الشفافية والمسؤولية كانتا حاضرتين بوضوح في ملتقى الحماية الاجتماعية الذي نظمه الأمن العام في الرياض بعنوان: «الحماية الاجتماعية مطلب وهدف». نشرت «الحياة» في عددها ليوم الأربعاء الماضي عرضاً مميزاً لوجهات النظر، وهي آراء تجب دراستها والاهتمام الجدي بها، فلا تبقى في أدراج التوصيات… او ينتهي أثرها عند حدود قاعة الملتقى.
وأتمنى على الإخوة المعنيين بالدراسة والمعالجة، ألا يختلفوا في القضية (هل هي مشكلة ام ظاهرة؟) فمثل هذا الاختلاف يوجه الانظار وربما الجهود إلى أمور فرعية، بما يوصل إلى طريق مجادلة مسدود، ولعل قضية الفقر قريبة من الاذهان.
الجميع متفق على ان العنف الاسري موجود، هذا بحد ذاته كافٍ للعمل بحثاً عن الأسباب لاستنباط الحلول والمواجهة.
ذكرتُ في البداية ان الصراحة سادت وظهرت في الآراء المطروحة، وهو ما يُحسب للمشاركين وإدارة الملتقى. بداية علاج أية مشكلة تبدأ بالاعتراف بها وتحديد المسؤوليات وأوجه النقص.
مما لفت انتباهي ما طرحه العقيد سليمان بن عاشق من شرطة منطقة الجوف، حيث ذكر انه ترد رجال الشرطة حالات «عنف اسري» لا يستطيعون ايقاف المتسبب بها، السبب ان الأنظمة الموجبة للايقاف تخلو من عقوبات ضد المتسبب في الايذاء، مشيراً إلى ان هذه الأنظمة حددت مشكلة الايذاء الاسري بنقطة واحدة هي عقوق الوالدين. لم يكتف العقيد سليمان – سلمه الله تعالى – بذلك، بل ذكر حالات لم تتمكن الشرطة فيها من عمل اللازم، الاولى لأب ضرب ابنه حتى الموت، فأوقف ثم خرج بكفالة بحكم «الابن وما يملك لأبيه»، والثانية لزوجة أصيبت بكسور من ضرب مبرح قام به زوجها، ولأنه لا يوجد نص واضح في نظام الايقاف لم تتمكن الشرطة من عمل اللازم.
كنت ممن لام الشرطة في اكثر من قضية لعدم قيامها بما يتوقع منها. فوائد هذه الملتقيات عندما تمتاز بالشفافية والصراحة المسؤولة أنها تدل على الثغرات وتضع الاصبع على الجرح، ومن الطبيعي ان تكون هناك ثغرات في مجتمع ينمو. المهم الاسراع بالعلاج.
في الملتقى لاحظ بعض المتحدثين من رجال الأمن غياب الجانب التوعوي الاعلامي، والملاحظة وُجهت إلى وزارة الشوؤن الاجتماعية فردّ مدير «الحماية» بالوزارة الدكتور محمد الحربي بإيراد السبب، وهو ان وزارة الاعلام تطالب بمبالغ تتعدى الموازنة المخصصة.
لكننا نعلم ان وزارة الشؤون الاجتماعية جهة حكومية، مثلها مثل وزارة الاعلام تلفزيوناً وإذاعة، ولكل منهما دور في المسؤولية الاجتماعية، وليس من اغراضهما الربح.
لعلها فرصة ان ننتظر من وزير الاعلام الاستاذ اياد مدني ان يلفت انتباه المسؤولين في التلفزيون بقنواته المختلفة والاذاعة إلى ضرورة التعاون وتسهيل الامور في قضية حيوية اجتماعية مثل تلك… للإعلام مسؤولية اجتماعية يجب التصدي لها.
تحية للإخوة في الملتقى إدارةً ومشاركين على صراحتهم، لقد لمست في الطرح إحساساً مرتفعاً في المسؤولية وحماسة للبحث عن علاج، ومثلها للزميل فواز الميموني على حسن العمل.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
العنف الأسري أراه عارضا للأمراض اسريه كثيرة …
وبعض هذه الأمراض يقف وراءها مسببات لعل منها :
– الثقافة الأسرية .. فالعنف يستشري لدى الأسر التي كتب عليها أن تحيا في كنف اب غير متعلم في الغالب مع ان هناك من غير المتعلمين من يعيش ابناؤهم في ترف تربوي افضل من بعض المتعلمين .
– الخلافات الأسرية الكثيرة التي تصرف تركيز واهتمامات الأبوين في التربية الى مجال الخلاف فيكون الأبناء هم الضحايا في الغالب ..
أو من ابناء المدمنين فالمخدرات وقفت ولا زالت تقف وراء كل امر مستهجن وخارج عن الطبعي ! فما تألفه الطباع السليمه وما تستنكره … لا تعترف بمقاييسه هذه الآفة اللعينة .
تعليقاً على مشاركة ( ابو احمد) سليمان الذويخ
كلام في محلة من شخص واعي وفاهم مثل الاستاذ الذويخ