«ورّونا شطارتكم»!

الزميل الأستاذ «سابقاً» الدكتور حالياً عبدالله القفاري كتب في صحيفة «الرياض» يوم الاثنين الماضي، مقالاً بعنوان «وطن بلا فقر»، تطرق فيه إلى عزم وزير الشؤون الاجتماعية تدشين موقع الكتروني تحت اسم «فكر… لوطن بلا فقر». يفترض ان يكون التدشين اليوم. وطرح جملة تساؤلات، أبرزها أحقية المواطنين بمعرفة ما قامت به الجهات المعنية في مكافحة الفقر، التي تقع تحت مظلة الوزارة منذ أيام الاختلاف على تعريفة ولون خطه، والعمل على استراتيجية له وصدورها، ومروراً بتغيير أسمائه وعناوينه من مكافحة الفقر إلى الانماء الاجتماعي.
باختصار، الزميل العزيز بلغة هادئة، تشبه الهدوء الذي يخفي عاصفة يقول: «اخبرونا ماذا فعلتم؟»، وهو مطلب محق، خصوصاً ان الوزارة تريد من موقعها الجديد أفكاراً «الكترونية»، يطرحها الجمهور الذي لا يعلم ماذا فعلت!
هذا الموضوع ذكّرني بتصريح للوزير قال فيه: «انه لا يمكن القضاء على الفقر، لأنه سُنة الله في خلقه»، وهو ما يتعارض مع عنوان الموقع «وطن بلا فقر»، يعني القضاء على الفقر، فهل ظهرت ملامح إمكان القضاء «المبرم» على الدكتاتور فقر؟
أيضاً تذكرت «الله يخلي لنا جوجل»، الخلاف الذي ظهر على الصحف عام 2007  بين وزير الشؤون الاجتماعية السابق، إذ قال انه تم القضاء على الفقر المدقع في عام 2006، في حين بشّر وزير الاقتصاد والتخطيط «الحالي» بالقضاء على الفقر في عام 2009، ثم استدرك بعد ايام في بيان توضيحي بأنه يقصد الفقر المدقع، والسنوات الثلاث في عمر الشعوب… أيام، خصوصاً مع التخطيط!
الحقيقة أنني قرأت أخبار «تدشين» الموقع، وحصرت الامر في موقع الكتروني، مهما كان عنوانه وشعاره، لذلك اعتقد ان الزميل عبدالله حمّل «الموقع» وحفلة «التد… شين» أكثر مما يحتملان. القضية «تدشينية» يا عزيزي، وهي في رسالة من رسائلها تقول: «فقركم أو فقراؤكم بين أيديكم… ورّونا شطارتكم»، وهي، اي الرسالة، في ما بين السطور تقول إننا لم نستطع فعل شيء يحقق رؤية وحلم خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – في القضاء على الفقر منذ ان فتح ملفه في زيارته الشهيرة لأحياء فقيرة.
لو كان الموقع مخصصاً للإبلاغ عن مواقع الفقر في السعودية، وصور الواقعين تحت مطرقته، سواء كان  مدقعاً أو «مصرقعاً»، تمهيداً للشخوص إلى تلك المواقع، وتقديم الحلول لضحاياه من قبل الوزارة وصندوق الفقر «سابقاً» الإنماء الاجتماعي حالياً، لكان في الامر فسحة من التفاؤل لا ترسخ صورة «الكترونية» من صور لجنة الزير الشهيرة في التراث.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «ورّونا شطارتكم»!

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي معالجة الفقر مشوارها طويل يبداء اولا واخيرا من البشر الذين سيوكل اليهم تنفيذ الالية الخاصة بمعالجة الفقر ويجب ان يكونوا هم فقراء اساسا اما نشكل لجنة اعضاءها الواحد منهم يستلم ثلاثمائة الف ريال مكافأة ونتوقع منه انتاجية .
    استاذي النار ماتحرق الا رجل واطيها ولايعرف الشوق الا من يكابده.

  2. تحية طيبة أخي عبدالعزيز
    أعتقد أنه من الظلم تحميل وزارة الشؤون الاجتماعية وزر مشكلة عويصة كهذه
    فالفقر الموجود لدينا ناتج عن تراكمات كثيرة متداخلة تبدأ بالسياسة و لا تنتهي بالاقتصاد وبالتأكيد تمر بكل مفاصل الحكومة و المجتمع. ولا أتوقع من وزارة الشؤون الاجتماعية أن تفعل شيئاً حتى لو بلغت ميزانيتها نصف ميزانية الدولة، فمكافحة الفقر مشروع استراتيجي يجب أن تتبناه الحكومة كخطة وطنية تجيش لها المؤتمرات و مراكز الأبحاث ثم تلتزم(وضع خطاً تحت تلتزم) كل قطاعات الحكومة بتنفيذ مقررات الخطة و الأهداف و التي أعتقد أن الكثير منها سيكون مؤلماً و عسير التنفيذ على الغقليات الإدارية الموجودة
    تسألني عن الفقر…أسألك عن الفساد. هذه هي المعادلة ببساطة يا صديقي و خلي الوزير في حالة

التعليقات مغلقة.