غير المستغرب الإيراني

تتعامل إيران مع دول الجوار العربي تعامل القوي مع الضعيف في الغابة، متحفزة للاستفراد به. هذا أمر معلوم ظهر على شكل رسائل برزت مع محاولات تصدير الثورة، منذ ما قبل اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية. بعد ان وضعت هذه الحرب أوزارها، قام نظام صدام حسين بواجب المشاغلة في المنطقة، في حين اكتفت إيران بالمراقبة والعمل طويل الأمد، لتحصد نجاحاتها بعد احتلال العراق.
تعاملت دول الخليج العربية مع قضية الملف النووي الإيراني بحكمة، لم تكن مطالبها السهلة، والتي لا تتعدى إبداء النوايا السلمية عصية على القبول الإيراني الذي لم يلتفت لها.
أيضاً هي وقفت بحرص ضد الترغيب والترهيب الأميركي ومحاولات السحب الغربي للمواجهة مع إيران، زيارات الرئيس بوش وكبار مسؤوليه للمنطقة، كانت في الغالب مُغلفة بتحريض ضد إيران، أيضاً تماسكت دول الخليج العربية، ولم تنجر إلى الترغيب الأميركي حتى إعلامياً. مع كل هذا لم تقدم الحكومة الإيرانية أي مقابل لتلك المواقف الحسنة النية، بل استمرت في التعبئة الكلامية والتأثير السلبي الميداني في مناطق الصراعات العربية، سواء في لبنان أو في فلسطين أو العراق.
الموقف الإيراني الضعيف أمام الدول الغربية في ملف المفاعلات النووية… هل يحتاج إلى استعداء دول الخليج العربية؟ ما الفائدة التي ستجنيها إيران من تصريحات نارية كتلك التي أطلقها مساعد وزير الخارجية الإيراني؟ هذا سؤال يجب أن يُبحث، ومعه تساؤل عن أسباب حالة الاطمئنان التي تعيشها السياسة الإيرانية، على رغم تعثر المفاوضات مع الغرب ووصولها إلى طريق مسدود.
الرؤية الإيرانية للأنظمة الحاكمة في دول الخليج العربية كشفها، مرة أخرى، ما صدر على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني، وهي من عقائدها السياسية منذ نجاح الثورة الخمينية، يتغير التكتيك في كل مرحلة لكن الاستراتيجية الطويلة النفس… ثابتة، وربما يصدر توضيح استهلاكي عن الخارجية الإيرانية، يضع اللوم على الإعلام أو سوء الفهم، ربما يعتبر رأياً شخصياً لمساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الأبحاث، بالقول انه لا يمثل السياسة الإيرانية، كل هذا يجب ألا يحقق فعل المخدر.
دول الخليج العربية في موقف لا تحسد عليه، بين محاولات السحب الأميركية للمواجهة والعداء الإيراني المعلن لها تارة بالتصريحات ومرات بالأفعال، هذا الوضع يحتاج إلى عمل جماعي خليجي ينظف البيت من الداخل، ويعيد الحسابات في التعاطي مع السياسة الإيرانية.
إبداء حسن النية وحقوق الجوار لا يقدم علاجاً و «الشعور بخيبة أمل كبيرة»، كما ورد في تصريح أمين مجلس التعاون الخليجي يدل على أن الأمل كان في غير محله.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على غير المستغرب الإيراني

  1. خليجي فاهم كتب:

