الهدف المتأمل، من الكتابة وطرح الآراء في وسائل الإعلام، هو البحث عن الأفضل للأفراد والمجتمعات… لتكون الأوطان في تقدم ويعم الخير، من هنا تبرز أهمية الصراحة والصدق. الناس فئات، هناك من يتوارى عند الأزمات متسلحاً بتوقعات النسيان «أزمة وتمر» أي أزمة كانت، وهناك آخرون تبرز قدراتهم وألمعيتهم، فمن خلال الفعل وخطط الاحتمالات قد استعدوا لأي طارئ، مثل هؤلاء لا يهابون الإعلام أو الظهور والتحدث بصراحة إجابة على أي سؤال، في وقت مبكر، لأن في هذا حقيقة الوضوح.
يشبه الكاتب المهتم بالشأن العام عضواً في فريق استطلاع أمامي، مع ما فيه من مخاطر، يختزن أحداثاً وتجارب ويفحص، مفكراً، مشاهد آنية ليتوقع ما يمكن حدوثه.. إذا استمر وضع ما على حاله.
والتوقعات هنا ليست من قبيل التشاؤم كما يحلو للبعض الاتهام، كما أنها ليست من قبيل تدقيق النظر- حصراً – إلى نصف الكأس الفارغ كما حلا ويحلو للكثير التمثيل بهذا الكأس المسكين، الحقيقة أنها من قبيل التنبيه والتحذير لئلا؟ إنها من الذكرى التي تنفع، وإلا يمكن للكاتب – أي كاتب – أن يتمتع بنصف الكأس الذي لا تحيد عنه أنظار البعض، مع أنه النصف «التحتاني»، بحكم قانون الجاذبية، يمكن له أن يسبح فيه ويتمدد متنعماً، وعلى قولة رجل الشارع «جيزه جيز غيره» وما أكثرهم.. والأزمات تفرز. ومع حرص البعض عند بروز شأن وقضية على اتهام بعض الكتاب بالنظر إلى نصف الكأس الفارغ فقط، يخيل إليّ أنه لو كان بأيديهم تغيير قانون الجاذبية لما انتظروا، بل أتوقع أن يجعلوا هذا النصف الممتلئ متحركاً – أليس سائلاً! – بحيث يترجرج متواجداً في كل الكأس عند إلقاء النظر عليه. ونموذج نصف الكأس مثله مثل نظرية المؤامرة، يستخدمان للقفز إلى الأمام.. بحيث «تطمر حفرة» أو قضية، وهناك تشابه بينهما إلى حد التطابق في الغرض من الاستخدام، وهو التطمين.. والدعوة إلى الركون.. والركود.
نشرت صحيفة «اليوم» السعودية الخميس الماضي، تحذيراً من مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية اللواء حامد الجعيد، حذّر فيه من انهيار نفق الدمام، مطالباً بإغلاقه مع موسم الأمطار وشكوك حول سلامته الإنشائية. كيف يقرأ هذا التصريح؟ هل هو من قبيل التشاؤم وتركيز النظر على «النصف الفاضي» من النفق؟ أم انه من قبيل الشعور بالمسؤولية، ربما يأتي أحد «أبناء الحلال» ليقول إن مثل هذا التصريح يثير بلبلة وقلقاً.. وربما رعباً بين مرتادي الطريق.. قد يخفّض أعداد السياح إلى المنطقة؟ ويسيء إلى البلد.. وما أكثر المتسلقين.
لكن اللواء حامد الجعيد برأ ذمته وقام بواجبه، حتى لو بقي النفق صامداً.
الرجل برأ ذمته
والدور والباقي على من احتاجت ذممهم للصيانة قبيل حلول الأمطار
فلم تمهلهم امطار اجتاحتهم ..
احتاجت فأجتاحت
واذا اردت شواهد فلك ان تتأمل صور الشوارع والمنازل و الغرقى في محافظات مثل
الدوادمي وما جاورها والقصيم وعندها فقط
نتسائل هل من مبرىء ذمته
شكرا لكم