تستغل إدارة العدوان الامريكي البريطاني معاناة الشعب العراقي لتبرير عدوانها السافر، وهي هنا لا تختلف كثيراً عن نظام صدام في المتاجرة بهذه المعاناة، الفارق ان امريكا وبريطانيا اصبحتا شركاء عمليا، وبشكل مباشر، في تفاقم هذه المعاناة والمزايدة عليها، تطور الامر من حالة الاصرار على الحصار الاقتصادي الى الهجوم العسكري.
الظلم لا يبرر الظلم، وما يحدث في ايام يوازي ظلماً طال الشعب العراقي لسنوات، والمستعمر عندما بزحف بقواته لن يعلن ويقدم سوى الوعود المغرية، الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، هل يتذكر احد ما مستعمراً اومحتلاً أعلن عن نواياه الحقيقية!؟، حتى اسرائيل التي نتفق بشأنها، في الغالب!!، تدعي الديمقراطية، وهي محل إعجاب لدى الولايات المتحدة الامريكية بسبب هذا الادعاء، آخر تأكيد على مثل هذا الاعجاب جاء الاسبوع الماضي على لسان ريتشارد بيرل.
اين الحقيقة، وماذا يدبر؟
من خلال إشارات السياسة الامريكية الجديدة، يمكن القول ان هناك محاولة امريكية للاستيلاء على العالم، نعم العالم برمته، وتقدم الادارة الامريكية العراق نموذجاً لما يمكن ان يتعرض له الآخرون، وفي كل حالة سنجد مبررات مختلفة، وحكم شمولي جديد يطال العالم كله، ولو تفكرنا قليلاً مع الحالمين بالحرية والديمقراطية والراكنين الى وعود رامسفيلد وبوش، وسألنا انفسنا، ما فائدة الولايات المتحدة من إحلال الديمقراطية في العراق وماحوله؟،
بتجرد.. لافائدة بل على العكس ستخسر الولايات المتحدة اكثر مما تستفيد، فحين تتعامل مع المجتمع ورأي عام يغلب المصلحة العامة على استمرار الجلوس على كرسي السلطة، سيختلف الوضع جذرياً عنه عند التعامل مع دكتاتور، ولأن الامريكيين والبريطانيين قطعاً ليسوا من جنس الملائكة وسياستهم اقرب للشياطين، فان العاقل يرى الحقيقة، ومن غير تعقيد يذكر.
نعم هناك ملايين العراقيين في المنفى يحلمون بالعودة الى وطنهم، وهذا من ابسط حقوقهم، وهناك عراقيون في الداخل يحلمون بهواء الحرية وهذا حد ادنى مما يحق لهم الحصول عليه، لكن هذه الاحلام تستغل الان ابشع استغلال، ما نراه هو تحقيق للحلم الامريكي.. خارج امريكا هذه المرة، والصفاقة الامريكية في التعامل مع هيئة الامم المتحدة واستغلال قراراتها عندما تتوافق مع المصلحة الامريكية والدوس عليها بالاقدام عندما تتعارض معها، دليل عملي على محاولة الاستيلاء على العالم من خلال العراق، هناك مجموعة صغيرة في الادارة الامريكية تركب على الفيل الامريكي الجمهوري وتحاول الاستيلاء على العالم، من بوابة العراق، كان من الممكن لامريكا، لو ارادت، تغيير النظام العراقي بشكل آخر، ومن المضحك المبكي، ان تطلب امريكا من دول عديدة طرد دبلوماسيين عراقيين، وتجميد الارصدة، وهو ما يشير الى العقلية التي تقود اصحاب القرار، اما المضحك المبكي فهوالتصريحات الاردنية عندما رضخت الاردن للطلب الامريكي وطردت عراقيين دبلوماسيين قالوا للصحفيين، إنه يجب ان لايحمل الامراكثر مما يحتمل، نعم يجب ان لانحمل الانظمة العربية اكثر مما تحتمل.. مع انها جاءت لتتحمل المسؤولية!؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط