سنوية الإغاثة وتقديم الطلبات

الأسبوع الماضي لاحظ أهالي محافظة الليث في السعودية حركة نشطة، الشوارع تغسل والأشجار تقلم وهو أمر لم يعتادوا عليه. إذا عرف السبب بطل العجب. الأمير خالد الفيصل قادم الى المحافظة في زيارته الثانية لها، ولا بدّ من أن يظهر بعض التنفيذيين صورة نظيفة أمامه حتى ولو كانت استثنائية.
مما يحسب للأمير خالد أنه عندما تولى إمارة منطقة مكة المكرمة بادر بزيارة لأكثر المحافظات فقراً فيها، ورسالة الأولوية في تلك الزيارة كانت واضحة.
استبشر أهالي «الليث» خيراً وما زالوا، خصوصاً أنهم لاحظوا أثناء الزيارة اهتمام الأمير بالإنصات لمطالبهم ومعرفة أحوالهم بل وحثهم على التحدث عنها مباشرة بعيداً عن الحلقات الرسمية في اختيار المتحدثين، هذه الحلقات غالباً ما تفرز وتفلتر لتعطي صورة مغايرة أو على الأقل غير دقيقة.
أتذكر مقدار البهجة والأمل بغد أفضل الذي لمسته من بعض أهالي الليث عند الزيارة الأولى، كان لتبسط الأمير وحرصه على التواصل المباشر مع مواطن الليث، إضافة إلى ما تردد عن ملاحظات وتوجيهات خصت أوضاعاً قائمة هناك… أصداء إيجابية.
لهذا لم أستغرب عندما سمعت أن المحافظة تحولت إلى ورشة، المعنى ورشة تنظيف وتجميل، المهم ألا تكون ورشة موقتة لأيام معدودة.
في كل محافظة… المحافظ ورئيس البلدية ورؤساء المراكز مؤتمنون على إظهار الصورة الحقيقية، حتى ولو كانت سلبية، المعضلة أن السلبية في الصورة الحقيقية ستطاولهم بحكم المسؤولية، لذلك يجري التجميل والتجمل من بعضهم، والليث ليست استثناء.
الفقر في الليث لا تخطئه العين. الذين قالوا إنهم استطاعوا القضاء على الفقر المدقع لم تتح لهم، في ما يبدو، زيارة بعض مراكز الليث ليروا أحوال أسر الفحامين وسكان الصنادق وغيرهم، إضافة إلى نقص في الخدمات الصحية والتعليمية.
الأسبوع الماضي نشرت «الحياة» تقريراً للزميل سعيد المهابي عن أحوال أفراد قبيلة نازحة في الليث، فقراء يطالبون بتحسين أوضاعهم لكن مدير جمعية حقوق الإنسان في جدة طالبهم بإرسال أوراقهم! هذه الصيغة المكتبية في «لم يصلنا طلب» أستغرب أن تتم من حقوق الإنسان التي يجب أن تبادر ميدانياً لتلمس الحاجات وتبنيها، الصورة لا تقف عند هذا الحد، عندما اتصل الزميل بالجمعيات الخيرية والإغاثية حصل على هذا الجواب. وفي شأن المساعدات الخيرية أكد مدير جمعية البر في محافظة الليث أن هذه القرية تابعة لمركز أضم ولذلك هي من اختصاصها، في حين، قال مصدر في هيئة الإغاثة الإسلامية: «إن نشاط الهيئة في الليث سنوي وليس شهرياً منتظماً لذلك لا يمكن الرجوع إليها في مثل هذه الحال».
كل جهة تقول «ليس من اختصاصي» هل يستقيم هذا الاسم الكبير «هيئة الإغاثة الإسلامية» ونشاطها سنوي، على الجائع والمنقطع الانتظار سنة كاملة، أو البحث عن جمعية خيرية توافق على تبعيته لها… ثم تقر بتوافر مساعدات في مستودعاتها؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على سنوية الإغاثة وتقديم الطلبات

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي اسمح لي ان ازيدك من الشعر بيتا فقد وجه سموه الكريم جزاه الله خير بمنع اللافتات الترحيبية وخروج الطلاب من المدارس
    ووجه بعدم اقامة اي مظاهر ترحيبية او احتفالات او موائد للطعام
    وطلب ان تكون اللقاءات جميعها على الطبيعة بدون اي برتوكول
    مسبق فقط هذه رسالة لاصحاب المناصب نص ونص الذين يتباهون
    ويتيخترون خلف مكاتبهم كأنهم ديكة مقنعه بل وازيدك استاذي ان سموه الكريم في العام المنصرم يقول للحضور النص التالي (من وجد مني خطاء فليخبرني وله مني الشكر والمكافأة) وبالمقابل نجد
    اشباه المسؤلين اذا قدمت له اقتراح او ملاحظة او رأي قال هذا يبغى يعلمنا عملنا فقط لنقتدي بامثال هذه التصرفات وهذا النمط الاداري الذي يأصل محبة المواطن في ارضه وفي وطنه وفي مسؤليه ولنبتعد عن النفخة الكذابة التى يورثها هذا الكرسي الذي يجب ان يعوا هولاء المسؤلين انه كرسي حلاق . شكري وتقديري لك استاذي الحبيب …………

  2. امنة محمد سردار كتب:

    الاستاذ الفاضل الكاتب عبدالعزيز السويد حرية التعبير اضافة الى رغبة ولاة امرنا جزاهم الله خير في الوصول الى حقيقة الاوضاع
    يتطلب فعل ماقام به الامير خالد الفيصل وبدون هذا الاجراء ستكون مفروضة على كامل الاوضاع سحابة ثقيلة ستغطي حتما
    على اية سلبيات الاوضاع في المناطق التي سيزورها الامير خالد الفيصل اكثر من مزرية وتحتاج الى هزة قوية تسقط معها كافة الاوراق التي انتهى دورها والثمار التى نضجت تماما وبدأت تتحول الى …

التعليقات مغلقة.