«إن القوة الحقيقية – لأميركا – ليست فقط بالسلاح ولكن بالديموقراطية والتعددية».
من تصريح للرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، يتطلع العالم المأزوم والجريح إلى أن يقرن هذا القول بالفعل ليصبح لوناً للسياسة الخارجية الأميركية.
الديموقراطية والتعددية داخل الولايات المتحدة حقيقة واقعة وهي ما أوصل أوباما لرئاسة أقوى دول العالم، أصبح لأميركا رئيس أسود، وقلب شعبها توقعات تغير الاتجاه وشكوك آخر اللحظات، أصرّ هذا الشعب على ما جاءت به الاستطلاعات مبكراً. لكن أميركا التي نعرفها، خارجها، هي غير أميركا الداخل، على رغم كل الشعارات المعلنة والمســـوقة لم تستطع أو ترغب الآلة الأميركية الضخمة تصدير الديموقراطية والتعددية، ولم تتــعامل مع دول وشعوب العالم بهذه اللغة والمفردات.. حقيقة التعامل.
هل يمكن فهم رغبة التغيير العارمة التي أوصلت أوباما إلى الرئاسة، أنها إشارة تواضع أميركي، أم رد فعل على أوضاع داخلية اقتصادية واجتماعية متردية؟ بنظرة عقلانية يمكن ترجيح السبب الأخير. خلال السنوات الأخيرة من حكم بوش الابن، برزت صورة فاقعة اللون للوضع الاقتصادي، إذ تكاثرت أعداد الأميركيين اللاجئين تحت الخيام، حيث تنتشر في ضواحي مدن كبيرة منها لوس أنجليس، سياتل، بورتلاند، كولومبوس، رينو، وسانت بيتسبرغ. وكتب هايك باركا فيتز في وكالة الأنباء العالمية، مشيراً إلى تزايد عدد اللاجئين إلى الخيام ممن وقعوا ضحية للأزمة العقارية والحجر على منازلهم، ويذكر الكاتب في تقرير له عن منظمات معنية أن الرقم يتزايد بمعدل عشرة آلاف فرد كل أسبوع، «تزايد بطيء لكنه مستمر وثابت»، ويتوقع أن يصل عدد الذين يفقدون منازلهم خلال العامين المقبلين إلى نصف مليون أميركي.
مخيمات المفلسين الأميركيين توشك أن تصبح ظاهرة مع توقع ازدياد العدد. ومعظم سكانها من الطبقة الوسطى التي زلزلت أزمة الرهن العقاري وتداعياتها استقرارها فتناثر أفرادها في العراء، من هنا أتت موجة الرغبة في التغيير، ليسقط الحزب الجمهوري ويعتلي رئيس أفريقي الجذور كرسي البيت الأبيض. وإذا كانت هذه الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية اعتبرت من أعنف الحملات فإن التحديات أمام الرئيس الجديد، لبناء ما تمّ هدمه ببطء وإصرار، هي أكثر صعوبة داخل أميركا وخارجها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
قال إن الانتماء للوطن ليس ضد الدين… العودة: لو كان أوباما في بلد عربي أو إسلامي لوجدته في أحد مكاتب الترحيل
الرياض – أحمد المسيند الحياة – 25/09/08//
قال المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم الشيخ سلمان العودة في برنامج «حجر الزاوية» الذي يعرض على قناة «ام بي سي»، إن الوطن مصالح وحقوق مشتركة بين أفراده ومواطنيه، مؤكداً انه بقدر ما تحفظ هذه الحقوق يكون معنى الوطنية، واستشهد العودة في الحلقة التي كانت بعنوان «الوطن والوطنية» عصر أول من أمس، بقصة عالم باكستاني مسلم في أميركا، عرضت عليه الجنسية وكان يرفضها، فذهب إلى إحدى الدول العربية بعرض عمل براتب شهري 5 آلاف دولار، في حين كان يتقاضى في الولايات المتحدة 5 آلاف دولار على الساعة الواحدة، ومع ذلك تقبل هذا الهضم شريطة أن تكون هناك موازنة للبحث العلمي، فقالوا له لا يوجد شيء من هذا القبيل في قاموسنا، فرجع إلى أميركا مرة أخرى، فرآه أحدهم لابساً «الكرفتة» وعليها العلم الأميركي، فسأله مستغرباً عن ذلك فأخبره انه بعدما رجع قبل أن يأخذ الجنسية، منحوها له في حفلة مهيبة، وأعطوه هذه الهدية التي يعلقها على صدره.وعلق على هذه القصة بقوله: «الحقوق هي ألا يكون الحب من طرف واحد إن صح التعبير، فالعاطفة تعني أن الإنسان يحب وطنه، بينما الحقوق تعني أن الوطن أيضاً يحب الإنسان ويمنحه حقوقه من خلال القانون أو دستور موحد يساوي في الفرص والحقوق والتنمية، حتى يتحقق معنى الوطنية».
وقال: «ليس سراً أن «باراك أوباما» هو من أصل كيني، بينما لو كان أوباما في بلد عربي أو إسلامي فمن الممكن أن تجده في أحد مكاتب الترحيل، لكنه الآن يستمتع بكل حقوق المواطنة الكاملة هناك»، مؤكداً أن هذا يحقق الانتماء.
وأشار العودة إلى أن الانتماء إلى الوطن قد لا يتحقق بكل معانيه، إما بسبب نقص التنمية أو لقلة الإمكانات، واستدرك أن «الوطن إذا حقق لك الوحدة والأمن والاستقرار وعلاقات مع الآخرين، فإنه يوجب عليك الالتزام بالمواطنة وحقوقها».
وأزال الدكتور العودة «الغبش» عن المعاني التي تقلل من قيمة الانتماء للوطن، وأرجع ذلك إلى الالتباسات والانحرافات الفكرية لدى البعض، وقال: «إن هذه الالتباسات موجودة، حتى إنني أذكر انه في أكثر من موقع في الانترنت، يذكر أحدهم كلمة الوطن ويجعلها رديفة لكلمة «الوثن»، وكأن الانتماء الوطني عند البعض يعادل الانتماء الوثني، أو هو نقيض للانتماء للدين» مؤكداً أن هذا خطأ كبير.
واعتقد العودة أن قضية الوطنية عالمية، «هذا هو الوضع القائم في العالم كله»، مستنكراً ربط البعض بينها وبين نشأة الدولة القطرية في أوروبا، وكيف أنها نشأت نقيضاً لوجود الكنيسة والدين.
وأضاف: «البعض ينطلق من منطلق الالتباس في المفهوم الشرعي، مثل قضية الولاء والبراء… بينما هذا المفهوم لا يناقض المفاهيم الشرعية التي تدعو إلى التعاون على البر والتقوى وتدعو للتواصي بالحق والصبر، وتدعو للإحسان إلى الجار»، مشيراً إلى أن المجتمع المدني الذي أسسه النبي صلى الله عليه وسلم وعاش فيه المسلمون وكان فيه اليهود والوثنيون، وجاء النصارى أيضاً ومكثوا فيه، لم يكن محض الصدفة. وتطرق إلى أن الانحرافات الفكرية لها دور في خلق مثل هذه الأفكار، مثل مبدأ تكفير الدول والمجتمعات، التي تؤدي إلى الشعور بالغربة والعزلة، وتؤدي إلى رفض مبدأ الوطنية.
http://ksa.daralhayat.com/local_news/riyadh/09-2008/Article-20080924-9604f0d9-c0a8-10ed-01ec-19d761784990/story.html
وايضاً :
http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_content.cfm?id=64&catid=195&artid=14226
للحقيقة والتاريخ ، موضوع الرهن العقاري اقترحه Greenspan أواخر عهد كلينتون ، ثم استقال عندما ظهرت بوادر الأزمة في عهد بوش . ليترك مهمة معالجتها لغيره .
المفارقة العجيبة هنا : أن بعضنا سارع بتقديم مقترح بتبني الفكرة ، وقيل لنا أن مشروع نظام قد تم رفعه إلى مقام مجلس الوزراء في العام الماضي لاعتماده !! ولا أدري هل لا تزال الفكرة قيد التنفيذ أم تم صرف النظر عنها .
وماذا عن حل أزمة الإسكان لدينا ؟