    شكرا لك على هذا الموضوع المهم والذي يتجاهله كثير من كتاب الخليج.
    الكم الهائل من الحقد المخزون في صدورهم سيصيبك بالدهشة … راجع التاريخ تجد أنهم أول من يتحالف مع أي عدو خارجي يريد إبادة هذه الامة .. مايحدث الان في العراق تذكرة لكل من تناسي عمدا تاريخهم … إذن فليس من باب المبالغة ولا التهويل لو قلنا أنهم أشد أعداء الاسلام وطأة على الاسلام وأقساهم وهم يتربصون بنا بكل خبث ومكر.
    سنجد أن صدام حسين رحمة الله كان عطوفا ونظيفا وفي قمة الشرف بالمقارنة بما يخفية ملالي طهران من حقد دفين وانحطاط .. والمفارقة الساخرة هنا أننا يوجد بيننا من صفق لمن أعدم صدام .. دون أن ندري أن قاتله هو قاتلنا القادم وان صدام فعل خيرا بهم حين أقصي جيوشهم طوال ثمانية سنوات من الحرب وحرم عليهم أرض العراق التى ماحلموا بدخولها إلا بعد أن سقط الرجل.
    والسؤال هنا ماذا أعددنا لهم و لهذا اليوم الاسود القادم الواضح كوضوح الشمس …هل أعددنا سبلا للمواجهه !!!
    وهل الحل ان … نقول أن الله معنا … وهل نستحق فعلا أن يكون الله معنا .. ألم يقل أعدوا لهم مااستطعتم من قوة …فماذا اعددنا ؟؟؟؟..
    ليت قومي يعلمون ان أمريكا لايهمها الخليج ولا من تكون له السيادة على الخليج ولا سنى ولا شيعي كل مايهمها هو استمرار تدفق النفط ولو توصلت مع ايران لاي اتفاق ضد الخليج واهله ستقبل به فورا .

  2. عبد الرحمن بن حمد المزروع كتب:

    بارك الله فيك أستاذ عبد العزيز، (هذا الوضع يحتاج إلى عمل جماعي خليجي ينظف البيت من الداخل، ويعيد الحسابات في التعاطي مع السياسة الإيرانية)، بدون مجاملة كلام من ذهب، وفقك الله وبارك فيك وقلمك، ونفع بك الإسلام والمسلمين، مع خالص تحياتي،،،

  3. لا شك أن التعامل بتقديم حسن النوايا وخاصة تجاهه الملف النووي ومع ذلك لم يثمن هذا الصنيع سوى التأكيد على مأربهم ، والمشكلة أن دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج إلى إصلاح من الداخل فقد ولى زمن العنتريات وخالف تعرف والإيرانيين يضمرون لدول الجوار وخاصة دول الخليج الكيد ولرد وقفتهم مع العراق ضدهم ويريدون أن يهيمنوا على المنطقة حتى يكون لهم موقع قدم ويكون شرطي المنطقة وما خلافاتهم مع الأمريكان تقترب وتبتعد حسب المصالح بدليل أن الأمريكان تركوهم يعبثون في العراق بموافقتهم وكلاهما يتفق على دول الخليج لتوزيع الكيكة 0 اللهم أحفظ بلادنا والمسلمين من كل شر وهو القادر على ذلك

  4. صالح العبدالكريم كتب:

    ايران نمر من ورق وما نراه من ارتفاع حدة التهديدات الايرانية ومحاولة تخويف دول المنطقة ينم عن خوف وضعف شديدين .

    وامريكا لديها من الاوراق ما تستطيع ان تهدد به امن ايران دون ان تستخدم السلاح ومنها اوراق الطوائف الاثنية والمذهبية المهمشة والتي تعاني من اضطهاد وقتل احيانا تحت شعار محاربة الجريمة .

    كما ان هناك تململ شعبي كبير بسبب انفاق ايران اموالها على دعم حزب الله وجهات وافراد يخدمون السلطة الايرانية ويدعمون توجهاتها على حساب الشعب الايراني الذي يعاني من الازمات .

    ما تتقنه ايران هو لعبة الاعلام وتوزيع الادوار بين مسؤوليها على طريقة : واحد يحلف وواحد يستغفر .

  5. احمد منصور كتب:

    خلونا بقبايلنا ونياقنا نزينهن ونزبرقهن والا البارود مصنوع للرجال ماهولنا

التعليقات مغلقة.