سبحان الله، الطائرات الأمريكية والبريطانية لاتسقط بفعل المقاومة بل بسبب الاصطدام، ولأنها سماء فوق بلد من العالم الثالث فهي تشكو من ارتباك في الحركة الجوية!، وعندما يقتل اول جندي امريكي معتد تتنافس القنوات الامريكية”الحرة”! في التعتيم على الخبر، إنه دم ثمين، ولاتؤكد خبره سوى قناة الحليف في العدوان وبعد ساعات، وايام الحرب الاولى يجري تعتيم كامل على الاخبار، خوفاً او حذراً او الاثنين معاً، الخوف من الرأي العام في بلادهم، اما الرأي العام في المنطقة فأمره سهل جداً،
اما الإعلام العربي الفضائي فحاله، سبحان ربي، مثيل لحال الدول العربية، نفس الارتباك واللهاث وراء قنوات العدوان، وفي حين اجتهدت قناة “ابوظبي”، وكانت الاكثر تنظيماً بين القنوات الفضائية العربية، لم تأت “الجزيرة” بجديد وان حاولت وبدا على بعض مذيعيها الغضب، خاصة وان الطائرات المعتدية تقلع و”تذخر” على بعد خطوات منها، اما “العربية” التي انتظرنا اول امتحان إعلامي حقيقي لها، فقد كانت الاكثر ارتباكاً، ورمت بثقلها في الساعات الاولى على الحدود العراقية الاردنية!؟ وكأن الجبهة الساخنة هناك، ولاحظ المشاهد تردياً في اختيار المذيعين، اما متابعتها الخبرية والتحضيرية فهي من اعمال الهواة.
في المقابل يبث تلفزيون صدام حسين مقابلات في شوارع بغداد يبدأها المذيع بسؤال للمارة يقول: لماذا تحب صدام حسين!؟.، مؤكد انه يحبه!!، الاختلاف بين المارة في الاسباب فقط.
لم يدمر عالمنا العربي سوى عقلية الاختزال هذه، ولم يجرؤ الاجنبي على فعل ما فعل، وما سيفعل سوى هذه العقلية، تم إلغاء الفرد.. الانسان، والرأي العام، والمجتمع، وتم اختزاله في الزعيم، زعيم يكاد يقارب الإله والعياذ بالله، وهذه هي النتيجة، ما نراه من استباحة وعدوان لم يوفرله الأعذار سوى هذه العقلية.
في جهة بعيدة جغرافياً، قريبة عاطفياً، لا يملك المدنيون سوى الروح والدم، لذلك يتظاهرون، ويقدمونها ويجدون عساكرهم امامهم، يقدم المدنيون ارواحهم ويرفض الزعيم في العراق المحترق تقديم نفسه فداء لأناس طالما قدموا ارواحهم له، فهو الوطن والوطن مختصر في شخصه، المدنيون في العراق المحترق وخارجه، عربياً، هم في الحقيقة “طعام جحوش” اذا ما استعرنا الكلمة من القاموس الخاص لوزير إعلام صدام.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط