لأنها لا ترغب أو لا تهتم لم تستطع القنوات الفضائية السعودية “الخاصة”، أن تخرج جيلا من الإعلاميين السعوديين الفضائيين، بل إنك لن تستطيع أن تأتي باسم واحد ..واحد فقط،.. تخرج وتعلم أو تدرب في استوديوهات هذه القنوات، على كثرتها وقوتها وطول تجربتها، وبدلاً من ذلك الواجب الوطني! ، تحولت إلى معاهد لتخريج كل من يريد أن يكون فضائيا، من أي جنسية إلا الجنسية السعودية، وشاهدنا تحول أشخاص يمتلكون قدرات عادية إلى “نجوم” للإعلام العربي، وخضع بعض من هذه القنوات إلى شروط أولئك ما أن تظهر لهم أجنحة.
أرجو أن لا أُفهم خطأ من البعض، أعتقد أن من حق الإعلاميين السعوديين الحصول على فرصة، على الأقل مثل غيرهم مادام أبناء وطنهم يمتلكون هذه القنوات، شيء من المساواة، ولا أقول إن لجحا حقاً في لحم ثوره، لأن جحا هنا لا يمتلك الثور، وإن كان محسوباً عليه تنفس الثور وحركاته واستعراضاته.
في محيط هذه القنوات نشأ ستار حديدي يحجب الفرصة عن أي إعلامي من هذا الوطن، لذلك لم يبرز خلال السنوات الطويلة اسم واحد، يا للعجب!!.
والذي يختلف معي أرجو أن يزودني باسم واحد، ومثلما نشأ وتربى بعض الصحفيين العرب، وتعلموا داخل الإعلام السعودي ثم تحولوا إلى الأكثر عداوة لهذا الإعلام، فإنني أتوقع أن يظهر أمثال لهم في تلك القنوات المحسوبة علينا شكلاً، سيظهرون ما أن تطل أزمة، لا سمح الله، برأسها علينا و انتظروا وسترون.
في القناة الثانية “الأرضية”! السعودية برنامج أسبوعي مباشر، يعرض مساء كل يوم أحد بعد الساعة الثامنة، يديره شباب واسمه “شباب”، أتيحت لي الفرصة أن ألتقي بالمعدين والمقدمين الشباب، عبد الرحمن الحسين وعلى الشهري، ومع كوكبة من شباب هذا الوطن دار حديث ممتع عن الانتماء اكتشفت من خلاله قدرات الحضور، وشعورهم العميق بالمسؤولية، وهم في الغالب من طلاب الجامعة، عبد المحسن القباني، فيصل العندس، سلطان القحطاني، محمد القبع، ورسام الكاريكاتير “المباشر” عبد الله القحطاني، وللبرنامج موقع على الإنترنت، يمكن من خلاله المشاركة، يتابعه على الهواء الشاب عبد العزيز البكر، وعنوان الموقع www.shbab.tv. بإمكانات بسيطة وروح فريق متحمس، يقوده المخرج بندر العبدالسلام يقدم هؤلاء الشباب برنامجا يحظى بمتابعة شريحة هامة من شباب الوطن، سهل ممتنع يعتمد على العفوية والبساطة المرنة، بعيدا عن الحشو والتخشب التلفزيوني، خروجه عن “النص” مقبول ومفهوم، استطاع هؤلاء الشباب أن يقدموا نموذجاً لأقرانهم ، هم يريدون الثقة والفرصة، بعيدا عن دهاليز البيروقراطية التي تشل العمل الإعلامي، لعل التلفزيون السعودي ينجح فيما أصرت القنوات السعودية “الخاصة” على الفشل في تحقيقه.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط