‘سلم لي عليهم’!

كانت هذه العبارة هي الرد المتكرر من صدام حسين على خطابات الولاء التي يلقيها العسكريون العراقيون في لقاءات تلفزيونية، قبل أيام من الحرب، يجلس فيها الرئيس السابق ينفث دخان سيجار، وكلما نقلوا له تحيات أفراد الوحدات في “القاطع” ال…، رد على الضابط قائلا “سلم لي عليهم”، بالفعل سلم عليهم صدام بعد أن تركهم “وجبة” جاهزة للقوات الأمريكية البريطانية، في أسرع عملية غزو قامت فيها هذه القوات بتدريبات ميدانية بالذخيرة الحية وعلى أهداف من الأحياء ..القتلى، تم فيها تجربة الكثير من الأسلحة الجديدة التي ستعرض خلال السنوات المقبلة في معارض التسلح، هكذا يفعل الزعماء العظام، يسلمون على شعوبهم و..”يفركون”، بعد أن يكونوا قد تركوهم للنيران.
في أخر لحظات البث الفضائي العراقي..بعد أن توقف وعاد، وضعت لوحة ثابته عليها عبارة تقول “هذا الشعب العجب يقف خلف قائدة المجاهد”، والحقيقة أن الشعب لم يقف خلف القائد بل احتجز قسرا أمامه، وضع الشعب والجيش عنوة أمام القائد الهمام، فارس قادسية العصر ومعركة الحواسم، استخدم الجيش والشعب، واقيا من الرصاص، ومن ثم، في الأخير، تشكيلاته الخاصة التي كانت الأسرع انهيارا، وخلال مراجعة سريعة لدراما حرب الثلاثة أسابيع، كان الإعلام للنظام العراقي في دعوة مستمرة وملحة للقوات الأمريكية والبريطانية للوصول إلى بغداد بشكل يدعو للعجب من قائد الشعب العجب، وكأنه يقول احتلوا العراق.. تعالوا وبسرعة، ومع هذا السقوط غير المستغرب بل المتوقع لمن يعمل عقله، فإن بعض الجماهير لازالت تتمنى وتنتظر حدثا غير عادي يقلب الموازين، مثل هؤلاء هم وقود لأمثال صدام، يصنعونه من غير دراية، ويستخدمهم عن علم، ثم يكتشفون أو يكتشف أبناؤهم أنه صنم من فخار.
يختفي الرئيس السابق وتضيع آثاره من نفس الطريق الذي جاء منه ومع نفس المرافقين، بعد أن قام بواجباته…القومية!!، ويبقى على الشعب العراقي أن ينسى الهتاف بروحه ودمه للقائد، يجب أن يحافظ على روحه ودمائه لقضايا أخرى أكثر أهمية، على الشعب العراقي أن يمسح من عقله مثل هذه الهتافات ولا يقبل بها، لا نريد له تجربة كارثية أخرى، لا نريد أن نسمع بالروح بالدم نفديك يا بوش أو يا ..جلبي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.