والمعلم هنا هو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والدرس ظهر على السطح الأسبوع الماضي بالإعلان عن نتائج التحقيق في ملابسات وفاة عضو مجلس الشورى الأستاذ منصور عبدالغفار (رحمه الله تعالى)، أما الذين ننشد أن يتعلموا فهم كثر، يمكن جمعهم في باب من أصدر قرارات تشكيل لجان تحقيق في قضايا مهمة ثم تبخرت النتائج فلم يعد يُعرف شيء عنها لتطمسها قضايا جديدة. تكاثرت اللجان على اللجان. والسؤال «لماذا لا يتعلمون؟» غير موجّه لمن لم يهتم أصلاً بتشكيل لجان تحقيق – وهو مسؤول! – في قضايا شغلت الناس أو أدت إلى الإضرار بهم، لأن هؤلاء يعيشون بيننا بأجسادهم لا بقلوبهم.
اعتمد أمير منطقة الرياض ما توصلت إليه لجنة التحقيق في القضية، فصدر القرار بإحالة الضابط المناوب في مخفر السليمانية في شرطة الرياض ومساعده لمجلس التأديب العسكري لمحاكمتهما مسلكياً، «نتيجة التأخر والقصور وعدم الدقة في اتخاذ الإجراءات».
والسرعة في تشكيل اللجنة وإنجازها لأعمالها في وقت قصير، ثم صدور القرار، هي لب الدرس المنشود التفكّر فيه وتعلّمه للعمل به. أما الإعلان عن النتائج بوضوح في الإعلام، وتحديد جهة القصور ونوعه وما اتخذ لتلافيه، فهو من احترام الرأي العام وممارسة عملية للشفافية. أراه يمثل درساً تطبيقياً لمنهج الوعي بالمسوؤلية تجاه المجتمع.
لا يستغرب هذا الحســـم من الإدارة «الســـلمانية»، أســـلوب أمـــير الريـــاض، وفقه الله تعالى، في الإدارة مـــعروف بالدقة وتقصي الحـــقائق تطلـــعاً لاتضاح مجمل الصورة ثم الحسم، وكل لجنة مـــسؤولة عن ما بين يديها من قضايا، مسؤولة عن صـــدقية الصـــورة التي ترفعها في تقاريرها للمسؤول الأعلى، ما سبق مثال نموذجي.
فإذا جامل أعضاء اللجان بعضهم بعضاً كانت النتائج مضرة بالقضايا التي اجتمعوا لأجلها، اما اذا دخلوا نفق التعميم والتهوين فهم هنا يكرسون ويتغاضون عن ممارسات سلبية في حق مجتمعهم.
وإذا كان هناك من اقتراح يطرح فهو أن تواصل هذه اللجنة أعمالها لدرس أوجه التداخلات في المسؤوليات بين جهات عدة في قضايا الإسعاف، وحسم حدود المسؤولية لكل جهة… لتلافي التقديرات الشخصية عند مباشرة الحوادث أو حذر بعض المباشرين من عبء مسؤولية نقل مصاب، وغيره مما قد يحصل في مثل هذا الظرف الحرج. لا أظن أحداً يختلف معي أن الأصل هنا هو إنقاذ الأرواح وإسعافها أولاً وعاشرا،ً سواء كانت هناك احتمالات شبه أمنية أو لا.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
السلام عليكم
عندما يتدخل رجل بحجم صاحب السمو الملكي امير منطقة الرياض فهذا لأن الموضوع احتاج سرعة التدخل ، وأن الأمور استدعت ذلك فكان لا بد مما يضع حدا لها .
البعض كتب وقرأت في تعليقات كثيرة ان المسألة لأن الرجل عضو في الشورى … الخ
وهذا لا يصح فكرامة الإنسان فوق كل شيء ..
وهل الطفلة ( شهد ) التي فرحنا بعودتها لأسرتها عضو في مجلس الشورى؟!!
حتى يتدخل صاحب السمو الملكي ولي العهد ؟!!
لكن اكرر عندما يحتاج المرض الى مبضع الجراح فلابد من المبادرة !
وهذا ما يحصل …
شكرا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان حفظه الله
وشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز
وكم نتمنى ان نرى وقفاتهما في امور كثيرة تحتاج لوقفة صارمة من رجل حازم .
وشكرا ابا احمد لإثارة الموضوع
حياك الله.أبو أحمد
كاتبى الحبيب ..أبو أحمد
أتفق معك كلامك كله صح إذا كل موقع أستمرت فيه هذه المشكلة ولا تجد لها علاج ستظل
تتكرر حتى يصبح الجرح مذمن وسيفضل الصديد يتراكم ويذداد يوم بعد يوم.. هذاهو الصواب ما أصدره من توجيهات. سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
وهذا ليس بغريب على سموه . وفقه الله ليما فيه الخير للوطن والمواطن…
سلمت يمناك. ودمتم لمحبينك :