هناك مساحات من الضبابية في حدود الصلاحيات، ولنكن أكثر دقة حدود المسؤولية بين أجهزة حكومية في شؤون عدة. فجّرت وفاة عضو مجلس الشورى السعودي الأستاذ منصور عبدالغفار رحمه الله تعالى – على قارعة الطريق – واحدة منها.
ولست في معرض اللوم وإلقائه على جهة معينة، بيانات النفي مقرونة بالدقائق أرسلت على عجل للصحف، وربما نرى – قريباً – تراشقاً صحافياً بين جهات حول «حدود» المسؤولية. ستقول كل جهة انها قامت بواجبها على أحسن وجه.
سأورد ملاحظاتي في نقاط للمساهمة بردم الثغرات وفراغات تموّه حدود المسؤولية.
في حالات الاشتباه بالوفاة، فإن هناك أملاً قائماً باحتمالات البقاء في قائمة الأحياء، وهي احتمالات ذهبية أو كما يسمونها الدقائق الذهبية، من هنا يتوقع بل ينتظر من الاسعاف نقل الحالة إلى أقرب مستشفى للتأكد «التام» من حالة الوفاة، بمعنى انتفاء احتمالات، أملاً بالإنقاذ نهائياً، والحياة تستحق اكثر من هذا.
في موقع الحادثة السالفة الذكر يوجد حول الموقع ثلاثة مستشفيات خاصة، من اكبر المستشفيات، بعضها لا يبعد سوى أمتار قليلة عن موقع الحادثة، لماذا لم ينقل المصاب إليها يا ترى من جانب الإسعاف؟ هذا يفتح ملف استقبال المستشفيات الخاصة للحالات الاسعافية مرة أخرى.
حتى عند الاشتباه بكون «الحالة جنائية»، اي هناك توقع او تقدير احتمال بأن هناك شبهة جنائية، كما تردد، فإن الاصل هو إنقاذ حياة إنسان، الأساس هو صون الحياة والحفاظ عليها، لا تجميد حالة بمنع الاقتراب منها، نعم منع غير المختصين واجب لحماية المصاب من اجتهادات قد تكون خاطئة، هذا يتم لحماية المصاب، لا لحماية دلائل جنائية محتملة بحسب فهمي، لذلك فإن المنتظر حتى في حال المصاب إن كان بقي فيه رمق هو نقله عاجلاً إلى اقرب مكان تتوافر فيه إمكانات إسعاف أفضل وخبرات طبية اكثر قدرة، لا تجميده في موقعه.
يفترض اننا تجاوزنا مرحلة الفاكسات، التي تحتاج إلى كتابة وطباعة وإرسال تستنزف وقتاً ذهبياً، ربما هي دقيقة بين الحياة والموت، ألا تتوافر وسيلة اتصال وتأكيد اخرى اسرع وأفضل؟ بل إن السؤال الذي يطرح هنا يقول، ألا تتوافر غرفة طوارئ مشتركة ممثل فيها كل الجهات المعنية؟
ولأننا مطالبون بحماية وصون كرامة الميت، فإن كرامة من بقي فيه رمق أولى، المنتظر تولي اول جهة تصل إلى موقع الحادثة نقله «حالاً» إلى اقرب مكان يتوافر فيه إمكان الإسعاف… أليس من الأولى أن تكون هذه هي القاعدة، خصوصاً مع تطور الادلة الجنائية وأدواتها؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
امممممممممممممممممم
مرحبا
اولا نقول الله يرحم جميع موتى المسلمين ويلهم اهلهم الصبر والاجر ,,آمين
ما لفت انتباهي وشد انظاري لهذه الحادثة (الغير انسانية) هو غياب او تغييب الشرطة الراجلة من الاماكن العامة التي يكثر فيها استخدام الاقدام بدل عجلات المركبات
مثلا ممشى طريق الملك عبدالله , لا يوجد به رجل امن يشارك الاخرين نزهتهم و ينشر في قلوبهم الامان بتواجده بينهم ماشياً على قدميه كباقي البشر وكباقي دول العالم , كذلك الاسعاف لابد ان يتواجد في مثل هذه الاماكن التي تتكاثر فيها الاصابات الرياضيه والازمات القلبيه والارهاق والاعياء .
وشطرا ,,,,
رحم الله موتى لمسلمين اجمعين
رحم الله الاستاذ منصور عبد الغفار
وعظم الله اجركم بوفاة عميدكم الشيخ سويد رحمه الله ورزق اهله الصبر ولا حرمهم الأجر اجر الصابرين المحتسبين
وأعاننا على حقنا وختم لنا بإحسان
وإنا لله وإنا اليه راجعون
ولا حاجة للتعليق هذا اليوم
حياك الله.أبوأحمد
الله يعطيك ألف عافية أستاذى الغالى ..والله عمليات الأسعاف السريع الأيام سارت تقلق كل
الشعوب على سطح الأرض عندما تتصل بأى جهة أسعافية لحادث ما وقع أو أى شىء يحتاج
أسعافه تخيل مدا الملل التى قد تصاب به كإنسان تريد أنقاذ إنسان أخر بين الحياة والموت؟؟
رغم كل الأمكانيات والتطور والتكنولجيا التى ذودت بها أجهزة الطوارىء مازلنا نعانى الأهمال الشديد فى إنقاذ المصاب من قبل الحوادث خاصة حوادث السيارات والطرق عمومآ
سلمت يمناك. دمتم لمحبينك :
السلام عليكم
ذكرتني اخوي عبدالعزيز بقصة رواها لي واحد حصلت قدامه يقول لقوا واحد طايح على الارض واتصلوا على الاسعاف يقول ماقصروا جى الاسعاف وفحص الحاله بس تدري وشلون طريقة الفحص حطوا منديل على فمه وخشمه ولاتحرك المنديل قالوا هذا ميت وانا مانشيل موتى وراحوا وتركوه هالقصه لها تقريبا 5 سنوات