الأسرى السعوديون..نعمل بصمت لأجلكم!

هل من العيب أن يكون لنا أسرى في العراق أو في أي بلد كان؟.
الجواب هو قطعاً بالنفي، ليس عيباً ولا سراً وطنياً لا يجوز البوح به، إذن لماذا يكون العمل لأجل إطلاق سراحهم صامتا!؟، هذا جزء مما أرد به على المصدر السعودي المسؤول الذي قال في جريدة الشرق الأوسط ما نصه، “ما أثير حول أن المملكة أهملت أسراها في العراق أمر غير مقبول” …و..”إن الحكومة السعودية اختارت العمل بصمت، بعيدا عن التصعيد عبر وسائل الإعلام قد خلق شيئا من الشعور لدى المشككين من أن القضية مهملة”.
و”ما أثير”!، يقصد به، فيما يظهر لي، ما كتبه “المذكور” أعلاه الأسبوع الماضي، فقد كتبت مقالا عنهم، ولا أعلم أن أحداً تطرق إلى ذلك، ولم تكن أول مرة، لكنها الأولى التي تحظى بالرد نفياَ، والرد أو النفي طويل نشرته الشرق الأوسط في صفحتها الأولى يوم السبت الماضي .
العمل بصمت لأجل إطلاق سراح أسرى حرب أمر غير مقنع، ولو لم ينشر مقال يوم الثلاثاء لربما لم نسمع من المصدر شيئا، وفي مثل قضية أسرى العراق يستغرب المرء كيف يتم العمل بها صمتاً، والكل يعي أن للإعلام دوراً مهماً ورئيساً في شأن مثل هذا، ومع بلد كانت العلاقة الدبلوماسية معه مقطوعة و تتم عن طريق وسطاء، ودولة الكويت أقامت الدنيا ولم تقعدها للتذكير بأسراها، وكانت مثار إعجاب، فلماذا نحن نعمل بصمت!؟.
كان الرد مفيدا بأن نعرف عدد الأسرى الأربعة والعشرين وأسماءهم، وقد كان هذا سراً في السابق لا يتم التطرق إليه!؟ ، ويشير الرد إلى أنه وطوال 12عاما، كان هناك أكثر من 32اجتماعا عقدت في جنيف لأجل هذا الغرض، وجرت مخاطبات بشأن الأسرى في الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر ، وأقول لماذا بقي هذا كله من الأسرار، أليست شأنا عاما يهم كل مواطن ، لا أهالي الأسرى فقط، أليس من حق كل مواطن أن يعلم بالجهود التي بذلت لأجل فك أسرهم، الناس كانوا يرون حماس الدول الأخرى، في حين لا يسمعون شيئا من الداخل، ما هو أثر ذلك على المواطن يا ترى ؟، هل يحتاج السؤال إلى إجابة، لماذا لم تكن هناك لجنة أهلية شعبية تذكر بهم، كواحد من الحلول.
وأطرح سؤالا بسيطا، قد يوضح ما إذا كان هناك تقصير من عدمه، وهو هل ذهبت لجان مختصة ومعنية بأولئك الأسرى مع قافلة المساعدات الطبية التي تعمل الآن داخل العراق !؟، ما قرأناه وشاهدناه لا يشير أبدا إلى ذلك، نأمل أن تكون لجنة مثل تلك تعمل بصمت الآن لتحريرهم .
وورد في نفي المصدر المسؤول جملة لم أستطع فهمها أوردها هنا :
(.. وقدمنا استفسارات جادة للنظام العراقي البائد حول مصير الأسرى السعوديين الذي تسعى من خلاله دولة الكويت، ممثلة في اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في التحري، حول 14أسيرا سعوديا ممن اعتقلهم النظام العراقي داخل الكويت عام 1990).
ولم أفهم هل أوكل الأمر إلى اللجنة الكويتية فيما يتعلق بهؤلاء!!؟، أم هناك خطأ في الخبر. وعلى أية حال لا أذكر أن اللجان الكويتية ذكرتهم في “تصعيدها” الإعلامي إلا مرة واحدة على ما أظن.
أمر الأسرى السعوديين في العراق ينطبق على الأسرى السعوديين في غوانتانامو، الذين لا يجري ذكر الاهتمام بهم ولو عن طريق لجان من أهاليهم، فهل سيقال أننا نعمل بصمت.
من نافلة القول إن للمواطن حقوقاً مثلما عليه واجبات ، ومادام هذا المواطن ينتمي للكيان، المملكة العربية السعودية، فهو ينتظر ويتوقع رعاية واهتماما، هي مصدر فخر له وتأكيد حقيقة انتماء وعنوان هوية، في السلم والحرب فكيف إذا كان في مأزق يحتاج حتى لدفع معنوي يقول له إن هناك من يهتم به، مثل هذا لا يمكن أن يتم من خلال العمل بصمت.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.