تحول ما يسمى بالكنترول في قنوات فضائية تعيش على رسائل المشاهدات والمشاهدين إلى مركز قوة ونصب واستغلال معلومات، لأجل تقديم بث رسالة أو تكرارها. وفي خبر “الحياة” يوم الأربعاء عن ابتزاز موظف في قناة – لم يذكر اسمها – يعمل في مركز تحكم “كنترول” تلك الرسائل، استغل هذا الموظف امرأة ساذجة أو «فاضية»، فحصل على صورتها ثم طالبها بمبالغ مالية وإلا؟ والخبر المنشور مقتضب، لم يذكر اسم القناة، وهي المعني الأول بالقضية، إذ تم كل ذاك من خلال أجهزتها وتحت غطاء اسمها وإدارتها، بما يعني مسؤوليتها القانونية عنه.
وربما يكون عدم التصريح ذاك من المصدر “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، لكن واجب الصحافي الغوص والسؤال وعدم الاكتفاء ببيانات مقتضبة تبتر القصة الصحافية، فلا يتحقق الهدف كاملاً، وإذا كانت الهيئة تأكدت من القضية لاسيما أنها – كما ذكرت – نصبت “كميناً محكماً” للمشتبه به ثم قبضت عليه فمن الأولى أن تعلن اسم القناة وتخبرنا: هل رفعت قضية على إدارتها؟
إذا كنا سنواجه قضايا مثل تلك بهذه الصورة الفردية والمبهمة فلن نتقدم الخطوات المطلوبة، لأن تجذير الوعي لا يتجزأ بل يتم ترسيخه بالتأكيد، أيضاً، على المسؤولية القانونية لكل رب عمل او منشأة عمّا يدور في منشأته، وبيانات الهيئة المماثلة، يفترض أن المقصود بها الإشارة إلى جهودها مع توعية أفراد المجتمع بما يحدث من حالات ابتزاز واستغلال تطاول في الغالب النساء والأطفال، هذه البيانات مع عدم الوضوح ذاك تصبح مثل لغز لا يمسك بطرف حله سوى الهيئة، وهو أمر لا يستقيم مع هدف التوعية والردع.
الكنترول، في قنوات الفضاء يتحكم بمرور الرسائل والتبكير أو التأخير ببثها وتكرارها، لهذا تجد بعض المرسلين يدللون هذا الكنترول برسائل هي أصلاً عمود وقوف القناة على رجلها “لا أرى لها سوى رجل واحدة!”، بعضهم يسميه “الكونت”، وخذ من أوصاف المديح والتبجيل لسعادته، ولو انقطعت الرسائل لطرد من وظيفته، مع العلم أن منهم من يزيف رسائل لجلب اكبر عدد من السذج.
النشر في قضايا النصب والخديعة والابتزاز وحتى السرقة، يركز فيه على الأفراد غالباً ولا يشار إلى الجهات او الإدارات التي يعملون تحت إشرافها وحدثت الوقائع داخل مبانيها! وهو ما يدعو إلى التخمين بأن الأمر سيبقى على ما هو عليه، ومعه افتراض ان هناك حالات مماثلة لم يجرؤ ضحاياها على رفع الشكوى لطلب المساعدة.
الواقع العام، استناداً إلى ما يبث من رسائل في بعض قنوات فضائية، يشوه أخلاقيات ملاكها ومن يشرف عليها. كان التخويف من الغرب وويلات ستأتي منه، وإذا بأناس من بين ظهرانينا أشد منه وأنكى بل ثبت لنا أنه أكثر نظافة منهم؟
اخى الكريم
اتفق بشده معكم
لقدانساق العرب وراء التقليد للغرب فى كل شئ الا محاسبه المخطئ ومن سمح له بان يخطئ
فالمؤسسه التى بها المخطئ هى من اعطته الصلاحيات والتى استخدمها لايذاء الغير وهى لم تراقبه او تضع نظام يمنع حدوث ذلك ويجب ان تفطن كل مؤسسات الرقابه لذلك
حتى لا نري دائما لاى كارثه الا شخص هو المسئول وعلى الارجح انه ليس المسئول ولكنه الاضعف.
اشكر سعادتكم على المقال المفيد
كونت ولا عنه ؟!
الا يدلعونه ويقولن له كوكو !
القناة اللي تشير اليها حضرتك معروفه ونشرت في احد الصحف ( استغفر الله اظنها مجموعة اخبارية او احدى الصحف الالكترونية ) ساحوا في الخبر سياحة ! :)
وتعرف خلت الساحة لهم فساحوا
اخي الحبيب موضوع التشهير وذكر الأسماء هذا يبي له موضوع خاص مخصص !
فدائما اكتب في احدى الصحف تعليقا فيحذفه كونتهم ( من كونت) او
كوكوهم ( من كو كو ) يحذفه لأني اكتب :
يجب ان يتم نشر اسماء المدانين بقضايا ونصب على الناس تأديبا لهم وحماية للناس من الوقوع في براثن مكرهم!
فإذا كان هناك اشياء كيدية فليرفع المتضرر ما يعيد له حقه ..
مالك بالطويلة ::: يحذفها الكونت فورا واخسر وقتي وتعب اصيبعاتي
شكرا لك ابا احمد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخي العزيز أبو أحمد
من وجهة نظري بأن الهيئة قامت بالمهمه المناطه لها وهي إحتواء المشكلة ووجود حل لتلك القضية .
أما مسألة ذكر الأسماء فليس من إختصاص تلك الجهة فالواجب على الجهات الأمنية التصريح بتلك الأمور .
والقنوات الساقطة أغلب القائمين عليها هم إناس ضعفاء دين ونفس .
والواجب هو وضع حل ورادع ومتابعة جادة من وزارة الإعلام لمثل تلك التجاوزات .
اللهم أصلح أحوال المسلمين .
اشكرك استاذ القلم السويد
فعلا لقد اصبت الحقيقه الغائبه عن الأذهان في ان فضح المتسببين للمشاكل هو اول حل للمشكله, وتوعية المجتمع والافراد منها وبالتالي تكون رادع لاصحاب الذمم الرخيصه من الاستمراء في تضليل الناس وايهامهم.
وان لم تكن الصحافة تعاضدا مع الهيئه والمؤسسات الأمنيه تكشف المستور وتوعي الناس والا فقيمتها ناقصها والمشاكل تتوالى واحده تلو الأخرى بلا تصدي.