ينسب لصدام حسين أقوال يمن فيها على العراقيين، من بينها، ادعاؤه أنه وفر لهم النعال بعد أن كانوا حفاة، لم أعد أتذكر أين قرأت هذا لأورد النص.. بنعاله، لكن العراقيين ردوا ويردون بالنعال على صور وتماثيل الرئيس، بعد الهروب المذل للأصل.
من الصعوبة على العراقي الآن أن يشاهد صورة أو تمثالا لصدام حسين من دون أن يضربه بالنعال، أعرف أن ذلك يكاد يتحول إلى عرف عراقي، قد يصبح “سلاما” وطنيا مستقبلا، بالنسبة لي كنت أتمنى أن الضرب بالنعال تم على اللحم الحي للرئيس المقصوف، بل وحتى اللحم الميت له إن كان ميتا، لدرجة أعتقد أن الضرب في ميت مثل صدام أمر محمود ومطلوب، مع ضرورة التأكد أنه ليس من الأشباه.
لكني أتمنى على الأخوة العراقيين أن يحتفظوا بتمثال لصدام حسين، تمثال واحد فقط، يفضل أن يكون كبيرا ومهيبا، أعلم أنه من الصعب عليهم أن يشاهدوا تمثالاً له من دون “فش الخلق” وقهر السنين العجاف على رأسه، لهذا على بعضهم أن يحتفظ بنموذج للتماثيل والصور، التي استغرق تحطيمها وقتا أطول من احتلال العراق، فقد أحصي له أكثر من ثلاثة آلاف وثمانمائة تمثال، من غير الصور، حتى أنه انتشرت، أيام تسلط صدام، نكتة عراقية شهيرة على لسان مجنون يلف الشوارع ويقول “شي يلمهن..شي يلمهن” .
المشكلة، في هذه المرحلة العراقية، أن من يعثر لديه على تمثال لصدام سيحاسب عليه، لكن الأمر مهم للأجيال المقبلة العراقية والعربية، وقد يكون مؤثرا مستقبلا بحيث لا يخرج علينا صدام جديد، وأقترح على الأخوة العراقيين، وبعد “استكانة” الشاي والأمور، أن ينصبوا هذا التمثال في أكبر ساحة ببغداد، يحيطونها ببركة كبيرة عميقة، ليست لحفظ ماء وجهه المندلق، بل لاستيعاب الأحذية العراقية القديمة، لتتحول إلى مزبلة “مهيبة” للزيارة اليومية، يبدأ التلاميذ صباحهم المدرسي بقذفها بما تيسر، ومن المناسب أن تحيط بها نافورة، لها صنبور على شكل حذاء كبير، يصب ماءه على الرأس الذي خرب العراق والمنطقة، يفضل أن يكون من نوع “الزنوبة”، والسبب في هذا الاختيار أن صدام، وحسب المصادر العراقية، يعرف هذا النوع جيدا.
مثل هذا النصب التذكاري سيكون مزارا شهيرا للعراقيين وللعرب والعالم، وإلى جانب فوائده السياحية، سيكون له فائدة التذكير والتحذير لـــ ومن كل فرد يصنم نفسه، ويختزل بلدا وشعبا في شخصه، ويفرض أنانيته على ملايين البشر، أصيبوا لثلاثة عقود بلعنة صدام، وهي مقدمة لدراسة الشخصية والفكر الصدامي، من كان؟، وكيف ولماذا وصل وتمكن من السلطة ؟، و ما هي الطريقة التي كان يفكر بها؟وليضاف لألقابه المائة، لقب جديد يغني عنها كلها، سماه به كل عراقي، عندما أجبرهم على خلع نعالهم واستخدامها على رأسه لشرح وجهات نظرهم التي رفض الإنصات إليها طوال فترة بطشه، وقد يأتي روائي عراقي ليكتب رواية جديدة بعنوان “زنوبه.. والرئيس” .
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط