طرائف تجارية

العالم يعاني من كساد وتراجع الطلب على السلع ونحن ما زلنا نعاني من ارتفاع أسعارها، أيضاً ما زالت الجهود تتقصى الأسباب، كانت في السابق تبحث عن أسباب الارتفاع ثم تطور إلى أسباب استمراره! من أطرف ما قرأته أخيراً ما نشرته صحيفة «الرياض» عن عزم اللجنة التجارية في غرفة جدة «التجارية» عمل مسح ميداني لمعرفة أسباب عدم تراجع أسعار الألبان «الوطنية» وحليب الأطفال والأدوية. الطرافة جاءت من اضطلاع اللجنة التجارية بعمل المسح، أي أنها اهتمت أكثر من غيرها بظاهرة استمرار الارتفاع، على رغم أنها حصرت الأمر في سلع محدودة فلم تدرج السيارات والأجهزة الكهربائية حتى الصينية المهترئة منها وغيرها، كله ما زال مرتفعاً. خلال السنوات الماضية انكشفت الأمور واتضحت لكل مبصر، هناك احتكار قلة من بعض الجهات الرسمية، ولا أدل على ذلك من قيام اللجنة التجارية في غرفة جدة بعمل المسح الميداني! لأن الوضع بحاجة الى حضور من أي نوع كان.
الاقتراح الذي أقدمه هنا وبناء على جهود الغرف التجارية أن تتحول هذه الغرف ولجانها إلى جهات حكومية رسمية.
ومن الطرائف أيضاً دعوة مدير المواصفات والمقاييس في مكة المكرمة التجار إلى خفض الأسعار بمناسبة يوم المستهلك، نشرت الدعوة في
تصريح في صحيفة «المدينة»، ولم أعلم هل الدعوة كانت قاصرة على الخفض لليوم الوحيد للمستهلك أم لا، إلا أنها نشرت بعد مرور اليوم الــيتيم، لذلك لا يلام التــجار على عدم الانصياع!
ومن الطرائف التجارية تصريح صحافي نشر عن وزارة التجارة يفيد بإتلاف كذا عبوة وغيرها لسلع مغشوشة ومقلدة، وهو تقرير إحصائي يوضّح عمل سنة كاملة قادته أصلاً الأجهزة الأمنية، ولم يشر فيه إلى كيفية دخول هذه السلع مع مختبرات لوزارة التجارة وفحوص كثيراً ما يتم التغني بها. وهناك ملاحظة جديرة بالاهتمام هي أن وزارة التجارة في التصريح طالبت المستهلكين بدعم جهود الوزارة في «التصدي لظاهرة انتشار الغش التجاري والتقليد»، ولم يذكر شيء عن سلع منخفضة بل منعدمة الجودة هي أقرب الى الخردة.
كانوا في السابق يصفون شخصاً لا تعجبهم تصرفاته بقولهم إن «أخلاقه تجارية»، الواقع يقول إن معظم الأشياء لدينا صارت «تجارية».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على طرائف تجارية

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي تصدق ان البائعين (بدون تخصيص) اصبحوا يخيرون الزبائن واسمح لي ان انقل لغة التخيير كما هي ( انت يبقى اصلي بخمسة وعشرين يبقى تقليد مشى هال بكمسة ريال يالله كلم )
    والشامبوهات الفضيحة الى بكرة والاسبوع القادم تباع وبجانب الحرم من اصحاب محلات ابو ريالين اما من ناحية دعم جهود وزارة التجارة مالنا طريقة ندعمهم فيها سوى الدعاء بأن الله يسخر لهم من يخاف الله فيهم ويغنيهم بحلاله عن حرامه ويلهمهم الصواب
    ويرشدهم الى محبتنا ويكفينا ماجانا خلاص نتوب .

  2. مواطن فاهم كتب:

    عندما نرى أسعار العقار السعوديه لا نقول أزمه عالميه ..
    عندما نرى أسعار المواد الغذائيه لا نقول أزمه عالميه ..
    عندما نرى أسعار السيارات لا نقول أزمه عالميه ..
    عندما نرى أسعار المعيشه لا نقول أزمه عالميه ..
    عندما نرى أسعار الدواء لا نقول أزمه عالميه ..
    وبالمقابل ..
    عندما نتكلم عن السوق السعودي نقول أزمه عالميه ..
    عندما نتكلم عن وظائف الشباب نقول أزمه عالميه ..
    شئ عجيب !!
    تحياتي لك دائما

  3. فضل الشمري كتب:

    تسجيل تحياتنا وأحترامنا وتقديرنا للاستاذ الحبيب ابوسعود , ونقدر بكل ألاخترام هذا الطرح الراقي بارك الله فيكم , والسلام … !!!

التعليقات مغلقة.