بلديات

كنت من المتفائلين بساحات البلدية الجديدة التي استحدثتها أمانة مدينة الرياض، بل كنت انتظر أن يعم نفعها جميع الأحياء، لأننا منذ الصغر كنا نتمنى مواقع مجهزة مثل تلك بدلاً من «درج» دكاكين البقالات و«العواير»، أو الشوارع بأخطارها والأراضي الترابية «بغبراتها»، لكن شابت هذا التفاؤل شائبة موجعة أحدثتها وفاة شاب «يرحمه الله تعالى ويجبر مصاب أهله»، بسبب صعق كهربائي من عمود داخل ساحة منها في حي طويق. يفترض أن هذه الساحات هي الأكثر أماناً وسلامة مع حداثة إنشائها. لا يعرف حتى الآن سبب الماس الكهربائي هل هو إنشائي أو بسبب الصيانة. المنتظر تحقيقات جدية تتعامل مع وفاة شاب في مقتبل العمر لتتضح الأسباب وتحدد المسؤوليات، وحتى يطمئن الناس لسلامة تلك الساحات من الأخطار.
من جهة أخرى، حتى تبقى هذه الساحات وكذا الحدائق التي أزيلت أسوارها مواقع للنزهة والرياضة وبحالة جيدة ولها أوقات محددة، فهي بحاجة إلى مرجعية إدارية إشرافية قريبة منها، لئلا تتحول إلى مواقع «لشلل» تفرض نفسها على سكان الأحياء، وربما يتطور هذا الأمر إلى سلبيات أكبر إذا ما ترك الحبل على الغارب.

قضية المبيدات وقتلها الأطفال دفعت القارئ سعود للإشارة إلى أنه توقّف عن شراء الخضار والورقيات من أسواق الرياض بسبب المبيدات، هو في خوف من بقاياها في الخضار والورقيات. الأخيرة تخيف أكثر، بسبب الري بمياه الصرف. ذكرني سعود بما نشر قبل سنوات عن مراكز أو مختبرات لفحص بقايا المبيدات – «س» – تنشأ  في أسواق العزيزية وعتيقة وغيرها، الحقيقة أني لا أعلم ماذا حصل لتلك الأخبار. يمكن إدراجها في قولهم «سا»، لكني أعلم أن بعض أسواق الخضار مثل العزيزية تديره شركات. ما هي الفائدة من الشركات إذا لم تقدّم خدمات الفحص؟ وما هو الفرق بين ما يعرض في ساحات الأسواق وسيارات «الوانيت» التي تلاحقها البلدية سوى جباية الرسوم!
إذا كان هناك اتفاق على أن أمانة الرياض نجحت في كثير من المهام الموكلة إليها، فلماذا لا تفتش عن أسرار هذا النجاح في مقابل جمود في مهام أخرى، وما الفرق بين مطاردة التسمم الغذائي «السريع» في المطاعم والتسمم البطيء المحتمل من أسواق الخضار والورقيات؟ إدارة الأسواق في الأمانة مدعوة لأن تخبر الصديق سعود والقراء عن واقع «الباذنجان» وإخوانه وأخواته ومستقبلهم.
 القارئ الكريم تمنى «مرقة بيدجان» نظيفة من بقايا المبيدات وينتظر تحقيق الأمنية. إلى حين ذلك أنصحه بزراعته في سطح الدار.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على بلديات

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    يااستاذ عبدالعزيز مقارنة ببلديات بقية مناطق المملكة ليس هناك ادنى مجال للمقارنة اقسم بالله لك انني حينما ازور الرياض اشعر انني خارج المملكة .ثلاث حدائق امنت لها الالعاب بمجهودات اهل الحي العامل اللي يسقي الزرع مايجي غير بحب الخشوم والبقشيش
    الشارع ينكنس كل يومين او ثلاثة والمسؤل مافيه غير معزوم هنا ومعزوم هناك صحيح الرياض المفروض تسمى غير ماهو جدة الا الفيران تناقز قدام الشاطئ تلعب اكروبات وعروض سيرك .

التعليقات مغلقة.