست سوى رقم هاتف، إنها موجودة في الـ «هناك»! بعد المفاوضات المنزلية يتراجع السعر إلى النصف أو أقل منه، أما بعد الاستخدام فعلى المتضرر اللجوء إلى «سطح الملحق». أجبت «أبو صالح» بأن الأفضل قطع الاتصال حالاً. لا يختلف بعض هؤلاء المسوّقين عن الأفارقة الذين يتصلون من سيراليون وبوركينافاسو. هو يطالب التجارة والغرفة التجارية بالتدخل، وأنا أحث «الداخلية» على التحرك والمنع.
الأخوان أبو غانم وأيمن أبو يوسف، يقترحان تيسير استقدام الأسر للعاملين في بعض المهن، واتفق معهما لأسباب إنسانية وعملية أيضاً. التنافس على أصحاب الكفاءات ساخن، بالأمس اكتشفت أن عامل البقالة الجديد جاء من دبي بعد سنوات قضاها هناك، أجبره ارتفاع مستوى المعيشة على الخروج ليصل إلى هنا، في حين غادر أصحاب مهن، البلاد في حاجة إليها بسبب الإغراءات.
حياك الله. أبو أحمد
سلمت يمناك ألله يعطيك الف عافية أه من الأغراء وأه من رقم الهاتف المجهول يسويها وعاد لاتشوفه ثانى أبدآ ..دمتم أستاذى لمحبينك.
وتفضلوا سعادتكم بقبول فائق الإحترام / صلاح السعدى