القارئ الكريم ماجد الصالح يسأل عن فائدة التحذيرات التي تطلقها جهات سعودية رسمية، مثل هيئة الغذاء والدواء أو التجارة أو المياه في أجهزة التنقية عن سلع لا تذكر أسماءها ولا تنشر صورها.
مبعث سؤال ماجد قضية الحليب الصيني… المتستّر على اسمه، وهي هنا نموذج سبقته نماذج آخرها جبنة إيطالية وغيرها. من المفارقات أن دولة الصين نفسها أعلنت أسماء منتجات الحليب وغرّمت وأغلقت مصانع وحاكمت «الميلاميين»، أي الصناع الصينيين الذين حشروا «الميلامين» في الحليب لتسمينه وتهيئة الرضع مستقبلاً للأكل بالصحون المصنعة من الميلامين!
للوهلة الأولى لم أجد له جواباً مقنعاً للسؤال، لذا فكرت بالاجتهاد مستعيناً بالله تعالى مطالباً بتعاون القراء… لأن يد الله العزيز مع الجماعة.
مع ملاحظة أن هذا الواقع تشترك بـ «العمل بموجبه» أكثر من جهة، تتولى في الغالب العناية، لاحظ العناية، بغذاء وسلامة وصحة الإنسان.
لهذا أدخل من باب ربما، وهو باب واسع مريح.
ربما تكون هذه الخصوصية السلبية «ظاهراً!» مبعثها إيمان من تلك الجهات بأن المستهلك حر عاقل… راشد!
ومن الدوافع «الربماوية»، الإيمان بأهمية تلاحم أفراد المجتمع مع بعضهم بعضاً، ففي الألغاز والبحث عن أجوبة لها، وهي من الموروث الشعبي، دفع للتواصل و «النشدة… مع النشقة!»، بحثاً وتحرياً، لتوجيه الفضول الذي يشتهر به جمع منا إلى وجهة إيجابية مفيدة للمجتمع المعطاء… تطلعاً للأفق المخضر.
ربما أن في إشاعة الألغاز والغطاوي بعدم ذكر الأسماء، ترسيخاً لمبدأ الحذر والوعي الاستهلاكي الإيجابي الوقائي من خلال تجذير الوسواس القهري في نفوس المستهلكين!؟
ثم إن أصحاب المصالح من تجار تلك السلع هم أناس منا وفينا… كما يعلنون ويستوردون، والضرر الذي سيقع عليهم، إن وقع، سيصيبنا، لذلك فإن بطوننا وكلى مواليدنا فداء لهم، نحن نردد مرغمين بالبطن والكبدة نفديك يا تاجر.
أخيراً في عدم الذكر واستمراء «التلغيز» ورفع الصوت من دون صوت يسمع فيُفهم، فائدة اقتصادية كبيرة… وبعد نظر. كيف؟ لنأخذ – مثلاً – الصين الدولة القوية ذات الاقتصاد المزدهر والقادمة بقوة، لا بد أن ترسيخ التعاون المثمر معها أمر مهم لـ «متانة» الاقتصاد الاستهلاكي، وهي هنا، أي الصين، لن تجد شريكاً تجارياً مثل سوقنا المعطاءة… المغطاة بعباءة التستّر على أسماء هم يعلنون عنها!
هل ترى أحسن من هذا الشريك التجاري؟
أتحدى!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
اي بالله تحكشي الصحيح يا مكاري
اما من نا حية التعتيم فقد ورد بها تعميم يحتار فيه الفهيم
ومن حيث الإيضاح فقد ورد فيه افصاح احتار فيه الأقحاح
وكما ورد في ابواب الحصون المنيعه في ما جاء من مضار الميلامين الشنيعه
قال شنج بنق دنق ( وان ما عطي شيء حنق ) قال في موضوع الميلامين
انهم من حرصهم على الا ينشأ طفل وعظمه طري
فقد تجاوزوا كل فحص مخبري
وتحدوا كل فقير وثري
وكل صادق صريح ومفتري
وارسلوا حليبا مخلوطا بالميلامين
لكي يعرف الجميع إحنا مين !
يا اخي الكريم التستر على المخطىء اصبح من خصوصياتنا التي ما عدنا نستغني عنها
و عسى ما تثير موضوع عند بعضهم ( اقصد بتوع العولمه اللي بالي بالك ) يردون من باب لطم الوارد : ايه فيه ايه ولا صحة لما ورد ولا لما صدر
وخلها على ربك واستر ياساتر
تحية طيبة أخي عبدالعزيز
لا أدري بالفعل ما الدافع الخفي حول عدم التصريح بالأسماء؟ هل هي مجرد رغبة في التستر على التجار؟ أم أنها ثقافة متغلغلة عميقاً في مجتمعنا؟ نحن نتحاشى ذكر الأسماء حتى في حواراتنا العادية، فالصديق العزيز هو (أبو فلان) فقط، و العدو البغيض هو (اللي ما يتسمى) و عندما ننتقد شخصاً نكتفي بقولنا ( الله يستر عليه) حتى لو كان فضحه و اجب. بل حتى أئمة المساجد يتحاشون التصريح باسماء الأشياء التي ينهون عنها حتى
(لا يقع الناس في شرها)، كل ذلك إذا أضفنا إليه خلفية التربح و التكسب و غياب القوانين الجازمة و المفصلة للعقوبة في مثل تلك الحالات فلا يسعنا إلا أن نقول …. أبشر بطول سلامة أيها التاجر.
دمت بألف خير